سيشكل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو رأس حربة الحرس القديم لفريق يوفنتوس الإيطالي الذي سيحاول إنجاز المهمة أمام شباب أياكس أمستردام الهولندي لدى استضافة الأخير الثلاثاء على ملعبه "أليانز ستاديوم" في تورينو في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويريد كل من الفريقين كسر اليأس الذي أصابه في السنوات الأخيرة المأسوية على الصعيد الأوروبي وتحديدا في المسابقة الأولى التي تقتصر مشاركتهما عليها كون الاول يهيمن على اللقب في الدوري الإيطالي، بينما يتبادل أياكس حامل الرقم القياسي (33 لقبا) التتويج مع ايندهوفن الثاني (24 لقبا).
وكان فريق السيدة العجوز قريبا من الحسم محليا نهاية الأسبوع الماضي في المرحلة الثانية والثلاثين وتحقيق انجاز غير مسبوق قبل ست مراحل من نهاية البطولة، إلا أنه تأجل مرتين بخسارة فريقه الرديف السبت أمام مضيفه سبال 1-2، ثم بفوز ملاحقه ووصيفه نابولي على مضيفه كييفو 3-1 الأحد حيث كان يكفيه التعادل في أي من المباراتين.
بدوره، يحتل أياكس المركز الثاني في الدوري الهولندي (71 نقطة) بفارق ثلاث نقاط خلف غريمه أيندهوفن الذي لعب مباراة أكثر، وهو يتفوق عليه في المواسم الثمانية الأخيرة باعتلاء المنصة أربع مرات مقابل ثلاث (أحرز فيينورد روتردام اللقب في 2017)، لكن تتويجه الأخير يعود الى عام 2014.
-"عاجلا أم آجلا"-
وكانت مباراة الذهاب على ملعب يوهان كرويف أرينا في أمستردام الأربعاء الماضي انتهت بتعادل الفريقين 1-1، إذ منح رونالدو التقدم ليوفنتوس في نهاية الشوط الأول، وادرك البرازيلي دافيد نيريس في الدقيقة الأولى من الثاني التعادل لشباب أياكس الذين لفتوا الأنظار بعدما واصلوا انطلاقتهم القوية والتي تمثلت بتجريد ريال مدريد الإسباني بطل النسخ الثلاث الأخيرة، من اللقب في ثمن النهائي (الذهاب 1-2 في أمستردام، والإياب 4-1 في مدريد).
ويملك يوفنتوس افضلية التسجيل خارج أرضه بفضل الهدف 125 لرونالدو، الهداف التاريخي المسابقة، لكن تعادلهما في الذهاب يعكس صعوبة المهمة ويعيد الى الأذهان نتيجتي النهائي بينهما في نسختي 1973 عندما فاز أياكس 1-صفر على ملعب النجم الأحمر في بلغراد، و1996 عندما فاز يوفنتوس بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما 1-1 على الملعب الأولمبي في روما.
ويبدو مدرب يوفنتوس ماسيميليانو أليغري مطمئنا الى اللقب المحلي ومصمما على احراز اللقب الأوروبي الغائب عنه منذ 23 عاما ورفع عدد ألقابه في المسابقة الى ثلاثة بعد أن توج لأول مرة عام 1985 على حساب ليفربول الإنكليزي (1-صفر).
وأراح اليغري معظم عناصره الأساسية ضد سبال تحسبا لحسم لقاء العودة مع أياكس مثل رونالدو، المدافع ليوناردو بونوتشي، الفرنسي بليز ماتويدي، البرازيلي أليكس ساندرو، الكروتي ماريو ماندزوكيتش والبوسني ميراليم بيانيتش.
وقال بعد الخسارة الثانية هذا الموسم في البطولة المحلية "السكوديتو (اللقب المحلي) سيأتي عاجلا أم آجلا. لو كنا وضعنا كل ثقلنا في المباراة لحسمنا النتيجة بسهولة، لكن ثمة هدفا أسمى ينتظرنا الثلاثاء" في مواجهة أياكس.
