هاني محمود-إيلاف: أثبت النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو "علو كعبه" في السنوات الأخيرة، مؤكداً من جديد جدارته المطلقة بالفوز بجائزة "الكرة الذهبية" لأفضل لاعب في العالم، 4 مرات في الأعوام الخمسة الأخيرة.

وشاهد العالم بأسره كيف نجح "الدون" البرتغالي في إنقاذ منتخب بلاده من السقوط أمام إسبانيا، التي تعد من أبرز المرشحين للظفر بلقب كأس العالم 2018، على الرغم من إقالة مدربها جولين لوبيتيغي، وتعيين فرناندو هييرو بدلاً منه، قبل يومين فقط من انطلاق "العرس الكروي الكبير".
 
وتحصل "صاروخ ماديرا" على ركلة جزاء نفذها بنجاح في شباك "الماتادور" الإسباني، كما أرسل تسديدة أرضية زاحفة غالطت الحارس ديفيد دي خيا، قبل أن يحرز هدفاً رائعاً من ركلة حرة مباشرة، قبل لحظات من صافرة النهاية، موقعاً على "الهاتريك".
 
ومنح رونالدو، الذي توج مع نادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة توالياً، نقطة ثمينة لمنتخب بلاده، في مستهل مشواره في مونديال روسيا، ما أكسب رجال المدرب فرناندو سانتوس جرعة معنوية كبيرة للذهاب بعيداً في "المحفل الكروي الكبير".
 
ويعول البرتغاليون على "CR7"، الذي تساوى مع المجري بوشكاش في المرتبة الثانية على قائمة الهدافين التاريخيين للمنتخبات (84 هدفاً) خلف الإيراني علي دائي، من أجل الحصول على لقب آخر كبير، بعد الفوز بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016)، للمرة الأولى في تاريخ "برازيل أوروبا"؛ إثر الفوز المثير على فرنسا (البلد المنظم)، بهدف نظيف جاء في الأشواط الإضافية بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
 
وبالنظر إلى المجموعة الثانية، يبدو منتخبا إسبانيا والبرتغال "الأوفر حظاً" لانتزاع بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، على الرغم من الأداء الرفيع الذي قدمه المغاربة أمام إيران رغم الخسارة القاتلة التي تعرضوا لها في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
 
ضغوط إضافية على ميسي
 
ومن شأن تألق رونالدو محلياً ومن ثم عالمياً، أن يضع ضغوطات إضافية على غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي لا يزال يُطارد لقبه الأول الكبير مع "راقصي التانغو".
 
وكان الحظ قد أدار ظهره لـ "البرغوث" الأرجنتيني في السنوات الأخيرة؛ بعدما قاد منتخب بلاده إلى ثلاثة نهائيات متتالية، حيث سقط "التانغو" أمام ألمانيا في نهائي مونديال البرازيل 2014، قبل أن تبتسم ركلات الترجيح لتشيلي في نهائيي كوبا أميركا، نسختي 2015 و2016.
 
ويدرك ميسي أن النسخة الحالية من كأس العالم، تعد "منطقياً" الأخيرة من أجل اقتناص اللقب العالمي، حيث سيبلغ عامه الـ35 في مونديال قطر 2022، لكن النقاد والخبراء لم يضعوا "راقصي التانغو" في خانة المنتخبات المرشحة للقب، على غرار ألمانيا وإسبانيا والبرازيل.
 
لكن في الوقت ذاته لا يُمكن استبعاد الأرجنتين من المنافسة لكونها تمتلك لاعباً "استثنائياً" يستطيع على صنع الفارق وتقديم الإضافة الفنية، خلال لحظات، فوق "المستطيل الأخضر".
 
وفي حال قدم رونالدو مستوى كبيراً مع "برازيل أوروبا"، وفشل ميسي في قيادة الأرجنتين إلى الأدوار المونديالية المتقدمة خاصة مع صعوبة منتخبات المجموعات الرابعة، التي عرفت جولتها الأولى تعثراً مفاجئاً لـ "راقصي التانغو" أمام آيسلندا في اللقاء، سيجد "البرغوث" نفسه مجبراً على التصفيق لـ "CR7"، الذي يسير بخطى ثابتة نحو الفوز بالكرة الذهبية للمرة الثالثة توالياً والسادسة في تاريخه، لينفرد في سباق أكثر المتوجين بالجائزة الفردية الرفيعة متخطياً رقم غريمه الأرجنتيني.