إيلاف من القاهرة: في مشهد بات معتاداً في السنوات الأخيرة، ضرب لاعب منتخب مصر السابق والمحلل الرياضي الحالي بقنوات "بي إن القطرية" محمد أبو تريكة "فكرة الوطن" في مقتل، وغرد ممتدحاً حركة حماس في يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وتجاهل الجيش المصري في ذكرى 6 أكتوبر، الأمر الذي أثار موجات من الغضب في مصر، والتي يشتهر شعبها بعشقه لفكرة "الوطن"، واحترامه الكبير للجيش على وجه التحديد، وذلك على الرغم من الخلافات القوية بين التيارات السياسية.

أبو تريكة غرد عبر حسابه بمنصة إكس X والتي يتابعه عبرها 5 ملايين متابع وكتب :"7 أكتوبر .. عام على أهم حدث في التاريخ الحديث، يوم أن أذاق ثلة من رجال هذه الأمة الاحتلال الصهيوني الويل الذي يستحقه نتيجة لعربدته وإجرامه المستمر طوال أكثر من 70 عاماً.. سيهزم الجميع ويولون الدبر".

وأثارت هذه التغريدة غضباً لا مثيل له، فقد بحث المتابعون عن تغريدة تتعلق بانتصار جيش مصر على اسرائيل في معركة 6 تشرين الأول (أكتوبر)، ولكنهم لم يجدوا شيئاً يخص هذا اليوم، فقد اهتم أبو تريكة فقط بيوم 7 أكتوبر ممتدحاً حماس، واصفاً اليوم بأنه الأعظم في التاريخ الحديث، ولم يذكر 6 أكتوبر أو جيش مصر بأي صورة.

وانهالت الانتقادات، بل الشتائم التي بلغت حداً غير مسبوق على أبو تريكة الذي يتمع بشعبية كبيرة في الشارع المصري والعربي، وسط اتهامات له بأنه لا يمثل مصر أبداً، لأنه يتجاهل ذكرى تاريخية مهمة في ذاكرة الوطن، وهي انتصار 6 أكتوبر 1973، وفي المقابل يتغزل في جماعة مسلحة.

وكتبت إيمان السعيد :"أتعجب منك.. انسان ناكر الجميل لبلده انسان مفيهوش خير لبلده ممكن يكون فيه خير لغيرها ‏اما احتفالك بيوم 7 اكتوبر كونه انتصار ماهي الانتصارات التي اتت وكم عدد الضحايا وكم عدد المشردين ومقابلهم كم عدد ضحايا ومشردين الكيان؟ إلا تخجل من نفسك حقيقي انت مش خجلان من وضعك المزري ده يخربيت النفاق وطبعا مثلك مثل اسيادك أعلنت حسن نصر الله شهيد"

وغرد آخر :"هنأ بلدك واحتفل بيوم 6 اكتوبر محد نفعك إلا بلدك محد خلاك أبوتريكة إلا مصر عيب تنكر هالشي وتحتفل بيوم سلمت فيه حماس غزة للعدو المحتل. إلا تستحي"

وثالث :"انا من الناس الي بتحبك جدا لكن معداش عليك يوم 6 اكتوبر ؟؟ مصر هي الدولة الوحيدة اللي حاربت الكيان وعملت ملحمة تدرس في العالم كله إلى الان".

وفي رد فعل آخر :"طبعا لازم تكتب عن7 اكتوبر لكن انتصار بلدك وانجاز 6 اكتوبر مفيش ‏برافو فعلا".

وبالطبع هناك من انبرى للدفاع عن أبو تريكة بقوة، واندلعت معركة عبر السوشيال ميديا، فقد تسببت تغريدته التي امتدح فيها حماس وتجاهله لمصر، وكذلك امتداحه للجماعة التي تتحمل مسؤولية تدمير غزة، ومقتل الآلاف في غضب كبير.

ما فعله النجم الكروي الشهير الذي يتمتع بشعبية كبيرة في الشارعين المصري والعربي، وخاصة بين أنصار تيار الإسلام السياسي، يثير سؤالاً يبحث عن اجابة، هل يتعمد ذلك لقتل فكرة الوطن؟ أم أنه يتصرف دون وعي اعتماداً على وجود ظهير قوي يدافع عنه عبر منصات التواصل الإجتماعي في جميع الحالات؟