تحول الكويتي الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي إلى مادة دسمة للصحافة الرياضية العربية و الآسيوية بعدما أصبح يدلي بدلوه في جميع القضايا الرياضية الخليجية و الآسيوية خاصة الاستحقاقات الانتخابية ، فرغم انه غير مرشح إلا انه ينشط أكثر من المرشحين.


ديدا ميلود - إيلاف : برز الفهد بشكل واضح في انتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي عن قارة آسيا في مايو 2009 حيث ساهم بشكل كبير في تأجيج المنافسة و الصراع بين القطري محمد بن همام و البحريني سلمان بن إبراهيم ، بعدما وقف الفهد بجانب المرشح البحريني فدعمه بكل قوة و شن حملة شعواء ضد المرشح القطري رئيس الاتحاد الآسيوي - آنذاك -، و رغم الصفعة القوية التي تلقاها من بن همام وقتها إلا أن الفهد لم يستسلم للأمر الواقع وواصل على نفس السياسة بتدخله في الانتخابات حيث كان له دوراً هاماً في ترجيح كفة الأردني علي بن الحسين على حساب الكوري في إنتخابات تنفيذية الفيفا في يناير 2011.

و ها هو اليوم وبمناسبة انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي يكرر ذات السيناريو بوقوفه مع البحريني سلمان بن إبراهيم ضد الإماراتي يوسف السركال لدرجة اتهام الأخير له بتقديم رشاوي لشراء أصوات اتحادات آسيوية لصالح بن إبراهيم.

و دفعت هذه التدخلات الفهدية المتابعين للموضوع الى التساؤل هل كل ما يقوم به الشيخ الفهد هو مجرد فضول و استعراض للقوة ؟ أو لخدمة الرياضة الآسيوية مثلما يصرح به ؟ أم أن هناك أسباب أخرى .

فما يقوم به الفهد عشية كل انتخابات يتطلب أموال طائلة و جهود عضلية و فكرية كبيرة و حرق للأعصاب ، فهل يعقل أن يهدر الفهد كل طاقته المالية و المعنوية من أجل نحبة لابن إبراهيم أو كراهية في بن همام و السركال ، خاصة بعد تعالي أصوات كثيرة خاصة الإعلامية منها حتى من الكويت تناشد الفهد الكف عن التدخل في أمور لا تعنيه بعدما أصبح الجميع يتهمه بالمسئول عن الانشقاق الخليجي و العربي الذي حدث في 2009 و تكرر في 2011 ثم 2013 في وقت كان يفترض أن تتظافر الجهود لتوحيد الصفوف العربية للإبقاء على المنصب الآسيوي عربياً كما أن الاتحاد الآسيوي هو الاتحاد القاري الوحيد الذي تتدخل فيه جهة أخرى بكل ما تملكه من تأثير و قوة في الانتخابات لدرجة أن تقارير إعلامية أفادت بان سكرتارية المجلس الآسيوي تحولت بالكامل الى كوالالمبور لتكون تحت خدمة تصرف المرشح البحريني ،و كل ذلك يعتبره الفهد أمرا عادياً و لا يخرج عن الإطار الشرعي للوائح اللجنة الأولمبية .

و دفعت هذه التساؤلات الكثير من النقاد الإعلاميين خاصة من قطر و الإمارات إلى البحث في خفايا إصرار الفهد على التدخل في انتخابات بدا لهم أنها لا تعنيه فإذا بهم يتوصلون إلى قراءة أخرى للموضوع جعلتهم يقتنعون بأنها تعنيه كثيراً . فحسب تلك القراءة فأن الفهد يخطط للمدى البعيد مستغلا ذكاءه الشديد فهو يهدف إلى تقديم مرشح كويتي لرئاسة الاتحاد الآسيوي في العام 2015 على اعتبار أن ولاية الرئيس الجديد لن تدوم أكثر من عامين و هي مجرد تتمة لولاية القطري بن همام ، و ربما يكون هذا المرشح هو الرئيس الحالي للاتحاد الكويتي طلال الفهد الذي بدا يقتفي خطوات الشيخ احمد في الآونة الأخيرة .

ووفقا لتلك القراءة فان الشيخ أحمد الفهد يريد إزاحة جميع المنافسين الأقوياء من طريقه اليوم بشتى الطرق وبعدما أزاح القطري بن همام من طريق الفهد فالدور جاء على السركال لإدراك الفهد نفسه بأنه الوحيد القادر على إفشال مخططاته و الحيلولة دون تحقيقه لطموحاته في حال كسب رهان 2013، و يرون بان المرشح البحريني قد وقع في فخ الفهد و أصبح يحركه مثلما يشاء و ورقة ستنتهي صلاحياتها بمجرد ما يبدأ الفهد يجسد مخططه الكويتي في الاتحاد الآسيوي فوقتها ستسهل عليه مهمة إزالة بن إبراهيم من عرش آسيا لأنه يعلم جيدا كيف وصل و وقتها سيكون الطريق أمامه مفروشا بالورود لإجلاس احد مواطنيه على عرش إدارة الكرة الآسيوية .