كشفت تقارير إعلامية عديدة بأن إصابة المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا ، قد أشعلت حرباً غير معلنة بين إدارة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي والاتحاد البرازيلي بسبب طريقة العلاج المقررة إتباعها في تعافي اللاعب من إصابته التي تعرض لها على مستوى الكاحل خلال موقعة "الكلاسيكو" التي جمعت الفريق الباريسي بضيفه أولمبيك مرسيليا ضمن الجولة السابعة والعشرين من بطولة الدوري الفرنسي التي اقيمت يوم الأحد الماضي.
هذا ويرغب الطرفان في الاستفادة من خدمات نيمار في أفضل صورة ممكنة بحسب الاستحقاقات لكل طرف ، فالنادي الباريسي يريد تجهيز اللاعب للموقعة الأوروبية ضد ريال مدريد الإسباني في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء القادم ، ولو كان ذلك سيعرض اللاعب للمخاطرة بتفاقم إصابته ، بينما الاتحاد البرازيلي يأمل في عدم مشاركته في المواجهة القارية ليكون جاهزاً لنهائيات كأس العالم بروسيا في شهر يونيو القادم ، ولو تطلب ذلك إراحته لأطول فترة ممكنة.
ويختلف الطرفان في الطريقة التي يجب أن يتبعها نيمار للعلاج من إصابته، فالاتحاد البرازيلي يفضل خضوعه للجراحة على أن يتم منحه راحة لا تقل مدتها عن خمسة أسابيع مما يسمح له بالاستعداد جيداً للمونديال الروسي، أما إدارة نادي باريس سان جيرمان ، فهي ترى بأن الجراحة ليست ضرورية في حالته ، وأن بإمكانه التعافي منها بطرق علاجية أخرى ، ليكون بذلك تحت تصرف المدرب أوناي إيمري في مواجهة ريال مدريد وما تبقى من مباريات الموسم الجاري.
وبحسب ما أوردته صحيفة "سبورت" الإسبانية فان نيمار سيكون له الكلمة الأخيرة في تحديد طريقة علاجه سواء بالحاجة إلى تدخل جراحي أو الخضوع لبرنامج علاجي تأهيلي ، مع التأكيد على أن نجم المهاجم البرازيلي يعطي الأولوية لمنتخب بلاده و المشاركة في نهائيات كأس العالم ، على اعتبار انه سبق له أن توج بلقب دوري أبطال أوروبا رفقة فريقه السابق نادي برشلونة الإسباني في عام 2015 .
وأوضحت الصحيفة الصادرة من إقليم كتالونيا بأن مغامرة نيمار بخوض المواجهة القارية ضد ريال مدريد ، قد تتسبب في تفاقم إصابته ، بالإضافة إلى مشاركته قد لا تضمن باريس سان جرمان الترشح للدور الربع النهائي ، فقد يشارك في اللقاء ويتعرض فريقه للإقصاء من البطولة، مما يجعله ذلك يُضيع التتويج بلقب المسابقتين .
وفي حال نجح الفرنسيون في تجاوز عقبة الإسبان والتأهل للدور الموالي ، فأن ذلك لا يعني إطلاقا أن الفريق الباريسي سينال اللقب القاري ، في حين تبدو حظوظ البرازيل وفيرة لنيل لقب كاس العالم، كما أن نيمار يتطلع إلى استغلال المونديال الروسي لمحو الانتكاسة التي تعرض لها قبل أربعة أعوام في نهائيات كأس العالم التي استضافتها بلاده في عام 2014.
من جانب آخر فقد أكد التقرير، بأن الاتحاد البرازيلي يسعى للحفاظ على علاقته الجيدة مع نادي باريس سان جيرمان في ظل تواجد عدد من لاعبيه الدوليين ضمن الفريق الباريسي ، والذي يضم في صفوفه ماركينيوس و تياغو سيلفا و داني الفيس ، وفي هذا السياق فقد أقدم البرازيليين على إرسال طبيباً للعاصمة الفرنسية من أجل الوقوف عن كثب على كافة تفاصيل الإصابة ، بإنتظار القرار النهائي الذي سيتخذ بشأنه في غضون الساعات القادمة دون التشويش على الفرنسيين.
ويخشى الاتحاد البرازيلي أن يتم الاستعانة بمسكنات قوية لتسريع تعافي نيمار من الإصابة ، نظراً لخطورة هذا النوع من الأبر المسكنة على إستمرارية اللاعب في الملاعب ، في حالة مشابهة لما حدث مع المهاجم الهولندي ماركو فان باستن الذي دفع ثمن عودته السريعة باهظاً ، حيث اضطر للاعتزال وهو في سن التاسعة والعشرين في عام 1995 بعد خضوعه لعامين كاملين من العلاج دون جدوى ، مما جعل المنتخب الهولندي يدفع ضريبة طريقة علاجه الخاطئة في وقت استفاد ناديه ميلان الإيطالي من خدماته ونالٍ ألقاباً وبطولات بالجملة على حساب سلامة اللاعب الذي لا يزال يعاني من تبعاتها حتى الآن.
التعليقات