تسعى نجمة الوثب العالي الروسية ماريا لاسيتسكيني خلال النسخة الـ17 من مونديال ألعاب القوى، الى التحليق عاليا في سماء الدوحة، على أمل احراز لقبها العالمي الثالث تواليا بعيدا عن هاجس المنشطات الذي لطخ سمعة اللعبة في بلادها وأدى الى ضياع حلمها بالمشاركة في أولمبياد 2016.

وطار حلم المشاركة الاولمبية بالنسبة الى لاسيتسكيني تحديدا في 21 تموز/يوليو 2016، اي قبل ايام قليلة من انطلاق الالعاب اولمبية في ريو دي جانيرو، عندما قررت محكمة التحكيم الرياضي "كاس" استبعاد الاتحاد الروسي لالعاب القوى من المشاركات في المنافسات الدولية بسبب عملية التنشط الممنهج من قبل الدول الروسية.

كانت تلك القضية تحولا كبيرا في حياة ومسيرة لاسيتسكيني بحسب ما روى مدربها غينادي غابريليان لوكالة فرانس برس بقوله "عندما علمنا بالنبأ (استبعاد الاتحاد الروسي لالعاب القوى) كنا في خضم المنافسة. بعد ذلك بـ20 دقيقة وثبت ماريا على علو مترين لانها كانت تريد ان تثبت للجميع بانها اقوى من جميع الفتيات الاخريات المشاركات في الالعاب الاولمبية".

وكشف "كنا منهارين. بصفتي كمدرب، وعدتها بان اقودها الى اعلى منصة في الالعاب الاولمبية واعتذرت منها لانني لم استطع حمايتها. لكن احدا لم يعتذر الينا انا وماريا ولن اسامح اطلاقا المسؤولين".&

والجهة المسؤولة التي يتحدث عنها المدرب هي الاتحاد الروسي لالعاب القوى الغارق في عملية تنشط ممنهج مدعوم من الدولة الروسية، في حين تتدرب لاسيتسكيني ضمن برنامج خاص خارج اطار الدولة وخضعت للعديد من فحوص المنشطات.

ومنذ عام 2017، تم السماح للرياضية الروسية بالمشاركة في المنافسات الدولية تحت علم محايد لان الاتحاد الدولي اعتبرها بانها منزهة عن الشبهات، لكن ذلك لم يمنعها من شن هجوم لاذع على الاتحاد الروسي لالعاب القوى والمسؤولين فيه.

وقالت لاسيتسكيني قبل أيام في صفحتها على انستاغرام "لست راغبة في الغياب عن الالعاب الاولمبية للمرة الثانية على التوالي بسبب بعض الاشخاص الغريبين الذي لا يعرفون كيفية القيام بعملهم بطريقة نزيهة. امل من الاشخاص المتورطين في هذا العار الذي لا نهاية له، ان يملكوا الشجاعة لكي يرحلوا".

- "ملاك بأجنحة" -

بدأت ماريا كوتشينا (كنيتها قبل زواجها من الصحافي الليتواني فلاداس لاسيتسكاس) مسيرتها في مدينة بروخلادني الصغيرة على بعد مسافة 100 كلم من جورجيا. اكتشف موهبتها استاذ اللياقة البدنية غينادي غابريليان بعمر التاسعة.

وقال المدرب "ماشا (ماريا تحببا) كانت تملك نوعية جيدة جدا في التحرك والتنسيق وكانت تصغي وتحترم جيدا التعليمات".&

واضاف "لم يتغير شيء في شخصيتها على الرغم من النجاح الذي حققته واحلم بان يستمر هذا الامر اطول فترة ممكنة، ان تحافظ على روحها الطفولية وانا حارس هذه القيم لديها".

اما مديرة اعمالها اولغا نازروفا فتصفها بـ"الملاك" وتقول مازحة "الناس يقولون بانها تملك اجنحة في ظهرها تساعدها"، وذلك خلافا للاعتقاد السائد لدى بعض الناس بانها كثيرة التركيز ولا تضحك كثيرا خلال المسابقات.

وتوجت لاسيتسكيني بذهبية بطولة العالم في النسختين الماضيتين، &فقفزت 2.01 في بكين في طريقها الى الذهب عام 2015، و2.03 في لندن 2017.

اثبتت لاسيتسكيني بانها سيدة اختصاصها وقد يسمح لها رقمها الشخصي الذي سجلته هذا العام 2.06 م في رفع معنوياته لمواجهة التحدي المتمثل في تحطيم الرقم القياسي المسجل باسم البلغارية ستيفكا كوستادينوفا (2.09 م) منذ عام 1987، لتكون ذلك محطة على طريق مشاركتها في دورة الالعاب الاولمبية المقبلة في طوكيو تحت علم محايد ايضا حتى ولو بقي الاتحاد الروسي لالعاب القوى مستبعدا.