الرياض: تتوقع أكاديميات تدريب كرة القدم في السعودية ارتفاعا في تسجيل اللاعبين الجدد لديها خلال فترة كأس العالم في الجارة قطر، آملة أن يؤدي ذلك لزيادة الاستثمار في مرافق التدريب مما يخفف من الضغوط عليها.

ويُعرف عن السعوديين ولعهم بكرة القدم، لكن الاهتمام الحقيقي باللعب وليس مجرد المشاهدة، تضاعف كثيرا مؤخرا مع دفع حكومي للترويج لممارسة الرياضة ضمن أجندة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الإصلاحية المعروفة باسم "رؤية 2030".

وحتى قبل وصول حمى كأس العالم للمنطقة، كانت أكاديميات كرة القدم المحلية تسعى لاستيعاب الصغار المتحمسين للعب لأول مرة.

حصة تدريبية

ومن الحالمين بمحاكاة تجربة الأرجنتيني ميسي أو البرازيلي نيمار، عبد الرحمن الغامدي البالغ 11 عاما، الذي ارتدى حذاءه الرياضي لأول مرة منذ عامين، بتشجيع من عمه الذي لعب سابقا لنادي النصر السعودي المرموق.

وخلال حصة تدريبية، قال الغامدي لوكالة فرانس برس "دخلت إلى الملعب يوما وبدأت اعشق اللعبة".

لكنه أعرب عن مخاوفه أن يسبقه أقرانه في دول أخرى تتمتع بمرافق تدريب أفضل.

وقال الطفل "لا اعتقد أنني سأكون لاعب كرة على أعلى مستوى لأنهم في بريطانيا لديهم أفضلية ... وهناك أشخاص محترفون".

وتابع بإحباط أنّ "هناك لاعبين صغارا أفضل مني".

وقال كريم زيان من الاكاديمية الفرنسية لكرة القدم في المملكة إنّ رفع مستوى ملاعب التدريب يجب أن يكون أولوية قصوى للسعودية الراغبة في تطوير فرقها الشابة وتأمل أن تستضيف كأس العالم للعام 2030.

وقال الشاب "إذا كنت تسألني +هل السعودية دولة مولعة بكرة القدم؟+ سأخبرك بالتأكيد نعم على كافة المستويات. أنهم يحبون اللعب، يحبون المشاهدة، يحبون التشجيع".

وأضاف "هذا الشغف ليس مختلفا عن أي مكان آخر. الفارق الوحيد هو هل يمكنهم الوصول إليه أم لا".

افتتحت الأكاديمية الفرنسية أول مرافقها في كانون الثاني/يناير الماضي، ومذاك أضافت خمسة فروع في جدة (غرب) والدمام (شرق)، انضم إليها 500 لاعب إجمالا.

خارج الخطوط

وخلال جلسة تدريبية مسائية في الرياض الاسبوع الماضي أجرى أكثر من 20 مراهقًا تدريبات وسددوا الكرة على إطار مرمى مصغّر قبل خوض مباراة قصيرة، تحت أنظار آبائهم الذين وقفوا يشجعونهم من خارج الخطوط.

والملعب الكائن في مجمع سكني هو أمر نادر في العاصمة الرياض كونه من العشب الطبيعي وكبيرا بما يكفي لاستضافة مباراة من 11 لاعبا، خلاف معظم الملاعب الأخرى الأصغر حجما واصطناعية العشب.

وقال زيان "يجب أن تأخذ في الاعتبار أنه بالتأكيد لن يكون كأمثاله في أوروبا أو فرنسا. لذلك عليك أن تنسى ما تعرفه وعليك أن تتكيف مع ما هو أمامك".

وبالنسبة للاعب الكرة الفرنسي المحترف سابقا ويلفريد لويزي-دانيال فمستوى الحماسة حيال اللعبة رائع.

لكنّ المدرب الحالي في السعودية قال إنّ "هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى التطوير".

وأشار على وجه الخصوص إلى ضرورة استحداث فرق أكثر للشباب كي يتسنى للاعبين التنافس على مقربة من ديارهم عوضا عن السفر لمئات الكيلومترات من أجل خوض مباراة.

وأوضح المدرب الفرنسي أنّ الطلب سيرتفع خلال وبعد كأس العالم خصوصا إذا ذهب المنتخب السعودي الملقب بــ"الصقور الخضر" بعيدا في البطولة.

وأضاف "إذا كانت لدينا حملة جيدة، بالإضافة إلى حقيقة أنها كأس العالم الأولى في الشرق الأوسط، فمن المؤكد أن ذلك سيجلب الكثير من الحماسة".

ورغم هذه التحديات، أكّد لاعبون سعوديون لفرانس برس أنهم مصممون على بلوغ النجومية في كرة القدم، مدركين أن لاعبين عالميين كثرا زحفوا من خلفيات صعبة إلى مستويات النخبة.

وقال نواف آل جاسر (11 عاما) إنّ "معظم لاعبي كرة القدم في العالم تعين عليهم التدّرب مثلي، تعين عليهم التدريب بقوة حقا، وبعض اللاعبين تدربوا بقوة أكبر".

وتابع بعزيمة "أريد حقا التدرب أكثر كي أكون مثلهم".

فرصة خوض كأس العالم

وإذا سارت الأمور في شكل جيد للفتى اليافع، يمكن لنواف أنّ ينال فرصة خوض كأس العالم على أرض بلاده.

ففي أيلول/سبتمبر الفائت، أفاد مسؤول بأنّ مصر واليونان والسعودية دخلت في مباحثات للتقدم بطلب مشترك لتنظيم كأس العالم في 2030.

وحتى إذا لم يحدث ذلك، يرغب نواف في وضع الكرة السعودية على الخارطة العالمية.

وقال "في معظم الأندية الجيدة حقا في أوروبا، ليس هناك لاعبون سعوديون وآمل أنّ أغيّر ذلك عبر المعسكرات والأكاديميات السعودية".

وتابع "حتى يمكن أن نظهر معدن السعوديين ونغيّر عالم الكرة".