أيام قليلة تفصل عن بداية نهائيات كأس الأمم الأفريقية في دورتها الـ26 والتي تحتضنها جنوب أفريقيا خلال الفترة الممتدة من 19 يناير إلى 10 فبراير، والمنتخب التونسي سيكون كعادته حاضراً في هذه المحافل الكبرى حيث سيكون في المجموعة الرابعة إلى جانب كلّ من منتخبات الجزائر، توغو ، الكوتديفوار.


العربي الوسلاتي - إيلاف : سيستهلّ نسور قرطاج مغامرتهم الأفريقية بلقاء منتخب محاربي الصحراء في دربي مغاربي عربي بإيقاعات أفريقية خالصة،جماهير الكرة في تونس تتحسس الخطوات المرتقبة لكتيبة سامي الطرابلسي خاصة وأنّ الجماهير التونسية تمنّي النفس بعودة منتخبها إلى سالف بريقه ونتيجة مشرّفة لما لا يكون عنوانها منصّة التتويج...

والمنتخب التونسي سجّل بالمناسبة حضوره في 15 دورة سابقة وستكون محطّة جنوب أفريقيا السادسة عشرة في سجّل منتخب نسور قرطاج حيث تعود أوّل مسابقة أفريقية إلى دورة 1962 حيث حلّ المنتخب التونسي ثالثاً في الترتيب العام...
بداية الحلم الأفريقي
المشاركة التونسية الأولى في النهائيات الأفريقية كانت في دورة 1962 وكانت بداية الحلم الأفريقي بالنسبة للأسماء التونسية في ذلك الوقت وقد أقيمت الدورة بحضور 4 منتخبات وبالاعتماد على نظام خروج المهزوم وقد حلّ المنتخب التونسي ثالثاً في تلك المشاركة بعد هزيمته في مباراة نصف النهائي ضدّ منتخب أثيوبيا الذيّ حقّق لقب البطولة آنذاك بعد فوزه في المباراة النهائية على المنتخب المصري برباعية ثانية ، فيماتخلّفالمنتخب التونسي عن الدورتين السابقتين اللتين أقيمتا في السودان في 1957 ومصر في 1959.
تونس عاصمة اللقب الأفريقي
في دورة 1963 خرج المنتخب التونسي من الدور الأوّل في النهائيات الأفريقية التي احتضنتها غانا، والتي شهدت أوّل مرّة نظام المجموعات حيث شاركت ستّة منتخبات وحصد فيها البلد المضيف اللقب.
بعدها عاد المنتخب التونسي إلى الواجهة واستضاف الدورة الخامسة التي شهدت تألّق منتخب النسور بوصوله إلى المباراة النهائية ضدّ حامل اللقب المنتخب الغاني في مباراة عرفت تنافسًا وتسابقًا كبيرين وانتهت لصالح المنتخب الضيف بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، وهي المرّة الأولى التي يصل فيها المنتخب التونسي إلى دور متقدّم من الكأس الأفريقية لكن هذه المشاركة المشرّفة والنتيجة الإيجابية التي حقّقتها الأقدام التونسية لم تشفع لكرة القدم التونسية بمواصلة الصحوة بما أن الفترة التي تلت تلك المشاركة توارى فيها المنتخب التونسي عن الأنظار...
الجيل الذهبي
وكانت كرة القدم التونسية عرفت أحلى فتراتها مع ميلاد جيل 1978 الذي رسم اسمه في سماء الكرة الأفريقية بأحرف من ذهب بل تعدّى الأمر إلى رحاب العالمية بعد أن نجح المنتخب التونسي في ذلك العام في تحقيق الإنجاز والترشّح إلى نهائيات كأس العالم ، فالمنتخب التونسي وبعد غياب عن المشاركة في خمس نهائيات متتالية على الصعيد الأفريقي عاد ليسجّل حضوره في دورة 1978 حيث بلغ المنتخب أعتاب المربّع الذهبي لينسحب في نصف نهائي المسابقة ضدّ المنتخب الغاني لينهزم في المباراة الترتيبية ضد ّمنتخب نيجيريا لتنهي بذلك تونس مشاركتها في المركز الرابع...
منذ تلك المشاركة خفت بريق الكرة التونسية مرّة أخرى حيث اكتفى المنتخب التونسي بالخروج من الدور الأوّل في نسخة 1982 وهي نفس النتيجة التي تحقّقت في دورة 1994التي نظمتها تونس لكن رغم توّفر كلّ الظروف والإمكانات المادية والبشرية لتحقيق اللقب فإنّ منتخب نسور قرطاج عجزوا عن تكرار إنجاز 1965 وغادروا السباق مبكرًّا ومن الباب الصغير لتكون أسوأ نتيجة يحقّقها زملاء الحارس العملاق شكري الواعر في ذلك الوقت.
انتفاضة المارد
النقلة النوعية في تاريخ كرة القدم التونسية كانت بلا منازع دورة 1996 التي احتضنتها جنوب أفريقيا والتي كان فيها منتخب البلد المضيف صاحب اللقب في أوّل مشاركة لمنتخب quot;نيلسنمانديلاquot;... نسور قرطاج كانوا مفاجأة هذه الدورة ورغم أن الأسماء المحليّة التي أثّثت ذلك الجيل لم تكن تحظى بثقة السواد الأعظم من جماهير الكرة التونسية إلاّ أن المفاجأة كانت كبيرة حيث نجح المنتخب التونسي بقيادة المدربّ البولوني هنريكاسبرزاك في الوصول إلى المباراة النهائية بعد مسيرة بطولية على امتداد النهائيات ،ومنذ تلك المشاركة لم يغب النشيد الوطني التونسي عن العرس الأفريقي حيث تواجد منتخب تونس في 10 مشاركات متتالية وصولاً إلى مدينة روشتنبورغ الجنوب أفريقية، والتي تحتضن مباريات المجموعةالرابعة التي تضمّ المنتخب التونسي.
وكان الإنجاز الأهمّ بطبيعة الحال هو حصول المنتخب التونسي على كأسه الأفريقية الأولى في الدورة التي احتضنتها تونس في 2004 والتي كانت فيها الكلمة العليا تونسية على حساب منتخب مغربي شقيق حقّق هو الآخر المفاجأة بوصوله إلى المباراة النهائية...
وبالعودة إلى جنوب أفريقيا لها طعم خاص ومغاير لكل الجماهير التونسية فالإنجاز الذي تحقّق ذات يوم على أرض البافانا بافانايبعث على التفاؤل وعلى أمل تجديد العهد مع المباراة الختامية ولما لا القبض على الأميرة الأفريقية رغم إقرار الجميع بصعوبة المهمّة خاصة في ظلّ وجود منتخبات عملاقة وأخرى زاحفة على طريق المجد الأفريقي.