-دور حاسم-
ويتابع الشاب مويز كين (19 عاما) تألقه، وسجل في المباراة ضد سبال هدفه السادس في ست مباريات، لكن يوفنتوس سيحرم على الأرجح من قائده جورجو كييليني (34 عاما) الذي يتعافى من إصابة في ربلة الساق، وسيحل محله دانييلي روغاني.
ويبقى رونالدو (34 عاما) السلاح الأمضى بالنسبة لفريق "السيدة العجوز" الذي اشتراه من ريال مدريد مقابل نحو 100 مليون يورو مع راتب سنوي يصل الى 31 مليونا بهدف المساهمة في احراز الكأس الطويلة الأذنين بعد أن حل وصيفا للبطل سبع مرات (رقم قياسي) آخرها عامي 2015 (خسر أمام برشلونة الإسباني 1-3) و2017 (خسر أمام ريال 1-4).
ولعب رونالدو الحاصل على جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم خمس مرات، دورا أساسيا وحاسما في كل من الألقاب الخمسة التي توج بها (أربعة مع ريال، وواحد مع مانشستر يونايتد الإنكليزي عام 2008)، لاسيما ركلة الجزاء في الدقيقة 90+7 التي فاز فيها الفريق الأسباني على يوفنتوس بالذات في ربع نهائي الموسم الماضي.
وسجل رونالدو خمسة أهداف في المسابقة هذا الموسم أولها في مرمى فريقه الأسبق يونايتد، ثم ثلاثية في مرمى أتلتيكو مدريد الإسباني في اياب ثمن النهائي ليتخطى الخسارة ذهابا صفر-2، وآخرها في مرمى أياكس.
-شكوك حول دي يونغ-
وعلى الطرف الآخر، يسعى أياكس الذي أحرز لقبه الثالث تواليا عام 1973&على حساب يوفنتوس قبل أن يتوج بالرابع الأخير عام 1995 بفوزه على ميلان الإيطالي (1-صفر)، للعودة بقوة في هذه المسابقة بفريق شاب، برغم أن التأثير المالي لزعماء البطولة الهولندية هو أقل بكثير من المتاح لدى يوفنتوس.
وأنفق الفريق الذي يحمل شارة القائد فيه المدافع ماتييس دي ليخت (19 عاما)، 45 مليون يورو في سوق الانتقالات من اجل تدعيم صفوفه وتعزيز آماله في دوري الأبطال.
وجاء الدوليان الهولندي دالي بليند من مانشستر يونايتد، والصربي دوشان تاديتش من ساوثمبتون الإنكليزي لقيادة فريق يبلغ متوسط أعماره 24 عاما.
ويبلغ متوسط اعمار القوة الضاربة في الفريق والمتمثلة بتاديتش، نيريس والمغربي حكيم زياش، 22 عاما، وقد كانت فعالة جدا هذا الموسم.
أما المخضرم كلاس-يان هونتيلار البالغ 35 عاما فقد نجح في تسجيل ثلاثية خلال فوز أياكس على اكسلسيور 6-2 في الدوري المحلي نهاية الأسبوع الفائت.
لكن الشكوك تحوم حول مشاركة لاعب الوسط النشيط فرانكي دي يونغ الذي سيلتحق في الصيف ببرشلونة، بسبب اصابته بتشنج في عضلات الفخذ.
ولفت نيريس الأنظار بتسجيله سبعة أهداف في ثماني مباريات، لكن دي يونغ يبقى استثنائيا في خط الوسط.
وسيحاول يوفنتوس التأهل الى نصف النهائي للمرة الثالثة في آخر خمسة مواسم، وأياكس للمرة الأولى منذ 1997، وصاحب الحظ السعيد منهما سيقابل الفائز من المواجهة الإنكليزية الخالصة بين توتنهام هوتسبر ومانشستر سيتي اللذين يلتقيان في الإياب الأربعاء على ملعب الاخير "استاد الاتحاد" بعد أن فاز الأول ذهابا على ملعبه الجديد 1-صفر.
التعليقات