أثار صعود لايبزيغ الى البوندسليغا غضب "التقليديين"، وبعد ثلاث سنوات بات يملك الفريق الذي أنشأته شركة ريد بول لمشروبات الطاقة، فرصة كتابة التاريخ إذا فاز بكأس ألمانيا وتوج بلقبه الأول السبت على حساب العملاق البافاري بايرن ميونيخ على الملعب الأولمبي في برلين.

فمند عام 2009 وتأسيس النادي على أنقاض فريق صغير من الدرجة الخامسة، لم يبخل الملياردير النمسوي دايتريش ماتيشيتس، منشىء العلامة التجارية لشركة مشروبات الطاقة، في وسائل دعم النادي: أصبح لايبزيغ الدرة في إمبراطورية لكرة القدم تضم عدة أندية، منها سالزبورغ بطل النمسا في المواسم الستة الأخيرة.

وصعد لايبزيغ أربع درجات في سبعة مواسم، وحل وصيفا لبايرن في موسمه الأول في البوندسليغا (2016-2017)، ونجح في التأهل الأوروبي في كل من مواسمه الثلاث الأخيرة.

وساهمت أموال ريد بول في انشاء لايبزيغ مركز تأهيل يشار اليه بالبنان في ألمانيا.

وباستثناء الأنصار المتشددين "ألتراس" لبعض الأندية مثل بوروسيا دورتموند وبوروسيا مونشنغلادباخ الذين لا يزالوا مستمرين بنشر يافطات معادية للايبزيغ في كل مبارة، تقبل الجمهور الكبير الوافدين الجدد، وتعلم خصومهم أن يحترموهم.

- القوة الثالثة -

وصرح رئيس نادي بوروسيا دورتموند الذي ضمن لقب الوصيف بعد صراع دون هوادة مع بايرن ميونيخ حتى المرحلة الأخيرة، هانز يواكيم فاتسكه "لا أحب نموذجهم الإقتصادي"، لكنه اعترف بأنهم أصبحوا "القوة الثالثة في كرة القدم الألمانية، وعلينا أن نحذر جانبهم بشدة في السنوات القادمة".

وفي بايرن ميونيخ، لم ينتظر رئيسه أولي هونيس المباراة النهائية للكأس السبت من أجل التعبير عن قلقه من الصعود الصاروخي للايبزيغ.

وصرح هونيس في&2016، عندما تصدر الوافد الجديد ترتيب البطولة في الخريف، "لدينا الآن، إضافة الى دورتموند، عدو ثان".

حتى المدافع الأيمن لبايرن يوشوا كيميتش الذي نشأ في لايبزيغ، يبدو أنه فوجىء بسرعة تطور ناديه السابق، وعكس ذلك في تصريحه حين قال "أن يصعدوا الى البوندسليغا، وأن يلعبوا فيها دورا مهما، فهذا ما أتوقعه، أما أن يصبحوا بهذه السرعة الفائقة ناديا من أندية القمة، فهذا مفاجأة بالنسبة للجميع".

وأنهى لايبزيغ الموسم الحالي في المركز الثالث، وانتهت مباراته الأخيرة مع بايرن بالتعادل السلبي في 11 أيار/مايو.&

- فريق متعطش-

ومن أجل الموسم المقبل، وحملة لايبزيغ الجديدة في دوري الأبطال الأوروبية، ضم النادي المدرب الشاب والنجم يوليان ناغلسمان الذي بدأ مسيرته التدريبية في سن الثامنة والعشرين مع هوفنهايم.

والطموح المعلن منذ سنوات لم يتبدل: وهو أن يصبح الفريق بعد مرور بعض الوقت المنافس الأول لبايرن محليا وقوة مؤثرة على الساحة الأوروبية.

وقال المدرب الجديد للفريق "بخصوص الأجور والانتقالات، لا يستطيع لايبزيغ أن ينافس بايرن، إنهم من كوكب آخر، لكن مع فريق متعطش، بإمكاننا أن ننافسهم على الألقاب".

وقد يخسر لايبزيغ في الانتقالات الصيفية هدافه المهاجم الدولي تيمو فيرنر الذي لم يخف رغبته بالانضمام... إلى بايرن.

والأمر سيان بالنسبة الى مهاجم بايرن ميونيخ سيرج غنابري الذي تدرب مع هوفنهايم موسما واحدا تحت إشراف ناغلسمان (2017-2018) وقال في هذا الصدد "ناغلسمان يسحب لاعبيه الى الأعلى، وأعتقد بأنهم سينضجون وسيصبحون قوة كبيرة في السنوات القادمة.