نشر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التقرير الخاص بالتحقيقات في ملابسات قرار منح حق استضافة كأس العالم 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب، والذي تم إعداده في عام 2014.
ويعرض التقرير المكون من 422 صفحة لعملية اختيار البلدين المنظمين لكأس العالم في عامي 2018 و2022.
ووضع الفيفا رابطا خاصا بالتقرير على موقعه على الانترنت. وقال إن قراره جاء عقب "التسريب غير القانوني ولتجنب نشر أي معلومات مضللة".
وقال الفيفا إن رئيسه جياني انفانتينو كان ينوي دائما نشر التقرير كاملا، لكن رئيسي لجنة الأخلاق السابقين رفضا النشر.
وتم تغيير الرئيسين السابقين للجنة الأخلاقيات كورنيل بوربيلي وهانس يواكيم إيكرت في مايو/ أيار الماضي بعد إكمال فترتهما ومدتها أربع سنوات.
وفى حديث فى أكتوبر/ تشرين الأول 2014، قال إيكرت إن "نشر التقرير بالكامل سيضع بالفعل لجنة أخلاقيات الفيفا والفيفا نفسه فى وضع صعب للغاية من الناحية القانونية".
لماذا ينشر التقرير الآن؟
قالت صحيفة "بيلد" الألمانية يوم الإثنين إنها حصلت على النسخة "المحجوبة" من التقرير الذي أعده مايكل غارسيا، المحقق بلجنة الأخلاق بالفيفا.
ويتضمن التقرير الذي نشرته الصحيفة تفاصيل عن مبلغ مليوني دولار يُزعم أنه دُفع لإبنة مسؤول بالفيفا عمرها 10 سنوات.
واستقال غارسيا في ديسمبر/ كانون الأول 2014 احتجاجا على أسلوب التعامل مع تقريره بشأن عملية الترشح للحصول على حق استضافة كأس العالم حيث تم نشر 42 صفحة فقط من التقرير.
وأشار المحامي الأمريكي إلى "افتقار روح القيادة" في الفيفا عند مغادرته، ووافق المسؤولون التنفيذيون في الاتحاد بالإجماع آنذاك على نشر "نسخة ملائمة قانونيا" من تقريره.
وبرأت النسخة، التي نُشرت في 42 صفحة، ساحة قطر وروسيا من مزاعم الفساد.
وكانت صحيفة "بيلد" قالت إنها ستبدأ الثلاثاء نشر التفاصيل الكاملة لتقرير غارسيا.
لماذا بدأ التحقيق؟
تم تعيين غارسيا كمحقق مستقل في لجنة الأخلاقيات في فيفا في عام 2012 وطلب منه النظر في عملية استضافة مسابقتي كأس العالم 2018 و 2022 بعد ادعاءات الفساد حولها.
وشملت هذه الادعاءات قيام القطري محمد بن همام رئيس اتحاد كرة القدم الآسيوي السابق بدفع مبلغ 5 ملايين دولار لمسؤولين بمجال كرة القدم مقابل دعمهم لقطر. ونفت قطر بشدة شراء الأصوات، وقالت إن بن همام لم يتصرف بصفة رسمية.
ونظر غارسيا في تسعة عروض استضافة، بما في ذلك عرض الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. وقد وصف التقرير خطة انجلترا للعب مباراة ودية مع تايلاند، وهي عضو باللجنة التنفيذية لفيفا، بأنها "من أشكال الرشوة".
وفازت روسيا بحق استضافة كأس العالم 2018 على حساب إنجلترا، وعرض مشترك من هولندا وبلجيكا، وعرض مشترك آخر من إسبانيا والبرتغال.
وفي الوقت نفسه، في ديسمبر/ كانون الأول 2010، فازت قطر بعرض تنظيم البطولة في عام 2022 على حساب أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
ما هي النتائج؟
أصدر الفيفا في عام 2014 ملخصا من 42 صفحة لتقرير غارسيا النهائي والذي برأ قطر من أية مخالفة، لينهي أي إمكانية لإعادة التصويت حول مضيف جديد لمنافسات 2022.
لكن التقرير قال إن هناك "مؤشرات معينة على سلوك مثير للمشاكل لدى أفراد محددين"، وذلك رغم حكم التقرير بأن ما دفعه بن همام كان لمصالحه السياسية الشخصية، وليس دعما لمحاولة قطر لاستضافة البطولة.
وفي الوقت نفسه، تمت تبرئة روسيا من أية مخالفات، بالرغم من أن التحقيق لم يتناول سوى "كمية محدودة من الوثائق المتاحة للمراجعة" لأن أجهزة كمبيوتر الفريق الروسي قد دمرت.
واتهم الاتحاد الإنجليزي بالتصرف بشكل غير صحيح في محاولة الفوز بالأصوات، كما تلقت أستراليا انتقادات.
كيف كان رد الفعل؟
فى الوقت الذى رحبت روسيا وقطر بالتقرير، شكا غارسيا من أن ملخص إيكرت كان "خطأ". وهو ما نفاه إيكرت قائلا إن ملخصه كان وافيا للتقرير الكامل.
واستقال غارسيا في وقت لاحق، وقال منتقدو الفيفا إن التقرير المختصر بمثابة "تبييض" لما حدث. ودعوا إلى الإفراج عن التقرير الكامل. وبعد ثلاث سنوات تقريبا تحققت رغبتهم.
التعليقات