تستعد القارة العجوز لاطلاق صافرة انطلاق النسخة الخامسة عشرة من نهائيات كأس اوروبا لكرة القدم التي تحتضنها فرنسا للمرة الثالثة في تاريخها، وذلك بمشاركة الكبار الكلاسيكيين باستثناء المنتخب الهولندي، وبعض الوجوه الجديدة.

وتقام نهائيات النسخة الخامسة عشرة من البطولة القارية التي تنطلق الجمعة وتستمر لمدة شهر كامل، وسط هواجس امنية واجتماعية وتحذيرات من امكانية حصول اعتداءت مشابهة لتلك التي شهدتها فرنسا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وبلجيكا في اذار/مارس الماضي.

وقبل يومين من انطلاق البطولة ووسط مخاوف من حدوث اعتداءات، تتواصل الازمة الاجتماعية في فرنسا مع بوادر امل باحتمال انهاء الاضراب في قطاع السكك الحديد.

وقالت الخارجية البريطانية الثلاثاء "خلال مباريات كأس اوروبا 2016 يمكن ان تشكل الملاعب ومناطق المشجعين واماكن نقل وقائع المباريات ووسائل النقل العام اهدافا محتملة لاعتداءات ارهابية".

وبعد تحذير مماثل من الولايات المتحدة، يعكس البيان البريطاني الجديد اجواء التوتر التي تهيمن على هذه التظاهرة الرياضية.

وبحسب المنظمين بيعت 1,5 مليون تذكرة (من 2,5 مليون) لاجانب. وتتوقع السلطات الفرنسية ان يواكب هذه التظاهرة الكروية القارية اكثر من ثمانية ملايين متفرج بينهم مليونا اجنبي.

ولا يزال الوضع الاجتماعي في فرنسا يعيش على وقع المطالب الاجتماعية التي ترافقها اضرابات وتوقف عن العمل واحتجاجات مستمرة منذ اكثر من ثلاثة اشهر ضد مشروع تعديل قانون العمل الذي سيكون محور تظاهرة وطنية يوم 14 حزيران/يونيو.

وبعيدا عن الهاجسين الامني والاجتماعي، ستكون فرنسا المضيفة واسبانيا حاملة اللقب في النسختين الاخيرتين والمانيا بطلة العالم ابرز المنتخبات المرشحة للفوز باللقب القاري الى جانب انكلترا وبلجيكا وايطاليا.

وجاءت فرنسا المضيفة في المجموعة الاولى الى جانب رومانيا والبانيا وسويسرا، فيما تعلب اسبانيا، الباحثة عن دخول التاريخ بلقب قاري ثالث على التوالي، في مجموعة صعبة نسبيا هي الرابعة مع تشيكيا وتركيا وكرواتيا.

من جانبها، تلعب المانيا ضمن مجموعة في متناولها تماما هي الثالثة وتضم اوكرانيا وبولندا وايرلندا الشمالية.

وتستضيف فرنسا البطولة القارية للمرة الثالثة بعد عامي 1960 عندما حلت رابعة و1984 عندما توجت باللقب للمرة الاولى في تاريخها قبل ان تضيف اللقب الثاني عام 2000 عندما نظمت البطولة مشاركة بين بلجيكا وهولندا.

وهي المرة الاولى التي تشهد فيها البطولة القارية مشاركة 24 منتخبا، وزعت على 6 مجموعات يتأهل الاول والثاني الى الدور الثاني بالاضافة الى افضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث.

وتشارك منتخبات ويلز وايرلندا الشمالية والبانيا وايسلندا للمرة الاولى في تاريخها في العرس القاري.

فرنسا تقص شريط الافتتاح بمواجهة رومانيا
وتلتقي فرنسا مع رومانيا في المباراة الافتتاحية على "استاد دو فرانس" في سان دوني الجمعة، قبل ان تلتقي مع البانيا على ملعب فيلودروم في 15 منه، وسويسرا على ملعب بيار موروا في ليل في 19 منه.

ومن عادة المنتخب الفرنسي تحقيق نتائج طيبة على ارضه في المسابقات الكبرى، فبعد تتويجه باللقب القاري عام 1984، نجح بخطف لقبه العالمي الوحيد على ارضه ايضا في 1998 على حساب البرازيل بثلاثية نظيفة.

وبعد وصولها الى نهائي مونديال 2006 عندما خسرت امام ايطاليا بركلات الترجيح، تراجعت فرنسا، فخرجت من الدور الاول في كأس اوروبا 2008 وكأس العالم 2010، ثم من ربع النهائي في اوروبا 2012 ومونديال 2014.

ومنذ تتويجها على حساب ايطاليا 2-1 في نهائي 2000 المثير في روتردام تحت اشراف المدرب روجيه لومير، لم تنجح فرنسا بتحقيق الفوز في اي مباراة اقصائية من المسابقة القارية.

