مانشستر (المملكة المتحدة): من المرجح أن تزداد البداية الكارثية لنادي مانشستر يونايتد داخل وخارج الملعب ومتذيل ترتيب الدوري الانكليزي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 30 عاماً، سوءاً عندما يواجه ليفربول الإثنين في ختام منافسات المرحلة الثالثة.
وتكتسب القمة التي تجمع بين هذين الناديين أهمية أكبر هذا الموسم بعد البداية المتواضعة "للريدز" من جهة و"الشياطين الحمر" من جهة ثانية حيث ستكون الأعين شاخصة على ملعب "أولد ترافورد" الذي سيكون مسرح الأحلام بين جريحين.
اصطدمت أحلام ليفربول باستعادة لقب البريميرليغ بتعادلين مخيبين أمام فولهام 2-2 وكريستال بالاس 1-1 في المرحلتين الماضيتين، ما جعل رجال المدرب الألماني يورغن كلوب يتأخرون بفارق 4 نقاط عن مانشستر سيتي حامل اللقب المتصدر بالعلامة الكاملة.
غير أن أزمة ليفربول الذي اضطر للتعامل مع واقع الاصابات التي لحقت بصفوفه في بداية الموسم الحالي وخسارة جهود وافده الجديد المهاجم الأوروغوياني داروين نونييس لثلاث مباريات جراء حصوله على بطاقة حمراء في بداياته على أرض فريقه أمام بالاس لنطحه مدافع الأخير الدنماركي يواكيم اندرسن، لا تُقارن بما يمر به منافسه يونايتد.
دوّن الهولندي إريك تن هاغ المدرب الجديد "للشياطين الحمر" اسمه في السجلات كأسوأ بداية لمدرب في تاريخ النادي على مر 100 عام بعد الخسارة القاسية أمام برنتفورد برباعية نظيفة، كان سبقها هزيمة أولى في "أولد ترافورد" أمام برايتون 1-2.
أجواء مشحونة
وتقام القمة المنتظرة في أجواء مشحونة، حيث من المتوقع أن تنظم جماهير يونايتد احتجاجات على نطاق واسع قبيل انطلاق المباراة تعبيراً عن اعتراضها على سياسة عائلة غلايزر الأميركية مالكة النادي منذ عام 2005.
نددت الجماهير بما يحصل مطلقة شعارات مناهضة للمالكين أبرزها "سمكة تتعفن من الرأس" في ظل تصاعد الضغوطات للنظر في بيع النادي، في اسبوع مازح خلاله الملياردير إيلون ماسك عالم الكرة المستديرة برغبته في شراء النادي، وأبداء أغنى رجل في بريطانيا جيم راتكليف اهتمامه بـ "الشياطين الحمر" في حال تم عرض النادي الإنكليزي للبيع.
داخل المستطيل الأخضر، وجد تن هاغ (52 عاماً) القادم من أياكس الهولندي هذا الموسم نفسه مضطراً، في ظل غياب سياسة تعاقدات واستراتيجية انتقالية منسقة، نفسه مضطرا للتعامل مع التشكيلة ذاتها التي كانت عانت من خسارتين مذلتين 5-صفر و4-صفر على يد ليفربول في الموسم الماضي.
كما تحوم الشكوك حول صوابية قرار تن هاغ الذي ضغط للتعاقد مع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيس الذي أشرف عليه سابقاً في أياكس حيث أن قلب الدفاع تأخر للتأقلم مع قساوة البريميرليغ، في حين كُتب الكثير عن قصر قامته (1.75 م) وفشله في حسم الصراعات الهوائية في المباراتين الاوليين.
أخرج تن هاغ الوافد الجديد عند الاستراحة أمام برنتفورد بعد شوط أول كارثي تأخر خلاله يونايتد بأربعة أهداف، في حين أقرّ بعد المباراة ان كان بامكانه استبدال جميع لاعبيه الاساسيين لو تسمح له القوانين بذلك.
وبعدما اجتاز لاعبو برنتفورد اجمالي 13.8 كيلومتراً في مباراتهم أمام يونايتد، نقلت تقارير صحافية أن تن هاغ عمد إلى الغاء يوم عطلة مخصص لراحة اللاعبين من اجل فرض عليهم ركض هذه المسافة غداة هزيمتهم.
ولكن على أرض الملعب، يأمل المدرب الهولندي في الحصول على أجوبة سريعة وحلّ عقدة غرور نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، ليحصد النقاط الثلاث أمام فريق جريح بدوره في جعبته نقطتين فقط من تعادلين ويحتل المركز الثاني عشر.
نيوكاسل اختبار جديد لسيتي
في المقلب الآخر، يسير مالكو نيوكاسل الجدد صندوق الاستثمار السعودي على خطا مالكي مانشستر سيتي (مجموعة ابو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار المملوكة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان) الذي بات النادي المهيمن على الكرة الانكليزية في السنوات الأخيرة.
غير أنّ نيوكاسل لم يقدم على صفقات خيالية أو جنونية في سوق الانتقالات الصيفية في عهد المالكين الجديد اذ اكتفى بقدوم الحارس نيك بوب والمدافع الهولندي سفين بوتمان إلى ملعب "سانت جيمس بارك".
اعتبرت النتائج في بداية الموسم الحالي مشجعة لنيوكاسل صاحب المركز الخامس برصيد 4 نقاط، غير أن زيارة بطل انكلترا الأحد ستمنح جماهير النادي مؤشراً مبكراً عن مدى جدية "ماغبايس" للدخول ضمن الصراع على المراكز الاربعة الاولى المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
رودجرز من دون مال
من ناحيته، ما زال ليستر سيتي النادي الوحيد في الدوري الذي لم ينفق المال خلال نافذة الانتقالات الصيفية، في حين لا يتوقع مدربه الإيرلندي برندن رودجرز أن يتغيّر ذلك بسبب الوضع المالي للنادي.
قال مدرب ليفربول السابق الخميس "أمضيت عطلتي الصيفية في إقناع اللاعبين بالحضور ولكن عندما أعود فإن حقيقة الوضع موجودة ولا يمكننا مواكبة ذلك".
وتابع "أنا لا أدير الشؤون المالية للنادي. أنا أدير قسم كرة القدم وإذا قالوا إنه لا يمكننا التعاقد مع لاعب، فأنا أثق يما يقوله النادي".
وتفاقمت أزمة ليستر اذ إلى جانب عدم القدرة على التعاقد مع لاعبين جدد، غادر أروقة النادي عدة لاعبين على غرار الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل الذي حرس عرين الفريق لسنوات طويلة وقرر الرحيل إلى نيس الفرنسي مطلع الشهر الحالي، ولا يزال بإمكان المزيد من اللاعبين الأساسيين المغادرة مع المدافع الفرنسي ويسلي فوفانا تحت مجهر تشلسي في حين رفض ليستر العديد من العروض للتخلي عن مهاجمه جيمس ماديسون.
حصد ليستر نقطة يتيمة من مباراتين، لذا يحتاج إلى الفوز والنقاط الثلاث عندما يستقبل ساوثمبتون السبت لرفع معنويات جماهير ملعب "كينغ باور" قبل سلسلة من خمس مباريات صعبة تشمل رحلتين إلى تشلسي وتوتنهام.
التعليقات