يعيش الفلسطينيون أوضاعاً معيشية صعبة، ولا يجد الشباب الغزي متعته في أوقاتِ فراغه. ومنذ عصر التطور، بدأ فكر الشباب يتأثر بما تحتويه الثقافة العالمية لتظهر رياضة التزلج إحدى الرياضات الجديدة على الشارع الغزي، والتي عدّها البعض تاريخاً جديداً في حياة الرياضة المتعثرة في غزة.


عبير أحمد -غزة: من الشارع إلى المناطق الفارغة ثم ملعب مختص هكذا بدأ الرياضيون المتزلجون ممارسة هواياتهم.

التزلج من أجل الحياة اتخذوه عنواناً عندما قرر عدد من الشبان الفلسطينيين أن يطيروها للعالم من خلال لعبة التزلج على الألواحSkateboardبعد دعم مؤسسة بريطانية لهم .

إيلاف عاشت لساعات مع الشباب المتزلجين الذين رووا قصة التجربة الأولى وآمالهم وأمنياتهم بعد ابتكار هذه اللعبة حديثاً.

آمال بسيطة...

أحمد الجخبير، أحد الشباب الذين يتقنون هذه اللعبة، يتحدث عن بداية التجربة الأولى بالقول: quot;شاهدتُ الأفلام القصيرة عبر اليوتيوب حول هذه اللعبة وكنت أتشوق إلى ممارستها، لكن ما كان يمنعني هو عدم وجود مساحات واسعة في غزة للتزلج، فمن المخاطرة أن تتزلج في أحد الشوارع، وذلك لاكتظاظ الناس.

ولفت أحمد أن عدد اللاعبين الذين يُطلق عليهم quot;المحترفونquot; هم خمسة لاعبين، فهو كما يقولquot;تدربنا على يد المدرب البريطاني quot;ريكوquot;المتضامن مع فلسطين، لكن أن يأتي مدرب للزيارة مرة واحدة هذا لا يكفي مطلقاً، يحتاج الأمر إلى أن نتدرب عشرات ومئات المرات حتى نستطيع أن نجتاز هاجس الخوف من اللعبة الجدية.

وعن أمنياته يتحدثquot;لا شيء مستحيل في غزة، هذه اللعبة كانت أشبه بالمستحيل أن تحدث وكنت أظن أننا لن نستطيع الوقوف على حلبة التزلج، لكن مع الإرادة الغزية تحقق كل شيء.

أتمنى أن تكون هناك مؤسسات عربية تدعم مثل هذه المواهب التي تملأ شوارع القطاع، يجب أن لا نخفي دور الحكومة والمؤسسات ومتى توفر الدعم المادي والمكان فإن هناك طريقاً مفتوحةً أمامنا إلى العالمية وكي نحقق حلمنا في أن نُصبح يوماً ما متزلجين عالميين.

شروط معينة..

اللاعب quot;محمد النشاصيquot; يرى بأن هذه اللعبة خطيرة جداً، وهي ليست بسيطة ولا يستطيع أي شخص أن يمارسها، نظراً لأنها تتطلب الموازنة للجسد على آلة التزلج، وهذا يعد صعباً جداً في البداية ويحتاج الى خبرة طويلة.

وأضافquot; أن اللعبة تحتاج إلى الذكاء وخفة الوزن كشروطٍ أساسية، وتوازن الجسم على اللوح الخشبي للتزلج يأتي بعد أربع أو خمس محاولات، وبالتالي هذا الأمر لا نستطيع القول بأنه بسيط بالمطلق.

وتابع لمراسلة إيلافquot; في البداية دبّ في قلبي اليأس، فأنا لم أتخيّل يوماً أن أسيطر على نفسي على آلة للتزلج الخشبي، لكن وجود المدرب البريطاني ريكو أعطاني الدافع، وبدأت بممارسة التدريبات لمدةٍ تجاوزت في البداية ثلاثة أسابيع، حتى بدأت أشعر بخفة وزني على آلة التزلج.