ولم تعد فرنسا الفريق المرعب الذي ضم زين الدين زيدان وتييري هنري والمدرب الحالي ديدييه ديشان ودافيد تريزيغيه ولوران بلان ومارسيل دوسايي وليليان تورام وغيرهم من تشكيلة ايميه جاكيه التي احرزت مونديال 1998، ثم توجت بلقب اوروبا 2000.

لكن فرنسا لطالما فرضت احترامها على الساحة الدولية بفضل لاعبين اسطوريين، على غرار ريمون كوبا وميشال بلاتيني وزيدان.

واستبعد ديشان لاعب نيس المتألق هذا الموسم حاتم بن عرفة ومهاجم ريال مدريد الاسباني كريم بنزيمة (27 هدفا في 81 مباراة دولية) الذي تسبب بجدل كبير بعدما اعتبر ان مدرب المنتخب رضخ لضغوط العنصريين في فرنسا، ليضيف بذلك فصلا جديدا من المشاكل التي عانى منها "الديوك" بسبب تصرفات اللاعبين.

اسبانيا وحلم الثلاثية
تأمل اسبانيا الساعية الى تحقيق انجاز تاريخي يتمثل في التتويج باللقب الثالث على التوالي والرابع في تاريخها بعد عام 1964، نسيان خيبة مونديال البرازيل 2014 عندما تنازلت عن اللقب العالمي بخروجها من الدور الاول.

ويخوض المنتخب الاسباني البطولة بتشكيلة تعتمد على مزيج من الخبرة المتمثلة بالحارس القائد ايكر كاسياس (35 عاما) واندريس انييستا (32) وخوانفران (31) واريتز ادوريز (35)، والشباب مثل الفارو موراتا (23) ولوكاس فاسكيس (24) وهكتور بيليرين (21).

وقد اكد المدرب فيسنتي دل بوسكي انه لن يكون راضيا على المشاركة في فرنسا 2016 الا في حال احراز اللقب لكن على فريقه تجنب اللعب باسلوب مماثل لمباراة الثلاثاء التي خسرها على ارضها امام جورجيا (صفر-1)، ليتلقى بذلك هزيمته الاولى في مبارياته الـ12 الاخيرة وتحديدا منذ خسارته امام هولندا في اذار/مارس 2015 في مباراة ودية ايضا.

لكن مهما حصل في نهائيات فرنسا فان كرة القدم الاسبانية ميزت عصرها واسلوب التمريرات القصيرة لمنتخب "لا روخا" ادى الى ثلاثية كأس اوروبا 2008-مونديال 2010- كأس اوروبا 2012، وهو انجاز لم يسبق لغيره تحقيقه.

من جهتها، حصدت الاندية الاسبانية كل شيء على الصعيد القاري ونال للموسم الثالث على التوالي فريقان من الليغا لقبي دوري ابطال اوروبا (ريال مدريد 2014 و2016 وبرشلونة 2015) والدوري الاوروبي "يوروبا ليغ (اشبيلية 3 مواسم متتالية).

وستكون اسبانيا امام مهمة صعبة في الدور الاول لانها تتواجه في المجموعة الرابعة مع تشيكيا وتركيا وكرواتيا.

وضربت تشيكيا بقوة في التصفيات وحجزت بطاقتها عن المجموعة الاولى الى جانب ايسلندا على حساب هولندا بطلة عام 1988 والغائب الاكبر عن العرس القاري، كما ان تركيا ساهمت في حرمان المنتخب البرتقالي من خوض الملحق بعدما حلت ثالثة في المجموعة اثر عودتها القوية في المباريات الاخيرة في التصفيات.

وابلت كرواتيا البلاء الحسن في المجموعة الثامنة من التصفيات وحجزت بطاقتها خلف ايطاليا علما بان الاتحاد الاوروبي حسم نقطة من رصيدها بسبب شغب جماهيرها.

المانيا لتأكيد عودتها الى الالقاب
يسعى المنتخب الالماني بدوره الى التأكيد انه استعاد شهيته للالقاب بعد ان توج في مونديال البرازيل 2014 بلقبه الاول منذ كأس اوروبا 1996.

واوقعت القرعة المانيا بطلة العالم والساعية الى لقبها الرابع ايضا بعد اعوام 1972 و1980 (تحت اسم المانيا الغربية) و1996 في مواجهة جارتها بولندا بعدما اوقعتهما في التصفيات عندما تبادلتا الفوز 2-صفر للاخيرة و3-1 للاولى.

وضمت مجموعة الالمان اوكرانيا التي تشارك للمرة الاولى عن طريق التصفيات بعدما استضافت النسخة الاخيرة مشاركة مع وبولندا، بالاضافة الى ايرلندا الشمالية التي تشارك للمرة الاولى.

