نشرت مجلة "فور فور تو" البريطانية تقريرًا سلطت فيه الضوء على الفرنسي أرسين فينغر، المدير الفني لنادي آرسنال، والسياسة التي يعتمدها في التعاقدات مع اللاعبين، والتي تغيّرت ثلاث مرات منذ توليه الجهاز الفني للمدفعجية في شهر أكتوبر من عام 1996 وحتى الآن.

وأكدت المجلة في تقريرها أن آرسين فينغر وخلال دخوله سوق الانتقالات لتدعيم الآرسنال ظهر بثلاثة أوجه تختلف عن بعضها البعض اختلافًا كبيرًا، وكأنه مدرب آخر وليس هو فينغر نفسه.
 
وارتبط كل وجه لآرسين فينغر بمرحلة معينة ميزتها نتائج سجلها نادي آرسنال سواء كانت سلبية أو ايجابية ارتبطت بالانتدابات التي قام بها المدرب الفرنسي.
 
الوجه الأول:
 
ظهر عليه فينغر في الفترة من عام 1996 و استمر حتى نهاية عام 2006 ، وكان خلالها المدرب الفرنسي سخياً مع نادي آرسنال بالنظر إلى الصفقات الكبيرة التي ابرمها للفريق، وجعلت منه منافسًا قويًا على كل بطولة يشارك فيها بفضل الأسماء اللامعة التي انتدبها في صورة النجوم الفرنسيين مثل تيري هنري و باتريك فييرا وروبير بيريز وسيلفان ويلتورد، بالإضافة إلى الهولنديين مارك أوفرمارس وروبن فان بيرسي والحارس الألماني يانز ليمان وآخرين . 
 
وبفضل هذه الانتدابات حقق الغينرز ثنائية الدوري والكأس مرتين عامي 1998 و 2002 ، كما حقق الانجاز التاريخي غير المسبوق في مسابقة البريميرليغ عندما توّج بلقب الدوري الممتاز موسم 2003-2004 دون أن يخسر أي مباراة فضلاً عن بلوغه نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2006 الذي خسره أمام برشلونة بهدفين لهدف، وقبلها نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 2000 الذي خسره بركلات الترجيح أمام غلطة سراي التركي.
 
الوجه الثاني:
 
وظهر على فينغر في الفترة من عام 2006 وحتى عام 2013، وخلال هذه الفترة بدأت تظهر عليه ملامح التقشف أو البخل، لأنه اصبح يبحث في سوق الانتقالات عن لاعبين انتهت صلاحياتهم الفنية أو أسماء لفظتها الأندية الكبيرة من أجل انتدابها في صفوف آرسنال، في محاولة منه لبعث مشوار هذه الأسماء المتعثرة مع الفريق دون جدوى.
 
و بدا واضحًا أن فينغر لم يعد قادرًا على دخول سوق الانتقالات بسخاء مثلما كان من قبل، حيث أصبح يحاول المراهنة على أسماء متواضعة على غرار المهاجم المغربي مروان الشماخ والفرنسي سيباستيان سكيلاتشي والروسي أندري أرشافين مبررًا بعدم صرفه الأموال في سوق الانتقالات، من أجل تركيز النادي على تجديد وتحديث بنيته التحتية خاصة ملعبه (الإمارات)، وفي المقابل ترك أرسين أسماء ثقيلة ترحل عن النادي، وعلى رأسهم الفرنسيان تيري هنري وباتريك فييرا، والهولندي روبن فان بيرسي الذي رحل عن الفريق وانتقل إلى مانشستر يونايتد صيف عام 2012.
 
الوجه الثالث:
 
ظهر به آرسين فينغر منذ عام 2013، وهو التردد بين السخاء والتقشف، بعدما انتدب نجوم من العيار الرفيع على غرار المايسترو الألماني مسعود اوزيل والمهاجم التشيلي اليكسيس سانشيسز والألماني لوكاس بودولسكي وآخرون، غير انه في المقابل قد فشل في التعاقد مع قلب دفاع ومهاجم صريح من الطراز العالمي، رغم إلحاح جماهير النادي عليه بضرورة التحرك وإبرام الصفقتين لتدعيم خطوط الفريق، بعدما وقفت الجماهير في الكثير من الاستحقاقات التي خسرها الفريق على أن نقطة ضعفه الأولى هي غياب رأس الحربة وافتقاده لحزام الأمان الدفاعي . 
 
وخلال فترة التردد استمر الفريق في حصد النتائج السلبية لدرجة جعلت فينغر يرى في كأس الاتحاد الإنكليزي الذي حققه في عام 2015 إنجازًا كبيرًا يستحق الاحتفال به، رغم انه صائم عن بقية البطولات وعلى رأسها لقب الدوري الممتاز الذي لم يتوّج به منذ عام 2004.