وتابع quot;لم أكتفِ بالتدريب العملي بل قمتُ بتحميل حلقات من الانترنت ووزعتها على أصدقائي ليتعلموا الفنون المختلفة لهذه اللعبة ومن ثم نبدأ بتطبيقها على أرض الواقع.

وعن سؤال مراسلة إيلاف عن المدة التي يقوم بالتدرب خلالها، أجاب quot;أتدرب حوالي أربع إلى خمس ساعات يومياً، أحياناً التمازج الخطير بيني وبين آلة التزلج يدفعني لمواصلة التدرب ليصل الأمر أحيانًا إلى سبع ساعاتٍ متواصلة حتى أصل يوماً ما إلى الاحتراف الذي أطمح له.

واجهتنا صعوبات كبيرة جداً بسبب عدم التجهيز بشكل جيد للملعب، أُصبنا بالكسور المتعددة، والتي أجبرتنا أن لا نمارس اللعبة لأسابيع طويلة، وهذا سبب كبير يدفعنا إلى المطالبة من قبل رئيس النادي لتجهيز صالة التزلج بطريقة أكثر حداثة، وجلب المعدات الخاصة باللعبة.

أستطيع الجزم أن جغرافية غزة لا تساعد مطلقاً على الانطلاق في ممارسة هذه الرياضة، فمساحة غزة ضيقة وضيقة للغاية ولا تكاد الشوارع تتسع للمارة حتى تتسع لنتزلج على الألواح الخشبية.

ويختم quot;أتمنى أن أغني يوماً مثل المطربين العالميين من حلبة التزلج، فالمزيج الذي يحدثه الغناء مع التزلج هو راقٍ جداً، ونادرون هم الذين يتقنونه باحتراف، العالمية هي حلمنا نحن الخمسة كمبتدئين والحلم لا يحده المستحيل.

تكلفة باهظة بالنسبة لغزة..

رئيس النادي أبو ليلة يتحدث لمراسلة إيلاف عن الصعوبات الكبيرة التي واجهتهم في بداية إنشاء المشروع، فيقول: quot;هذا المشروع ضمن مشاريع النادي التي نقوم بها، وقد جلبنا إلى النادي مؤسس هذه اللعبة quot;ريكوquot; ليدرب الشبان الذين شعرنا بوجود هواية لديهمquot;.

بلغت تكاليف هذا المشروع 4000 دولار، واستمرت الاعمال فيهلأسابيع، كانت التجهيزات تجري على قدم وساق لافتتاح ملعب للتزلج، وقمنا بإحضار المدرب من بريطانيا، حيثُ قام بتدريب ثلاثة وعشرين شاباً في مدةٍ تجاوزت الشهر.

نفتقد إلى الإمكانيات والتجهيزات التي تلزم استكمال هذا المشروع، ونحتاج إلى تكاليف باهظة الثمن.

وتابع quot;تتوفر لدينا المواهب المتعددة ولا أحد ينكر وجود ثلة من الشباب الموهوبين الذين اخترقوا العادات الرياضية بابتكارهم أساليب جديدة، وحرصاً منّا على هؤلاء الشباب وطاقاتهم حاولنا أن ننشئ نادي مختص بهذا المجال.

بالإضافة إلى وجود رياضات أخرى تنتظر النور لتخرج إلى العالم باسم غزة الصغيرة.

ويواصل quot;كان للحصار دور كبير جداً في تأخر وصول الإمكانيات المادية إلى النادي، وهذا جزء من المعاناة اليومية التي نعيشها اليوم .

ويختم quot;كل الإمكانيات متاحة أمام الفلسطينيين ليبدعوا في جميع المجالات وتبقى الإرادة سلاح الناجحين .

ومن الجدير بالذكر أن غزة ومنذ حوالي سنتين قد برع ناشئوها في العديد من المجالات الرياضية الجديدة على الشارع الغزي، مما جذب أنظار العالم إليهم.