&يتواجد الفرنسي هيرفي رينارد المدرب الحالي لنادي ليل الفرنسي في أفضل رواق لتدريب المنتخب الجزائري خلفاً لمواطنه كريستيان غوركوف الذي تؤكد أغلب المصادر انسحابه من تدريب الخضر بعد مباراة الدور الثاني ضد تنزانيا من التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا.

ورغم ان وسائل الإعلام رشحت العديد من الأسماء لخلافة غوركوف ، إلا فرص رينارد تبدو الأقوى لتولي المهمة خاصة بعد التصريحات التي اطلقها مباشرة بعد توتر العلاقة بين غوركوف والاتحاد الجزائري على خلفية الخسارة الودية ضد غينيا والأداء الباهت الذي ادخل الشكوك في نفوس الجمهور الجزائري حول مدى قدرة المحاربين على بلوغ نهائيات المونديال للمرة الخامسة.
&
وكان رينارد قد صرح بأنه يتطلع لتدريب منتخب مونديالي ، حيث فهم على انه كان يقصد المنتخب الجزائري، والحقيقة ان هيرفي هو المدرب الذي يأمل عشاق الخضر في تولية مهمة تدريب المحاربين في المرحلة المقبلة بالنظر إلى أربعة عوامل تتوفر فيه ويفتقرها غيره.
&
سيرة ذاتية ثرية
&
يعتبر أول عامل يُغري الجزائرين للتعاقد معه ، هو إمتلاكه لسجل ثري ، فرغم أنه حديث العهد بالعمل في المجال التدريبي ، إلا أنه يمتلك في سيرته تجارب ناجحة ترجمتها النتائج والإنجازات التي حققها خاصة مع المنتخبات الافريقية ، &بل أن كافة تجاربه كانت ناجحة منذ ان كان مساعداً لمواطنه كلود لوروا على رأس الجهاز الفني لمنتخب غانا حيث بلغ معه المربع الذهبي.&
&
وبعدها تولى رينارد تدريب منتخب زامبيا ، لينجح في قيادته للتأهل لنهائيات أمم افريقيا 2010 ثم قاده بعدها في 2012 إلى احراز اللقب القاري.
&
وفي بطولة الأمم الأفريقية 2015 الأخيرة نجح مع منتخب ساحل العاج في إحراز اللقب القاري مجدداً ، ما يؤكد بأن تجاربه الإفريقية أفضل من مواطنه غوركوف ، وأفضل حتى من البوسني وحيد حليلوزيتش، بل حتى يمكن تصنيفه على أنه الأول في افريقيا حالياً على صعيد المنتخبات.
&
كفاءة وطموح
&
العامل الثاني يرتبط بالقدرات العالية التي يمتلكها الفني الفرنسي والتي برهن عليها خلال تجاربه الافريقية مع الأندية والمنتخبات ، خاصة قدرته في التوظيف الإيجابي للاعبين وقدرته على قراءة المنافسين، والتعامل بإيجابية مع معطيات المباريات ، فضلاً عن امتلاكه شخصية قوية تساعده على السيطرة على غرف الملابس والتعامل بإحترافية مع النجوم خاصة القادمين من الأندية الأوروبية وهي المشكلة التي أرقت العديد من المدربين ورؤساء الاتحادات وتسببت في فشل الكثير من التجارب بسبب الانضباط .
&
وما يؤكد علو كعب هيرفي رينارد عن نظرائه ، انه من المدربين الأجانب القلائل الذين انتقلوا من العمل في افريقيا إلى تدريب أندية الدوري الفرنسي التي تلعب في الدرجة الأولى.
&
&كما يتمتع المدرب الفرنسي الشاب بطموح كبير سقفه السماء ، وعشقه للمغامرة ورفع راية التحدي دون أي اعتبار للفشل مثلما فعل مع الفيلة ومع الرصاصات النحاسية &وهو ما جعله محل تقدير واحترام كبيرين في الشارع الرياضي الإفريقي عامة.&
&
دراية بالكرة الافريقية
&
يمتلك المدرب الفرنسي رينارد خبرة كبيرة بالكرة الافريقية بما أنه عمل في القارة السمراء ما يقرب من عشر سنوات درب خلالها منتخبات غانا وزامبيا وأنغولا وساحل العاج ، مما منحه معرفة ودراية بأسرار الكرة الافريقية ، &خاصة الأدغال بعدما خاض معها تصفيات ونهائيات عديدة وهو عامل مهم بالنسبة للمنتخب الجزائري المقبل على تصفيات المونديال الروسي التي لم يسبق للمدرب الحالي ان شارك فيها.&
&
وتتميز المباريات الافريقية بأن لها طابعاً خاصاً وظروف عسيرة تميزها عن غيرها من المواجهات ، خاصة خارج الملعب وأبرز مثال على ذلك التاريخ الذي اختاره الاتحاد التنزاني لإجراء مباراة الذهاب ضد الخضر ، بعدما اختار تاريخاً لا يسمح لزملاء سفيان فيغولي من استرجاع لياقتهم لتجهيز انفسهم لمواجهة الإياب ، وهي معطيات سبق لرينارد أن عايشها في تجاربه السابقة فضلاً عن التعامل مع الحكام الافارقة ، لأن التأهل إلى المونديال لا تصنعه أقدام اللاعبين فقط ، بل يساهم فيه دهاء المدربين في خط متوازي أيضاً.
&
معرفته بالكرة الجزائرية
&
على عكس اغلب المدربين الأجانب الذين تولوا تدريب الخضر سابقاً ، والذين كانوا يجهلون خبايا الكرة الجزائرية ، فإن الفرنسي رينارد &يمتلك معرفة كبيرة بالكرة الجزائرية بفضل عمله في الدوري الجزائري عندما تولى تدريب اتحاد العاصمة عام 2011، كما أنه عاصر الخضر جيداً خلال التصفيات المزدوجة لعام 2010 ، كما أن عمله في فرنسا أتاح له التعرف عن خصوصايات اللاعبين الافارقة بشكل عام والجزائريين بشكل خاص، وهو ما يسمح له بتفادي الانطلاقة من الصفر، ويصبح التعاقد معه في اي مرحلة من مراحل التصفيات ليس مغامرة طالما انه ليس بحاجة لوقت طويل ليتعرف على فريقه.
&
ويضاف إلى هذه العوامل راتبه الشهري الذي يبقى مناسباً جداً مقارنة &مع سيرته الذاتية &ومع أسماء أخرى وهو راتب لن يشكل عجزا لخزينة الاتحاد الجزائري ، فضلاً عن إستعداده لفسخ عقده مع نادي ليل الفرنسي ، وقبول مهمة تدريب المنتخب الجزائري ، إذ انه بناء على تجاربه السابقة فإن هيرفي يشترط عند تعاقده مع الأندية إدراج بنداً يسمح له بالاستقالة دون تبعات قانونية عند تلقيه عرضاً من أحد المنتخبات، حيث يمنح دوماً الأولوية لتدريب المنتخبات مثلما فعل نهاية عام 2011 حيث استقال من تدريب اتحاد العاصمة الجزائري لتدريب منتخب زامبيا في كان 2012.
&