&المرارة التي تجرعها عشاق ريال مدريد من إقصاء الفريق من دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس الإيطالي، لا تعود فقط لكون السيدة العجوز حرمتهم من خوض كلاسيكو أوروبي على مستوى النهائي أمام الغريم التقليدي نادي برشلونة ولا لكون الطليان حرموهم أيضاً من الاحتفاظ بالتاج الأوروبي الأغلى بل لأن خروجهم كان بأقدام ابن النادي الملكي المهاجم اليافع الفارو موراتا الذي استغني عنه المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي وأخرجه من حساباته التكتيكية لتقوم إدارة الرئيس فلورونتينو بيريز بإعارته لبطل الكالتشيو .

وفي تورينو استغل موراتا جيداً الفرصة التي منحها إياه المدرب الجديد للسيدة العجوز الإيطالي ماسيميليانو أليغري، وكان ضحية تألقه الأولى هو فريقه السابق ريال مدريد بعدما كان له الدور الرئيسي في إلحاق الخسارة به ذهاباً بتسجيله هدف السبق قبل ان يسجل زميله الأرجنتيني كارلوس تيفيز هدف التقدم الثاني.
&
وفي لقاء العودة على ملعب السانتياغو بيرنابيو سجل موراتا هدف التأهل لفريقه بعدما أدرك التعادل في الشوط الثاني من المباراة في وقت معاكس لمجرياتها محطماً بذلك آمال ناديه السابق حتى في تسجيل الهدف الثاني، والذي كان سيفرض على الفريقين تمديد وقت المباراة إلى الأشواط الإضافية.
&
إلى ذلك رفض موراتا الاحتفال بالهدفين اللذين سجلهما في عرين الحارس إيكر كاسياس سواء في مدينة تورينو الإيطالي أو مدريد الإسبانية، احتراما لمشاعر جماهير الريال خاصة أن عودته إلى احضانه أصبحت محتملة بعدما تألق بشكل لافت في إيطاليا، غير ان ذلك لن يشفع للأبيض الملكي بلوغ النهائي الأوروبي .
&
وتعتبر هذه المرة الثانية التي يلدغ فيها ريال مدريد من قبل أبنائه في نفس البطولة دوري أبطال أوروبا ، ويخرج من البطولة القارية بتألق أحد لاعبيه الذين قام بإعارتهم ليصطدم بهم في ذات البطولة .
&
وقد عاش جمهور الميرينغي نفس السيناريو خلال موسم 2003-2004 عندما حرم من بلوغ النهائي الأوروبي بسبب المهاجم فرناندو موريانتيس الذي قام بإعارته لنادي موناكو الفرنسي بعد سنوات طويلة قضاها في سانتياغو بيرنابيو وساهم من خلالها بتتويج النادي الملكي بلقبين (التاسع والثامن) لصاحبة الاذنين .&
&
غير أن المدرب البرتغالي كارلوس كيروش حينها اخرجه من خياراته التكتيكية بعد تعاقد النادي مع الإنكليزي ديفيد بيكهام وتواجد البرازيلي رونالدو، وفي نادي الإمارة الفرنسية - وتحت إشراف المدرب اليافع حينها الفرنسي ديدييه ديشامب - تألق موريانتيس وقاد موناكو لبلوغ النهائي بعدما سجل هدفا ضد الريال في فرنسا وآخر في إسبانيا بمرمى القديس كاسياس خلال مبارتي دور الربع النهائي التي انتهت بالتعادل في مجموعهما ، إلا أن موناكو تأهل بأفضلية التسجيل خارج ملعبه.
&
وعمل رئيس النادي المدريدي فلورنتينو بيريز على إستعادة مهاجمه موريانتيس من موناكو ، ولكن دون أن يحقق نفس النجاح الذي حققه مع النادي الفرنسي ، ليبقى السؤال المطروح الآن، هل سيفعلها بيريز ويعيد موراتا إلى مدريد في الانتقالات الصيفية القادمة؟!