كرس السائق الفرنسي سيباستيان اوجييه هيمنته بعدما توج للمرة الرابعة تواليا بطل العالم للراليات، الا ان انسحاب فريقه فولكسفاغن وعودة صانعين كسيتروين وتويوتا، قد يخلط الاوراق في 2017.
وكما الحال في المواسم الماضية، سيطر اوجييه على بطولة العالم وتوج باللقب الرابع قبل جولتين من الختام بعد احرازه رالي كاتالونيا، واتبعه في المرحلة التالية برالي بريطانيا، فوزه السادس للموسم.
وكان اوجييه بحاجة فقط الى نقطة المركز العاشر في الرالي الكاتالوني لحسم اللقب العالمي لمصلحته خصوصا بعد انسحاب زميله في فولكسفاغن النروجي اندرياس ميكلسن، لكن البطل الفرنسي الذي احتفل مؤخرا بعيد ميلاده الثالث والثلاثين، رفض الحد من اندفاعه والاكتفاء بحسابات النقاط وخرج فائزا من الرالي الكاتالوني.
ولم يبطىء اوجييه من ايقاعه حتى بعد احراز اللقب، ففاز في السباق التالي الذي اقيم على طرق ويلز، ثم حل ثانيا في السباق الختامي في استراليا خلف زميله النروجي اندرياس ميكلسن الذي انهى البطولة في المركز الثالث خلف البلجيكي تييري نوفيل (هيونداي).
وقال اوجييه "حتى لو كان هذا اللقب الرابع تواليا بالنسبة إلي، فالفرحة لا تزال نفسها"، مضيفا ان "المرء بحاجة الى بعض الوقت لاستيعاب ما حصل والمشاعر لا تسيطر عليك مباشرة" بعد التتويج.
واظهر اوجييه علو كعبه من موسم لآخر، ورفع رصيده الى 38 فوزا من 110 راليات بعد موسم 2016، منها 65 منصة تتويج منذ النقطة الاولى في رالي المكسيك على متن سيتروين عام 2008.
وانضم السائق الفرنسي الى الفنلنديين يوها كانكونن وتومي ماكينن اللذين احرزا اللقب العالمي اربع مرات، علما بان ماكينن كان اول سائق يتوج باللقب في اربع مناسبات متتالية قبل ان يجاريه الفرنسي سيباستيان لوب.
ومهد انسحاب لوب بعد فوزه باللقب العالمي تسع مرات (2004-2012)، والاكتفاء ببعض السباقات من اجل متعته الشخصية، الطريق امام اوجييه لفرض هيمنته.
وعلى رغم ان خمس بطولات لا تزال تفصل بين اوجييه ولوب، الا ان هيمنة مدرب التزلج السابق على الراليات قد تؤول في نهاية المطاف الى معادلته الرقم الذي يحمله مواطنه لوب.
- فولكفساغن، تويوتا، وسيتروين -
ولم تكن بطولة العالم للراليات في حاجة الى الهيمنة عليها من طرف واحد، لتبدأ في فقدان بعض الاستقطاب الجماهيري والمالي. وتعاني البطولة غياب السائقين من العيار الثقيل من امثال لوب وماكينن وكانكونن، اضافة الى ضعف اهتمام الصانعين الكبار بهذه الرياضة.
وفي الموسم الماضي، غابت اي مؤشرات على قدرة سائق او فريق على منافسة اوجييه على اللقب، وكان الامر نفسه متوقعا في موسم 2017، قبل ان يعلن فولكسفاغن بشكل مفاجىء الانسحاب من البطولة "لاعادة ترتيب انشطته الرياضية" حول "تكنولوجيات جديدة".
وخلط انسحاب الصانع الالماني، بطل فئتي السائقين والصانعين منذ دخوله المنافسة عام 2013، لاسيما بالنسبة الى اوجييه.
وبات انسحاب الصانعين من بطولة الراليات، امرا معتادا بعدما قامت به سابقا ميتشوبيتشي وبيجو وتويوتا وسوبارو وسيتروين، نظرا لفقدان هذه الشركات الاهتمام برياضة مكلفة ذات مردود تسويقي محدود، لاسيما في ظل الازمات الاقتصادية عالميا.
ولم يكن اوجييه الضحية الوحيدة لانسحاب الصانع الالماني، بل خسر السائقان الفنلندي ياري-ماتي لاتفالا والنروجي اندرياس ميكلسن مقعدهما في البطولة. الا ان خبرة الاولين سهلت الانتقال بالنسبة اليهما، اذ انضم بطل العالم الى فريق ام-سبورت الذي يستخدم سيارة فورد فييستا ار اس، حيث سيقود الى جانب الاستوني اوت تاناك.
اما لاتفالا، فالتحق بالصانع الياباني تويوتا الذي قرر العودة الى بطولة العالم للمرة الاولى منذ 18 عاما بسيارته "ياريس دبليو ار سي"، ومع كتيبة فنلندية بالكامل تضم لاتفالا ويوهو هانينن واسيابيكا لابي.
ولن يكون الصانع الياباني العائد الوحيد الى بطولة 2017، بل انضم اليه ايضا الفرنسي سيتروين الذي قرر المشاركة بدعم كامل من الشركة الام وكأحد الفرق الرسمية في البطولة.
وحافظ الفريق الفرنسي الذي شارك في 2016 كفريق مستقل (ابوظبي توتال وورلد رالي تيم) ولم تحسب نقاطه في بطولة الصانعين، على سائقيه البريطاني كريس ميك والفرنسي ستيفان لوفيفر والايرلندي كريغ برين والاماراتي خالد القاسمي.
وبحسب قانون موسم 2017، على كل فريق ان يشرك سيارتين في كل سباق. الا انه يحق للفرق اشراك ثلاث سيارات كحد اقصى، وفي حال حصول ذلك، تحتسب نقاط صاحبي افضل ترتيب بين الثلاثة.
وعلى رغم هذه التعديلات، يبدو اوجييه على الفرق المرشح الاوفر حظا للاحتفاظ بالبطولة ورفع عدد القابه الى خمسة تواليا.
وقال السائق الفرنسي عن الموسم السابق انه "انتقالي... اللقب الرابع سيكون الهدف بطبيعة الحال مع العلم انه من الصعب الحفاظ بشكل دائم على الالتزام، الاستثمار والجدية في التحضير للسباقات".
اضاف "في 2017، ستكون السيارات اكثر قوة... ستكون اكثر سرعة في الطرق المستقيمة لكنها ستكون اقل استعراضا".
واضافة الى عودة سيتروين وتويوتا، يتوقع ان تكسر التعديلات في قانون بطولة الراليات بعضا من رتابة هيمنة اوجييه، من دون معرفة ما اذا كانت ستؤثر عليها بشكل جدي. وبموجب الانظمة الجديدة، ستزيد قوة المحركات من زهاء 300 حصان الى 380 بفضل تعديل حجم الشاحن الهوائي "توربو"، ويخفض الوزن الادنى للسيارات بنحو 25 كلغ، ويتاح امكان اضافة عناصر انسيابية منها جناح خلفي اكبر.
التعليقات