ليفركوزن (ألمانيا): بلغ فلوريان فيرتس الثامنة عشرة في أيار/مايو الماضي ويخطف أنظار أبرز الأندية الأوروبية، لكن ناديه باير ليفركوزن الألماني يسعى للحفاظ على لاعب وسطه اليافع والموهوب.
صنع فيرتس الخميس فوز فريقه الصعب على سلتيك الاسكتلندي 3-2 وساهم في إيصاله إلى دور الـ16 من مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".
كان صعوده صاروخياً مع ليفركوزن الذي تعاقد معه من فريق كولن تحت 17 عاماً في كانون الثاني/يناير 2020. سجّل حتى الآن سبعة أهداف و9 تمريرات حاسمة في 16 مباراة مع ليفركوزن هذا الموسم.
يقول لاعب الوسط الهجومي لوكالة فرانس برس "لقد تعلّمت الكثير، مباريات (الكبار) تختلف عن كرة القدم لدى الناشئين".
تابع "أمام أندية كبرى مثل سلتيك، عليك إثبات نفسك على مستوى مختلف. عندما تحقّق عودة مماثلة فهذا يعطيك قوة دفع يجب أن نحملها أمام لايبزيغ الأحد"، معلّقاً على تسجيل فريقه هدفين متأخرين أمام سلتيك.
ويملك ليفركوزن، رابع ترتيب الدوري والطامح للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، تاريخاً في التخلي عن نجومه للأندية الكبرى.
كان ميكايل بالاك بعمر الخامسة والعشرين عندما رحل بعقد حرّ لبايرن ميونيخ في 2002، ثم حمل شارة القائد مع منتخب ألمانيا ونادي تشلسي الإنكليزي.
إنضم كاي هافيرتس بعمر الثانية والعشرين إلى تشلسي مقابل 80 مليون يورو (90 مليون دولار) في أيلول/سبتمبر 2020، ثم سجل له هدف الفوز في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
بعد مشاهدته تألّق هافيرتس في البريميرليغ، يدرك هافيرتس أنّه على مسار نجاح مماثل "أي فتى صغير يحلم باللعب مع ناد كبير، لا أعلم ماذا سيحصل في السنوات المقبلة، كلّ ما أعرفه أنّ رأسي مركّز على ليفركوزن".
المقارنات بين اللاعبين
تكثر المقارنات بين اللاعبين، علماً بأنّ فيرتس حطّم رقم هافيرتس كأصغر لاعب يخوض مباريات الدوري عن 17 عاماً و15 يوماً في أيار/مايو 2020.
قبل أسابيع من إنجاز هافيرتس في نهائي دوري الأبطال في لندن، احتفل فيرتس بعيده الثامن عشر بتمديد عقده مع ليفركوزن حتى 2026.
قال مدير الرياضة في ليفركوزن سيمون رولفس "لديه عقد طويل الأمد، هذا جيد، لكن يجب (منحه) الأحاسيس، بأنه المكان الأفضل للتطوّر".
تابع "لدينا عدة لاعبين آخرين بمقدورهم الوصول إلى المستوى العالمي"، على غرار الفرنسي موسى ديابي البالغ 22 عاماً "ونريد الاحتفاظ بهم قدر الإمكان، كي ينموا سوياً، هنا في ليفركوزن".
يرى الرئيس التنفيذي لليفركوزن فرناندو كارّو، المولود في برشلونة، أنّ من مهامه الرئيسة منح فيرتس فرصة النجاح وإحراز الألقاب مع ليفركوزن.
قال لفرانس برس "نريد خلق الموارد وبناء فريق يحقق نجاحاً رياضياً كي يبقى فترة طويلة".
لائحة طويلة
وتشير تقارير إلى رغبة أندية تشلسي وليفربول ومانشستر يونايتد وأرسنال الإنكليزي وبايرن ميونيخ الألماني بضم فيرتس.
دُهش رولفس عند رؤيته كمية الكشافين الذين يطاردون فيرتس في مباراة سلتيك، لكنه يبقى واقعياً "لسنا خائفين من النجاح، وبحال وصول أحد لاعبينا إلى نادٍ بين الخمسة الكبار في العالم، ستكون قصة نجاح".
يملك فيرتس شخصية نافرة في غرف الملابس أيضاً. يروي زميله النمسوي في ليفركوزن يوليان باومغارتلينغر "منذ اليوم الأول بدأ بوضع لمساته. لا يهمّه آراء الآخرين. هو وقح، يتحدّث بحرية ولا يهمّه كيف يفكّر به الآخرون".
وقد يكون فيرتس من بين الأسماء المنتظرة في مونديال قطر العام المقبل.
بعد مساهمته بإيصال منتخب تحت 21 عاماً إلى اللقب الأوروبي في حزيران/يونيو، استهل مشواره مع المنتخب الأول ضد ليتشنشتاين (2-صفر) في أيلول/سبتمبر.
صنع بعدها هدفاً لتيمو فيرنر خلال الفوز على مقدونيا الشمالية (4-صفر) في تشرين الأول/أكتوبر، عندما حجزت بلاده بطاقته التأهّل إلى المونديال.
بعد تدرّبه إلى جانب لاعبين كانوا بمثابة القدوة له في طفولته، على غرار توماس مولر ومانويل نوير، يرى فيرتس أنّ اللعب مع ألمانيا "شرف كبير".
يهدف إلى الدخول في تشكيلة المدرب هانزي فليك التي ستشارك في الحدث العالمي "اللعب في كأس العالم مع ألمانيا أحد أكبر أحلامي. آمل في الحصول على فرصة المشاركة لمباريات أخرى".
التعليقات