في ثلاثة أسابيع، قاد مدرب برشلونة الاسباني لويس انريكي ناديه الى حداد بعد خسارة مذلة امام باريس سان جرمان في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال اوروبا لكرة القدم، ومعجزة ايابا أمام النادي الفرنسي.
 
ففي 14 شباط/فبراير، تلقى النادي الكاتالوني هزيمة قاسية صفر-اربعة على ملعب بارك دي برانس في باريس، بدت انها قضت على آماله ببلوغ ربع نهائي البطولة القارية. ومساء الاربعاء 8 آذار/مارس، قلب لاعبو برشلونة الأمور رأسا على عقب، بفوزهم التاريخي على ملعبهم 6-1، منها ثلاثة اهداف في الدقائق السبع الاخيرة.
 
وقال انريكي الذي لم يخف فرحته الهستيرية بالنتيجة "بداية كان علينا ان نمر في فترة حداد (...) كان الأمر صعبا لاسيما على شخص واحد"، في اشارة الى تحميله المسؤولية عن الخسارة الباريسية.
 
وبعد أيام من تلك الخسارة، أعلن المدرب (46 عاما) انه سيترك منصبه في نهاية الموسم الحالي بعد ثلاثة مواسم ناجحة. وشكل هذا الاعلان الأسبوع الماضي، والذي أتى بعد فوز بنتيجة 6-1 أيضا في الدوري المحلي على سبورتينغ خيخون، مفاجأة للمتابعين.
 
الا ان الاعلان كان بمثابة نقطة تحول بالنسبة الى برشلونة، اذ أزال انريكي الشكوك والتوتر حول مستقبله مع النادي، ومنح لاعبيه حرية أكبر على أرض الملعب ساهمت في جعل المستحيل ممكنا.
 
وقال انريكي "هذا الفوز مهدى على وجه الخصوص الى مشجعي برشلونة الذين حافظوا على ايمانهم" بالنادي واللاعبين "حتى غداة مباراة كان فيها الفريق الأضعف (في الملعب) كما الحال في باريس".
 
اضاف "سبق لهذا الفريق ان أظهر انه يعرف كيف يفوز لانهم (اللاعبون) فازوا كثيرا، لكن عندما خسرنا، أظهرنا ايضا اننا نعرف كيف نخسر، وخصوصا أنا".
 
ويعد انجاز برشلونة الاربعاء غير مسبوق، اذ لم يتمكن أي فريق في الماضي في الأدوار الاقصائية لدوري أبطال أوروبا، من قلب تخلفه برباعية نظيفة ذهابا، الى فوز في الاياب يتيح له التأهل للدور المقبل.
 
وعرف انريكي كيف يستغل قدرات لاعبيه ومهاراتهم. فالفريق اعتمد منذ أعوام طويلة على خطة 4-3-3، الا ان انريكي استعاض عنها في المباريات الأربع الاخيرة بخطة 3-4-3، ما مكنه من تحقيق فوز مهم في الدوري على اتلتيكو مدريد، وسحق سلتا فيغو وسبورتينغ خيخون وسان جرمان بحصيلة اجمالية بلغت 17-2.
 
وقال انريكي ان الأسلوب الجديد يمنح الفريق "خيارات أكثر، أوضاع أكثر يمكننا فيها تثبيت الخصم، وانخراط لاعبين أكثر" في المباراة.
 
اضاف "هذه موارد نتمتع بها، الا ان ما يجعل النظام جيدا هم اللاعبون ورغبتهم في مواصلة الفوز".
 
- الثلاثية -
 
وعلى سبيل المفارقة، كان اللاعب سيرجي روبرتو أحد الذين "ضحى" بهم انريكي لصالح خطة اللعب الجديدة، اذ نقله من خط الوسط الى مركز الظهير الأيمن. الا ان روبرتو تحول الى أحد أبطال المباراة، عندما سجل الهدف السادس المؤهل في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، اثر تمريرة من النجم الآخر البرازيلي نيمار.
 
وأدى هدف روبرتو الى موجة احتفالات عارمة في ملعب كامب نو الذي يتسع لقرابة 100 الف متفرج. كما ان انريكي نفسه تخلى عن جديته، وركض على أرض الملعب واحتفل مع اللاعبين.
 
واوضح انريكي انه على رغم عدم ذرفه دموع الفرح "الا انني كنت فرحا بالقدر نفسه لأولئك الذين بكوا".
 
وبعد المباراة، لم يفت انريكي التذكير ان على لاعبيه الاستعداد بقوة للمباراة امام ديبورتيفو لا كورونيا الاحد، لمحاولة الحفاظ على صدارة ترتيب الدوري الاسباني.
 
وقال "المشكلة ان كل ذلك (الاستعداد) يبدأ مجددا غدا (الخميس) وعلينا العودة الى التمرين (...) كنت أرغب في الاستراحة، واتاحة الفرصة للاعبين للاحتفال مع عائلاتهم التي تعاني كما النادي في كل ما يمر به، لكن علينا الاستيقاظ وتهدئة انفسنا" والعودة الى العمل.
 
وكان التعب والحاجة الى الراحة من الاسباب التي عددها انريكي عندما أعلن قراره ترك منصبه. الا ان المؤكد هو رغبته في إنهاء مسيرته مع النادي الذي دافع عن ألوانه سابقا كلاعب، بتكرار انجاز موسمه الأول كمدرب: ثلاثية الدوري والكأس وأبطال أوروبا.
 
وقال "اعتقد ان خصومنا لم يتلقوا تأهلنا بشكل جيد(...) الا اننا لم نكن أبدا حذرين، ونريد احراز الألقاب الثلاثة".