ونجحت اوكرانيا في التخلص من عقدة الملحق التي لازمتها في محاولاتها الخمس الاخيرة ان كان من اجل التأهل لكأس اوروبا او كأس العالم واخرها كانت نهاية 2013 في ملحق التصفيات المؤهلة الى مونديال البرازيل 2014 حيث فازت على فرنسا ذهابا 2-صفر قبل ان تخسر ايابا صفر-3.

وقال مدرب المانيا يواكيم لوف: "سنركز اعتبارا من المباراة الاولى. بولندا منتخب كبير ويملك مواهب جيدة واوكرانيا وايرلندا الشمالية بامكانهما خلق المشاكل بسبب صلابة دفاعهما واعتمادهما على الهجمات المرتدة. نحن مرشحون ونريد صدارة المجموعة".

واثبتت المانيا في الاعوام الاخيرة بقيادة لوف استعادتها لمكانتها التاريخية بعدما حلت وصيفة لكأس اوروبا 2008، وثالثة في كأس العالم 2010 ثم بلغت نصف نهائي المسابقة الاوروبية عام 2012 قبل ان تصل الى قمة العالم في 2014 على حساب ارجنتين ليونيل ميسي.

وتستهل المانيا مشوارها في 12 حزيران/يونيو في ليل ضد اوكرانيا قبل ان تلتقي بولندا في سان دوني في 16 منه واخيرا ايرلندا الشمالية في 21 منه في "بارك دي برانس".

وبالرغم من انتهاء حقبة لاعبين مثل فيليب لام وبير مرتيساكر وميروسلاف كلوزه، لا تتأثر "الماكينة" الالمانية بالعناصر وهي لا تفتقد الى الموهبة على الاطلاق في تشكيلتها الحالية بوجود لاعبين مثل توماس مولر وماريو غوتسه، بطل نهائي مونديال 2014، وطوني كروس ومسعود اوزيل والقائد باستيان شفاينشتايغر الذي تعافى في الوقت المناسب للمشاركة في البطولة القارية.

مهمة صعبة لايطاليا بغياب الاسماء الرنانة
في معسكر ايطاليا وصيفة بطلة 2012، لن تكون المهمة سهلة في مجموعتها الخامسة التي تضم بلجيكا بترسانة نجوم الدوري الانكليزي الممتاز وجمهورية ايرلندا والسويد بقيادة عملاقها زلاتان ابراهيموفيتش.

وتخوض ايطاليا النهائيات القارية بوضع فني يلفه الغموض في ظل النتائج المتواضعة التي حققتها خلال استعداداتها للبطولة القارية.

صحيح ان ايطاليا تعتبر من المنتخبات الكبيرة على الساحتين القارية والعالمية لكنها نادرا ما نجحت في تقديم مستويات مقنعة وكانت تعول دائما على دفاعها القوي ومهارة بعض لاعبيها الكبار مثل جوزيبي مياتزا ولويجي ريفا وسيلفيو بيولا وجاني ريفيرا وروبرتو باجيو واليساندرو دل بييرو واندريا بيرلو.

لكن "الاتزوري" خرج عن تقليده في النسخة الماضية عام 2012 بقيادة المدرب تشيزاري برانديلي وقدم اداء مثيرا ترافق مع نتائج مميزة قادته الى المباراة النهائية للمرة الاولى منذ عام 2000 والثالثة في تاريخه، لكنه سقط في الحاجز الاخير امام اسبانيا التي اكتسحته 4-صفر في مباراة اكملها بعشرة لاعبين لان المدرب استخدم تبديلاته الثلاثة ولم يتمكن من تعويض تياغو موتا المصاب.

هذه الجمالية في الاداء اختفت تماما في نهائيات مونديال البرازيل 2014 حيث ودعت ايطاليا النهائيات من الدور الاول، ما فتح الباب امام انطونيو كونتي لاستلام مهمة الاشراف خلفا لبرانديلي، مستندا الى النجاح اللافت الذي حققه مع يوفنتوس، اذ قاد الاخير للقب الدوري المحلي في المواسم الثلاثة التي امضاها معه.

وكانت المهمة الاولى لكونتي قيادة ايطاليا الى نهائيات كأس اوروبا 2016، وقد نجح لاعب وسط يوفنتوس السابق في تحقيق المطلوب في مجموعة كانت في متناوله تماما في ظل وجود مالطا واذربيجان وبلغاريا والنروج وكرواتيا، خصوصا في ظل النظام الجديد للبطولة بعد رفع عدد المنتخبات من 16 الى 24.

