تنطلق بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم 2016 بمشاركة 24 فريقا على مدى 30 يوما في 10 ملاعب مختلفة. وتبدأ البطولة بمبارة المنتخب الفرنسي أمام نظيره الروماني يوم الجمعة 10 يونيو/ حزيران، في حين ستقام المباراة النهائية للبطولة على ملعب "استاد دو فرانس" في باريس في 10 يوليو/ تموز. وتأمل إسبانيا أن تحافظ على اللقب الذي حصلت عليه في نسختي 2008 و2012. هذا سؤال جيد في حقيقة الأمر، لأن هذه هي المرة الأولى التي تضم فيها المسابقة 24 فريقا، بعدما كانت تقتصر على 16 فريقا فقط منذ استضافتها إنجلترا في عام 1996. تضم المسابقة ست مجموعات بكل منها أربعة فرق. يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة لدور الستة عشر، بالإضافة إلى أفضل أربعة فرق صاحبة المركز الثالث. وبمعنى آخر، سوف تفشل ثمانية فرق فقط في التأهل من دور المجموعات إلى دور الستة عشر. وقد تكون نقطة واحدة فقط كافية لتأهل أي فريق لدور الستة عشر. وبداية من هذا الدور تسير المسابقة بنظام خروج المغلوب. من الصعب للغاية التنبؤ بالفريق الذي سيحصل على اللقب، فقد فازت اليونان بالبطولة في عام 2004 في مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد. لكن من المؤكد أن الترشيحات تصب في صالح المنتخب الألماني بطل العالم، بالإضافة إلى منتخب إسبانيا حامل لقب البطولة. صحيح أن المنتخب الألماني تصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة للبطولة، لكنه لم يحجز مكانه في نهائيات البطولة بسهولة، إذ تجرع مرارة الهزيمة أمام بولندا وجمهورية أيرلندا. كما خسرت ألمانيا أمام كل من فرنسا وإنجلترا وديا بعد تأهلها للبطولة، لكن لا يزال المنتخب الألماني أحد الفرق المرشحة للقب. أما إسبانيا فقد هيمنت على كرة القدم العالمية خلال الفترة بين عامي 2008 و2012، لكنها خرجت من كأس العالم 2014 من دور المجموعات. فهل يكون هذا هو الإنجاز الأخير لهذا المنتخب الرائع ذي الأعمار السنية الكبيرة بقيادة المدرب فيسنت ديل بوسكي؟ حصلت فرنسا على بطولة كأس العالم على أرضها في عام 1998. فهل تتمكن الديوك الفرنسية من تحقيق نفس إنجاز ديديه ديشامب وزين الدين زيدان ولوران بلان؟ من المؤكد أن ذهاب الفرنسيين بعيدا في تلك المسابقة سوف يساهم في استعادة الروح المعنوية الوطنية في بلد ما زال يتعافى من تداعيات الهجمات القاتلة التي شهدتها العاصمة باريس العام الماضي. وتعد فرنسا الفريق الأوفر حظا للفوز بالبطولة، لكن مستواها الفني قد يكون خادعا لأنها لم تشارك في التصفيات المؤهلة للبطولة بصفتها الدولة المستضيفة. يتميز المنتخب الفرنسي بالهجمات المرتدة السريعة واللعب كوحدة واحدة، كما يضم لاعبين في خط الوسط يستحقون المتابعة مثل بول بوغبا وبليز ماتويدي. لكن الفريق سيفتقد لجهود نجم خط هجومه كريم بنزيمه، الذي قرر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم استبعاده بعد مزاعم تورطه في ابتزاز زميله بالمنتخب الفرنسي ماتيو فالبوينا، الذي لن يشارك أيضا في المسابقة. مع زيادة عدد الفرق المشاركة إلى 24 فريقا، تمكنت خمسة منتخبات من التأهل للمرة الأولى في تاريخها، وهي سلوفاكيا وأيرلندا الشمالية وويلز وألبانيا وايسلندا. تأهلت سلوفاكيا، التي ستواجه إنجلترا وويلز في المجموعة الثانية، للمسابقة للمرة الأولى كدولة مستقلة. وفاز المنتخب السلوفاكي وديا على نظيره الإسباني، وهو ما يُظهر أن الفريق، الذي تأهل لنهائيات كأس العالم 2010، قادر على تقديم مستويات قوية في البطولة. ويتعين على إنجلترا وويلز الحذر من هذا الفريق. لم تكن ألبانيا يوما ما قريبة من التأهل لكأس الأمم الأوروبية، لكنها تفوقت على الدنمارك، حاملة لقب البطولة عام 1992، في التصفيات بفضل الفوز المفاجئ الذي حققته في البرتغال، وكذلك بسبب احتساب محكمة التحكيم الرياضية فوزها بثلاثة أهداف مقابل لا شيء أمام صربيا بسبب أحداث الشغب التي شهدتها مباراة الفريقين. وأصبحت ايسلندا أصغر دولة من حيث عدد السكان تشارك في المسابقة، إذ لا يتجاوز عدد سكانها 330 ألف نسمة. ويصل عدد اللاعبين المسجلين في ايسلندا إلى 21508. لكن كيف حققت ايسلندا هذا الإنجاز؟ تأهلت ايسلندا للمسابقة بعد الفوز على هولندا – التي حصلت على اللقب عام 1988 ووصلت للمباراة النهائية ثلاث مرات – ذهابا وإيابا في التصفيات. ولن تتواجد هولندا في البطولة للمرة الأولى منذ عام 1984. ستقام مباريات البطولة، وعددها 51 مباراة، في عشرة ملاعب في فرنسا، بما في ذلك ملاعب جديدة في بوردو وليل وليون ونيس. المباراة الافتتاحية بين فرنسا ورومانيا تقام يوم 10 يونيو/ حزيران، وكذلك المباراة النهائية يوم 10 يوليو/ تموز على ملعب "استاد دو فرانس" في باريس. بلغت تكلفة إنشاء ملاعب جديدة وتطوير الملاعب القديمة 1.6 مليار يورو، وهو التطوير الذي يراه منظمو البطولة ضروريا لأن فرنسا لم تنفق بما يكفي على الملاعب أثناء استضافتها كأس العالم 1998. مدت السلطة الفرنسية حالة الطوارئ، التي فرضتها عقب هجمات باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، لتشمل الفترة التي تقام خلالها البطولة. أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 130 شخصا، وزعم التنظيم المعروف باسم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عنها. وكان "استاد دو فرانس"، الذي تقام عليه المباراة الافتتاحية، بين أهداف الهجمات. وتمنح حالة الطوارئ المفروضة حاليا الشرطة سلطات أكبر في عمليات البحث ووضع أشخاص قيد الإقامة الجبرية. وينتشر أكثر من 90 ألف فرد من الشرطة والجيش والأمن في الشوارع لتأمين البطولة.من الذي سيفوز باللقب؟
- آخر تحديث :
كل ما تحتاج معرفته عن يورو 2016
العديد من الوجوه الجديدة
التعليقات