باريس : يسعى باريس سان جرمان، بطل الموسم الماضي، الى استعادة توازنه عندما يحل ضيفا على أوكسير الثامن والعائد حديثا الى النخبة الجمعة في المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الفرنسي لكرة القدم.

وتكتسي المباراة أهمية كبيرة للنادي الباريسي قبل رحلته الى النمسا لمواجهته شبه المصيرية لسالزبورغ النمسوي في الجولة السادسة من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

ويجد المدرب الإسباني لباريس سان جرمان لويس إنريكي نفسه في قلب توترات في غرفة الملابس قبل رحلة فريقه لمواجهة مضيفه أوكسير، مع الحفاظ على ثقة إدارة النادي.

اكتسب المدير الفني الإسباني (54 عامًا) المزيد والمزيد من الثقة على مدار الأشهر في العاصمة، لكن النتائج السيئة الأخيرة في دوري أبطال أوروبا (ثلاث هزائم، تعادل واحد، انتصار واحد) وفي الدوري الفرنسي (التعادل أمام ضيفه نانت على ملعب بارك دي برانس) تسبب في توترات مع العديد من الركائز الأساسية للنادي.

قضية عثمان ديمبيلي هي الأبرز. تمت معاقبة المهاجم الدولي في بداية تشرين الأول/أكتوبر من قبل إنريكي بسبب تأخره عن التدريبات و"عدم الالتزام"، كما تعرض لانتقادات بعد طرده أمام بايرن ميونيخ (0 1) في المسابقة القارية العريقة، مما أدى إلى مزيد من تدهور العلاقة بين الرجلين.

لم يتحدث النادي أو مقربون من بطل العالم 2018 عن الموضوع على الفور لدى اتصال وكالة فرانس برس بهم.

وأجاب المدرب الخميس في مؤتمر صحافي، ردا على سؤال لمرات عدة حول موضوع التوترات داخل غرفة الملابس "لن أضيع طاقتي على ما يقال في الصحافة، بالكاد تسمعني أقول أشياء سيئة عن لاعب علنا".

وأوضح المصدر أن إنريكي "لا يزال حازما في غرفة الملابس، وغير مرن في مبادئه في أسلوب اللعب القائمة على الاستحواذ، وهو ما يمكن أن يساهم في إجهاد العديد من اللاعبين في الفريق (ولكن ليس الجميع)".

وأضاف أنريكي "غرفة الملابس رائعة. إنها استثنائية، هناك جودة بشرية ومهنية. لن أرد على الشائعات والأكاذيب. الفريق رائع وليس لدي ما أضيفه. فهذه إشاعات وأكاذيب وهي كاذبة".

وحتى داخل جهازه الفني، فإن مدرب منتخب إسبانيا السابق مرهق في بعض الأحيان، بل من الصعب متابعته من قبل زملائه، مما دفع أحد نوابه، أيتور أونسويه، إلى الرحيل قبل أسابيع عدة.

وتابع المدرب "ليس لدي أي نية لتقييم عملي أو تحديده أو تبريره. أنا هو الشخص ذاته منذ 30 عاماً، أحاول أن أكون صادقاً في عملي".

شكوك حول المستقبل؟

وشدد المصدر على أنه في هذا السياق المتوتر "يتعين على مدرب برشلونة السابق تقديم ضمانات للنتائج"، مضيفا أنه يمكن أن يصبح مستقبله موضع شك إذا لم يفز باريس بمباراتين من أصل الثلاث المتبقية له في دوري أبطال أوروبا وفشله في التواجد بين المراكز 9 و24 المؤهلة الى الدور الفاصل.

ومع ذلك، فإن الإدارة متحدة حاليًا حول مدربها الذي لم يتم إضفاء الطابع الرسمي على تمديد عقده حتى عام 2027.

وقال مصدر مقرب من الرئيس القطري لباريس سان جرمان ناصر الخليفي لوكالة فرانس برس، إنه "لا يوجد توتر" بين المدرب وإدارة النادي، وهو ما أكده مصدر آخر مقرب من الأخير، رغم أن آخر اعترف بوجود "اضطرابات".

وكرر الخليفي لصحيفة "ليكيب" الأربعاء "لدينا استراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى وأنا أثق تمامًا في المدرب واللاعبين وفريقنا بأكمله. مشروعنا له أسس قوية وسنستمر في بنائه".

من جهة أخرى، فإن مستقبل المستشار الكروي البرتغالي لويس كامبوس الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم ولم يتم تمديده بعد، معلق أيضا بالمستقبل الأوروبي لباريس سان جرمان، حسبما أوضح مصدر مقرب من النادي، مناقضا التصريحات الرسمية للرئيس الخليفي.

حتى الآن قريبان ويعملان معا خاصة في فترة الانتقالات، يمكن للرجلين الافتراق وتصبح علاقتهما، اللينة حتى الآن، متوترة إذا تم إقصاء باريس سان جرمان قبل الأوان من المسابقة القارية العريقة، وبالتالي فإن المباراة المقبلة ضد سالزبورغ ستكون حاسمة أكثر من الفوز بلقب.

يحتل سان جرمان المركز الخامس والعشرين في دوري الابطال، وتنتظره قمتين ساخنتين عقب مواجهة سالزبورغ، الاولى امام ضيفه مانشستر سيتي الانكليزي في 22 كانون الثاني/يناير المقبل، والثانية امام مضيفه شتوتغارت الالماني في 29 منه.

قمة بنكهة أوروبية

وتفتتح المرحلة بلقاء ليل الرابع مع ضيفه بريست الحادي عشر في بروفة للفريقين قبل استضافتهما شتورم غراتس النمسوي وأيندهوفن الهولندي تواليا في المسابقة القارية العريقة.

ويأمل ليل في استعادة سكة الانتصارات واللحاق بمرسيليا وموناكو الى المركز الثاني ولو مؤقتا (26 نقطة) قبل مواجهة الاخيرين لتولوز السبت وسانت إتيان الاحد تواليا.