لكن الامور لن تكون سهلة على رجال كونتي في النهائيات القارية التي وضعتهم بمواجهة بلجيكا والسويد وايرلندا، خصوصا ان المنتخب يفتقد الى اللاعب الذي بامكانه تحقيق الفارق على الصعيد الهجومي، وهذا ما تحدث عنه لاعب الوسط الدولي السابق الذي سيترك المنتخب بعد البطولة القارية من اجل الاشراف على تشلسي الانكليزي، قائلا: "انها فترة صعبة بالنسبة للكرة الايطالية. من الصعب ان تجد اللاعبين المناسبين للمنتخب الوطني، خصوصا في ظل اصابة لاعبين مهمين".

ومن المؤكد ان غياب اندريا بيرلو (37 عاما) عن تشكيلة "الاتزوري" الذي يفتقد الى الاسماء الكبيرة خصوصا في خطي الوسط والهجوم، سيترك اثره السلبي على ايطاليا.

وفي المقابل، تعيش كرة القدم البلجيكية ازهى فتراتها بعد عروضها الرائعة في المونديال الاخير في البرازيل ونتائجها الجيدة في التصفيات بفضل مجموعتها الواعدة بقيادة نجم تشلسي الانكليزي ادين هازار.

وتحدث مدرب بلجيكا مارك فيلموتش عن توقعاته للدور الاول قائلا: "انها مجموعة صعبة جدا خصوصا واننا سنبدأ المشوار بمواجهة ايطاليا. من الصعب دائما تدارك الموقف في حال خسارة المباراة الاولى، ويجب الا يكون الايطاليون سعداء ايضا في مواجهتنا. نعرف ايطاليا والسويد جيدا لاننا واجهناهما مؤخرا، لكن ايرلندا تعتمد على الكرات الطويلة والاندفاع البدني، ستكون مواجهتها صعبة ايضا".

احتفالية انكلترا

بدورها، تأمل انكلترا ان يكون احتفالها بذكرى مرور خمسين عاما على تتويجها الوحيد بلقب كبير في عالم كرة القدم مزدوجا عندما تخوض غمار نهائيات كأس اوروبا التي لم تبلغ فيها المباراة النهائية اطلاقا.

وما يعزز من امال انكلترا انها تملك جيلا جديدا من المواهب فرض نفسه بقوة هذا الموسم وعلى رأسهم ثنائي خط الهجوم هاري كاين من توتنهام هداف الدوري الانكليزي هذا الموسم ووصيفه جيمي فاردي الذي قاد ليستر سيتي الى اللقب ضاربا عرض الحائط بجميع التوقعات.

الى هذا الثنائي هناك لاعب وسط توتنهام ايضا ديلي الي وزميله اريك داير وروس باركلي من ايفرتون.

ولم يتمكن منتخب "الاسود الثلاثة" منذ فوزه باللقب العالمي للمرة الاولى والاخيرة عام 1966 من الارتقاء الى مستوى الطموحات التي عقدت عليه اذ فشل في تحقيق اي نتيجة جديرة بالثناء باستثناء احتلاله المركز الثالث في كأس اوروبا 1968 ووصوله الى نصف نهائي مونديال 1990 وكأس اوروبا 1996.

والمؤكد ان الفشل الدائم الذي لاحق المنتخب الانكليزي في البطولتين الكبريين منذ تتويجه باللقب العالمي، دفع الكثيرين من ابناء بلده الى التغني بالدوري الانكليزي الممتاز وسمعته عوضا عن "الاسود الثلاثة" وذلك بعد ان اصبح محطة لكبار اللاعبين الاجانب.

ولا تحمل البطولة القارية ذكريات جيدة للانكليز حيث خرجوا منها 3 مرات بركلات الترجيح في اخر 20 عاما وتحديدا في 1996 و2004 و2012. كما انهم فشلوا في تخطي دور المجموعات في النسخات من 1980 الى 1992، وغابوا عن نسختي 1984 و2008.

والغريب بشأن انكلترا انها لم تفز سوى بمباراة واحدة في الادوار الاقصائية وكان ذلك بركلات الترجيح ضد هولندا عام 1996.

لكن الانكليز يسافرون الى فرنسا 2016 بوضع معنوي جيد جدا بعدما حققوا الفوز بجميع مبارياتهم في التصفيات القارية حيث سجلوا فيها 31 هدفا بقيادة واين روني الذي سجل 7 اهداف وحطم خلالها الرقم القياسي في عدد الاهداف لمنتخب انكلترا الذي كان باسم بوبي تشارلتون منذ السبعينات رافعا رصيده الى 51 هدفا.

وتستهل انكلترا مبارياتها في المجموعة الثانية ضد روسيا في 11 حزيران/يونيو ثم تلتقي ويلز في معركة بريطانية بحتة في 16 منه واخيرا تواجه سلوفاكيا في 20 منه.

وفي المجموعة السادسة، تبدو البرتغال وصيفة بطلة 2004 الاقوى على الورق بقيادة نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو لانها تتواجه مع ايسلندا والنمسا والمجر.