في غمرة الاحتجاجات التي تضرب لبنان على هامش أزمة تراكم النفايات ونتائج إعلان المناقصات، رفع أحد المتظاهرين لافتة كبيرة طالب من خلالها بترشيح السير أليكس فيرغسون المدير الفني الأسطوري لنادي مانشستر يونايتد الإنكليزي لمنصب الرئاسة الشاغر منذ وقت طويل.

حازم يوسف-إيلاف: تجتاح التظاهرات والاحتجاجات كافة الميادين والساحات الكبيرة في لبنان اعتراضاً على الأوضاع والأزمات المعيشية والحياتية التي تطال كافة المواطنين في الفترة الأخيرة.
&
وعلى هامش تلك التظاهرات العريضة التي شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين في ساحتي "الشهداء" و"رياض الصلح"، خطفت لافتة كبيرة رفعها أحد المشاركين في الاحتجاجات كافة الأنظار والأضواء بعدما طالب صاحبها ترشيح الأسكتلندي السير أليكس فيرغسون الذي اعتزل عالم تدريب كرة القدم نهائياً في صيف عام 2012 بعد مسيرة حافلة بالألقاب والبطولات مع مانشستر يونايتد الإنكليزي لمنصب الرئاسة في لبنان الشاغر منذ انتهاء الولاية القانونية والدستورية للرئيس السابق العماد ميشال سليمان.
&
ويُعد فيرغسون شخصية مرموقة ورفيعة في عالم كرة القدم عموماً وفي الدوري الإنكليزي الممتاز على وجه الخصوص حيث قاد فريقه مانشستر يونايتد للظفر بأكبر عدد من الألقاب في البريمير ليغ منذ انطلاقه بالشكل الجديد في عام 1992مزيحاً ليفربول عن الصدارة بجدارة واستحقاق.
&
كما توّج فيرغسون مع الشياطين الحمر ببطولتي دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ الألماني ومواطنه تشلسي الإنكليزي عاميّ 1999 و2008 كما أنه وصل إلى نهائي البطولة القارية الشهيرة عامي 2009 و2011 لكنه سقط في المرتين أمام العملاق الكاتالوني برشلونة.
&
ويبدو مطلب المواطن اللبناني بترشيح فيرغسون لتولي منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية طريفاً في الوهلة الأولى وغير واقعي في الوقت ذاته لكنه يحمل في طياته الكثير من المعاني والرسائل إذ يُبدي حسرة وألماً على الواقع "المرير" الذي وصلت إليه بلاده حيث بات الطريق مسدوداً أمام كافة الفرقاء والأخوة الأعداء.
&
ويعجز فريقا "8" و"14" آذار عن التوصل إلى صيغة اتفاق وتفاهم بين الجانبين تقضي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية خلفاً للرئيس السابق ميشال سليمان ويتم منذ وقت طويل تأجيل جلسات البرلمان الخاصة بانتخاب الرئيس بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
&
وفي لبنان، تغلب المحاصصة في المناصب بين كافة الطوائف إذ تحصل الطائفة المارونية "المسيحية" على منصب "الرئاسة" فيما يتولى إحدى الشخصيات المسلمة "الشيعية" منصب رئاسة البرلمان بينما يُعين "سُنياً" لإدارة مجلس الوزراء والحكومة.
&
ومن غير الواضح ما ستؤول إليه التظاهرات والاحتجاجات الحالية التي تقودها حملة "طلعت ريحتكم" وحركات شبابيّة أخرى وسط تساؤلات هل سيستمر الزخم الحالي وتتطور الأوضاع إلى أبعد من ذلك وقد يصل الأمر إلى استقالة الحكومة أم سيتم احتواؤها والقفز على تلك المطالب؟!
&