تنطلق الجمعة بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) التي تستضيفها فرنسا وسط مخاوف حيال هجمات محتملة تستهدف أنشطة البطولة.

ويواجه المنتخب الفرنسي نظيره الروماني في المباراة لافتتاحية في إطار مباريات المجموعة (أ) في استاد فرنسا وسط إجراءات أمنية مشددة.

وتشهد فرنسا حالة طواريء منذ هجمات باريس الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصا.

ويتولى تأمين البطولة 90 ألفا من قوات الشرطة والجيش والأمن الخاص وسط توقعات بوصول عدد الجمهور إلى سبعة ملايين شخصا يرتادون المواقع العشرة التي تُقام فيها المبارايات.

وحذرت الإدارة الأمريكية وحكومة بريطانيا جمهور كرة القدم الذين يتابعون البطولة من فرنسا من إمكانية تعرضهم للخطر.

لكن لجنة تنظيم البطولة، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم والسلطات الفرنسية، أكدوا أنهم بذلوا كل جهد ممكن لتأمين الجمهور.

ويؤمن 13 ألف شرطي في باريس موقعين من مواقع البطولة وملعبين من الملاعب التي تُقام عليها المباريات، مع التوسع في صلاحيات الشرطة في ظل حال الطواريء المعلنة حاليا، والتي تسمح لقوات الأمن بتفتيش الأماكن والأشخاص، وفرض الأقامة الجبرية على الأفراد في منازلهم، وفقا لتقدير الشرطة.

تعاملت الشرطة الفرنسية مع مشاجرة بين مشجعين بريطانيين في مرسيليا قبيل بدء أنشطة يورو 2016

وقال ديدييه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي لكرة القدم، إن هجمات نوفمبر/ تشرين الثاني "استدعت مشاعر حزينة جدا".

وأضاف: "لقد كانت لحظات عصيبة مررنا بها سوف تظل محفورة في داخلنا حتى ولو لم نفكر فيها كثيرا."

وأشار إلى أن خلو المشهد بالكامل من الخطر لن يتحقق، معربا عن أسفه لذلك. لكنه أكد على ضرورة أن تكون مبارايات يورو 2016 مهرجانا، ويجب أن المهرجانات جميلة قدر الإمكان.

وقال ريتشارد والتون، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب السابق بشرطة العاصمة، إن التهديدات التي تواجهها يورو 2016 "أبشع من أي تهديدات واجهت بطولات رياضية عالمية في التاريخ".

ومع توجه 500 ألف بريطاني للانضمام إلى مشجعي الفرق الأوروبية المشاركة في البطولة، حذرت الخارجية البريطانية رعاياها من أن الملاعب، والمدرجات، وأماكن تجمع المشجعين، ومحطات النقل والمواصلات ضمن الأهداف المحتملة للهجمات الإرهابية.

وألقت السطات الفرنسية القبض على بريطانييْن عقب تدخل الشرطة لفض مشاجرة بين عدد من الأشخاص بينهم مشجعون بريطانيون أمام حانة في مارسيليا منتصف ليل الأربعاء.

وقالت شرطة باريس إن أحد المحتجزين قبض عليه بتهمة الاعتداء على نادل الحانة بينما يواجه الآخر تهمة إثارة الفوضى والعنف، وكشفت عن إصابة مشجع بريطاني ثالث في الرأس جراء تلقي ضربة بمقعد خشبي.

وقال جو هارت، حارس مرمى منتخب إنجلترا، إن اللاعبين، في هذه البطولة التي يشارك بها 24 فريقا، سوف يلتزمون بتعليمات مسؤولي الأمن.

وأضاف: "نحن لاعبو كرة قدم، وسوف نعمل بالتعاون مع بعضنا البعض، نحن ورجال الأمن والصحافة، ولكل منا دوره الذي يلعبه، وأنا واثق أن كل منا يكمل الآخر."

وقال تيري برايلارد، وزير الرياضة الفرنسي، إن الأماكن المخصصة للمشجعين سوف تكون هي الأماكن المفتوحة الوحيدة التي تُثبت بها شاشات عرض، مع توصية مديري الحانات والمطاعم بعدم إستضافة أعداد كبيرة من المشجعين لمشاهدة المبارايات في الأماكن المفتوحة أمامهم.

وأضاف: "لن نقبل وجود التجمعات العشوائية لان الشرطة لن تستطيع حمايتها."

ريتشارد والتون، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب السابق بشرطة العاصمة

التهديدات التي تواجهها يورو 2016 أبشع من أي تهديدات واجهت بطولات رياضية عالمية في التاريخ

وتستضيف العاصمة الفرنسية باريس مع تسع مدن أخرى منها بوردو، و لانس، وليل، وليون، ومارسيليا، ونيس، وسان دونيه، وسانت إتيان، وتولوز.

وقال جان كريستوف بوفي، مسؤول الدفاع في منطقة ليل، إن 200 فرد أمن سوف يتواجدون في الأماكن العامة المخصصة للمشجعين، علاوة على 3400 جندي من قوات الشرطة والجيش يعملون على تأمين المنطقة طوال اليوم، ومئات آخرين يمكن استدعاؤهم بسرعة إذا اقتضت الضرورة ذلك.

وقال داميان كاستالين، رئيس إقليم ليل، إن أماكن تجمع المشجعين "آمنة جدا".

وأضاف أنه "من الأسهل تأمين مكان واحد يتواجد فيه الناس على النقيض من اتجاه الناس إلى أماكن مختلفة، ما يجعل تأمينهم أمرا مستحيلا."

وقال مات باستر، سفير إقليم ليل ليورو 2016: "إذا فازت فرنسا، سيكون رائعا، لكن انتصاري الأول أن تسير الأمور على ما يُرام وأن يستمتع الجميع بما يفعلون."

يُضاف إلى الأعباء التي تتحملها السلطات الفرنسية، بخلاف التهديدات الإرهابية، الظروف المناخية الصعبة، والاحتجاجات بسبب إصلاحات قانون العمل.

وربما تتسبب الاضرابات في مشكلات يواجهها 80 ألفا من المشجعين يتابعون المباراة الافتتاحية الجمعة في العاصمة باريس.

ودخل ثلثا عمال الخطين الرئيسيين لقطارات السكك الحديد، الذان يربطان ستاد فرنسا بالضواحي الشمالية للعاصمة، في إضراب يوم الخميس الماضي، ما جعل حركة القطارات غير منتظمة على الخطين.

وتدرس الشركة خطة بديلة لحل المشكلة، إضافة إلى زيادة عدد قطارات مترو الأنفاق المتجهة إلى استاد فرنسا من خلال الدفع بقطارات إضافية إلى الخدمة.

وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه سوف يتخذ "كل الإجراءات الضرورية" للتأكد من أن إضرابات عمال النقل، التي دخلت يومها العاشر في فرنسا، لن تؤثر على البطولة.

وأضاف "لاتقلقوا، فسوف نوفر جميع الخدمات العامة، وسوف تتحمل الدولة مسؤوليتها كاملة."

ويخطط العاملون بالخطوط الجوية الفرنسية للدخول في إضراب السبت المقبل، مع وجود أكوام من القمامة في شوارع باريس لم تُجمع بعد بسبب اضراب جزئي لجامعي القمامة.