تصدر الحوار الذي اجرته مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية مع الأرجنتيني فرناندو سينيوريني المحضر البدني للأسطورة الأرجنتينية والنجم الدولي السابق دييغو ارماندو مارادونا في الفترة من عام 1984 وحتى عام 1994 اهتمام الكثيرين من الجماهير الرياضية، وذلك بالنظر الى ما تضمنه اللقاء من اثارة كلما تعلق الأمر بالحديث عن مارادونا.

وعاد سينيوريني ليتحدث عن المباراة التاريخية التي جمعت الأرجنتين بإنكلترا في ربع نهائي كأس العالم 1986 التي اقيمت في المكسيك، والتي شهدت تألقًا لافتًا لمارادونا بتسجيله لهدفين تاريخيين أحدهما سجله بيده.
 
وكشف مُعده البدني بخصوص تلك المباراة ومدى علاقتها بالحرب التي دارت بين البلدين قبلها بأربعة أعوام حول جزر فوكلاند (جزر المالوين)، حيث أوضح قائلاً:" مارادونا كان بحاجة في تلك المباراة للهدوء ليقدم افضل مستوياته، حيث لم يكن يحتاج لأي حافز آخر سوى قيمة المباراة والبطولة"، مضيفاً: "لقد حاولت قبل المباراة ان ابعده عن الأجواء الخارجية خاصة السياسية منها وترك قضية حرب الفولكلاند بعيدًا عن الرياضة".
 
اما عن توقيعه هدفًا بيده واحتسابه من قبل الحكم التونسي علي بناصر، رغم انه هدف غير شرعي، فقال بشأنه :"إن مارادونا كان موهبة كبيرة تتمتع بقدرات فنية عالية جداً، ولم يكن بحاجة للغش حتى يسجل هدفه لان الغش مرادف للضعف، ومارادونا لم يكن ضعيفًا بل كانت له كل الإمكانيات ليسجل".
 
كما تناول حواره مشاركة مارادونا في كأس العالم 1994 بأميركا، والذي عرف إيقافه عن اللعب من قبل "الفيفا" بسبب ثبوت تعاطيه موادَّ محظورة، وعاد سينيوريني ليتحدث عن مرحلة الاعداد لتلك البطولة بالقول:" مارادونا اختار موقعًا معزولاً على المرتفعات في الأرجنتين ليجهز نفسه بشكل لائق لخوض غمار المونديال، حيث قام بعمل شاق ليقدم مردودًا بدنيًا كبيرًا في المباراتين أمام اليونان ونيجيريا قبل ان يتم إيقافه بعدها".
 
كما تحدث المُعد البدني فرناندو سينيوريني عن الفوارق الفنية بين مارادونا ومواطنه ليونيل ميسي، حيث قال:" إن ما يجمعهما اكثر بكثير مما يفرق بينهما كلاعبين، فهما كالقطط هدفها واحد هو اللحاق بالفئران، غير ان ما يميز مارادونا عن ميسي هو انه منفتح بينما (ليو) منعزل ومنطوي عن نفسه، كما ان مارادونا متمرد وثوري في شخصيته"، مؤكدًا في الوقت ذاته بأنه لا يوجد سوى مارادونا واحد في العالم في اشارة الى انه يستحيل على أي لاعب ان يكون مثله بمن فيهم ميسي.