الخاسر الاكبر من قدوم النجم الإنكليزي المخضرم دافيد بيكهام إلى نادي باريس سان جيرمان في الميركاتو الشتوي هو النجم الأخر للنادي السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي يدرك جيداً بأنه من الان فصاعداً لن يكون النجم الاوحد للنادي الفرنسي خاصة في حال رضخ المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي لرغبة و مطالب ملاك النادي القطريين و اشركه في التشكيل الاساسي او حتى تعمد ادخاله اثناء المباريات الرسمية لأسباب تجارية و دعائية ، يعرف جيداً إبراهيموفيتش ان العدسات ستكون مركزة على الإنكليزي و ليس عليه .


ديدا ميلود - إيلاف :و مما يزيد من حدة الضرر الغيرة التي يعرف بها إبراهيموفيتش منذ أن ذاق حلاوة النجومية عندما انتقل إلى إيطاليا للعب في اندية يوفنتوس و إنترناسيونالي و ميلان حيث كان دوما يحظى بصفة النجم الأول حتى في وجود أسماء اخرى لا تقل نجومية و شهرة عنه ، و الجميع يعلم بإن أحد أبرز و أهم أسباب فشله في إسبانيا مع نادي برشلونة يتعلق بقضية التعامل معه كنجم سواء من قبل الجهاز الفني أو زملائه أو حتى الصحافة المحلية المحسوبة على النادي فهناك كان ميسي هو النجم الأول بلا منازع داخل الملعب و خارجه.

و منذ Yنتقاله من ميلان إلى باريس الصيف المنصرم شكل إبراهيموفيتش مادة دسمة للصحافة الفرنسية التي تابعت كل تحركاته في الملعب و خارجه و ساهمت كثيراً في جعله النجم الأول للدوري الفرنسي و ساعدها في ذلك ان الأخير لا يضم نجوما كبار مثلما هو حال الدوريات في إسبانيا و إنكلترا ، و ساهمت تلك المعاملة في رفع معنوياته و تقديمه اداء ملفتا قاد به البي اس جي إلى اعتلاء صدارة ترتيب الدوري و بلوغ الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا.
اليوم و بعد مجيئ بيكهام فان الامور ستتغير كثيراً في هذا الموضوع فالحيز الإعلامي لن يحتكره لوحده زلاتان بل سيتقاسمه معه الإنكليزي الذي يتمتع بشعبية و شهرة جارفة في العالم كله و ليس فقط في أوروبا جعلت منه علامة تجارية يسعى الكل إلى توظيفها لترويج منتجاته بغض النظر عن نوعيته و جودتها فوجود أسم بيكهام أو صورته كاف لدفع عشاق المستديرة إلى اقتنائها ، فرغم انه غاب عن أوروبا بعدما انتقل إلى نادي لوس انجلس غالاكسي لخمس سنوات إلا أن مكانته في الإعلام الأوروبي لم تتغير و ان تغيرت فنحو الأفضل عكس بقية النجوم الذين بمجرد ما يغادرون القارة العجوز تأفل نجوميتهم و تخفت أضوائهم على غرار الفرنسي تيري هنري.
و يمتلك بيكهام ميزة قلما اتصف نجوم اخرين تتعلق بكاريزمته و قدرته على جلب الانتباه إليه بتسريحات شعره التي تتغير من وقت لاخر و بلباسه و أوشامه و تصريحاته، و يعرف ابراهيموفيتش جيداً بإن بيكهام احتكر النجومية عندما كان يلعب لنادي ريال مدريد بالرغم من وجود أسماء من العيار الثقيل في عالم الشهرة أمثال زين الدين زيدان و البرتغالي لويس فيغو و البرازيلي رونالدو و الإسباني راؤول غونزاليز ، و مما يزيد من إرتفاع حدة الغيرة لدى إبراهيموفيتش هو أن المخرجات الإعلامية للمخضرم الإنكليزي لا تتناسب تماماً مع الأداء الفني الذي يقدمه للفريق ، و في الغالب يتم التركيز عليه لمجرد انه ساهم بنسبة ضئيلة في صنع هدف أو في تمريرة دقية أو تنفيذه لخطأ قريب حيث تستغل بعد المباراة ليعقد ندوة صحفية ضخمة يتحدث فيها عن المباراة و عن النادي و كلها مسائل لن تروق بالتأكيد لزلاتان الذي يصنع أفراح النادي الباريسي بجهده في الملعب و الذي يستحق عليه الثناء ، كما أن النجومية في النادي الباريسي لن يتم تقاسمها بين زلاتان و دافيد فحسب بل أن نصيباً هاماً منها سيذهب لعائلة بيكهام خاصة زوجته فيكتوريا التي قررت هي الاقامة معه في عاصمة الأضواء التي تناسبها جداً لمهنتها في عالم الموضة .
و لم تكن تلك التصريحات التي ادلى بها إبراهيموفيتش للترحيب بقدوم بيكهام سوى نوع من الدبلوماسية سرعان ما ستتغير مع مرور المباريات ، فهو يعلم بإن بيكهام لن يفيده في الفريق من الناحية الفنية بل قد يتحول إلى عبء عليه بعدما تراجعت جاهزيته البدنية في ظل تقدمه في السن و في ظل عدم تركيزه على الكرة ، و ابرا لن يقبل من أي أحد ان يصنع هو و زملائه إنتصارات البي اس جي لتنسب في الأخير لبيكهام لمجرد أنه لعب بعض الدقائق و رد فعله الأول سيكون التهديد بمغادرة النادي و استغلال إستعداد صدر السيدة العجوز لاحتضانه مجدداً رغم ان تركها في عز محنتها العام 2006 في أعقاب فضيحة الكالتشيو بولي.