بدأ أمس عرض فيلم quot;طعم الليمونquot; الذي يتناول زيارة النجمة الأميركيَّة، أنجلينا جولي، إلى سوريا لرؤية اللاجئين العراقيين.


دمشق: افتتح مساء أمس في صالة سينما الكندي الفيلم التلفزيوني quot;طعم الليمونquot;، الذي نسج حكايته الفنان رافي وهبي، عن فكرة للمخرج حاتم علي، وأخرجه الفنان نضال سيجري، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني.

وعن توقيت عرض الفيلم الآن، قال المخرج سيجري: quot;الفيلم كان مقرراً عرضه فور الانتهاء من عملياته الفنية، إلا أن العمل الجراحي الذي خضعت له، وسفري إلى بيروت لتلقي العلاج، هو ما حال دون عرضه مباشرةquot;.

وقدم الفيلم للجمهور الفنان السوري باسم ياخور بالقول: quot;أحلامنا الصغيرة.. قضايانا الكبيرة.. هكذا نقدم هذه القضايا بطعم الليمون من دون مواربة، بعيدًا عن الأضواء، بطعم الليمون نستأثر نحن بالوجع وبهواجس الناس والتزاماتهمquot;.

ويروي الفيلم حكاية حب بريئة تجمع بين الطفلة الفلسطينية يافا مع الطفل السوري فارس، بعد أن يوحد بين قلبيهما ما يتقاسمانه مع الرفاق من سكاكر بطعم الليمون.

هذه الحكاية كانت مفتاحاً لقصص أخرى قدمها الفيلم على مدار 75 دقيقة، حملت الطابع الوجداني والإنساني والقومي لحكايات أناس بسطاء أبعدتهم الظروف السياسية عن أوطانهم، وجمعهم هم واحد تقاسموه تحت سقف بيت عربي في حي قديم.

ويكون بصيص الأمل في حياتهم هو خبر مجيء النجمة الأميركية انجلينا جولي وصديقها النجم الهوليودي براد بيت إلى العاصمة السورية، بقصد زيارة اللاجئين العراقيين فيتم التحضير لاستقبالها من قبل سكان البيت.

ويعتبر quot;طعم الليمونquot; التجربة الإخراجية الأولى لسيجري في الإخراج السينمائي، حيث أشار إلى أنه يخوض هذه التجربة لأول مرة بعد أن اختبره الجمهور كمخرج مسرحي، وإن توجهه إلى التلفزيون لطالما كان مرتبطاً بنص مناسب ينطوي على حالة ما في داخله، ووجد لها الوقت الكافي والشكل اللائق ليقدمها كما يجب وهذا ما توافر الآن في الفيلم التلفزيوني طعم الليمون.

وبدورها نوهت ديانا جبور مدير عام مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إلى أن سؤالاً مشتركاً يؤرق معظم المبدعين في العالم، وهو كيف نمارس وفي آن معاً دوراً فنياً رفيعاً، كيف نكون خارجين من صلب حدث متأجج من دون أن تحرقنا نيرانه أو يحجب دخانه رؤيتنا، فلا يجوز أن نبقى صامتين تجاه حدث معاصر لأننا واثقون أنه مصيري وسيتحول إلى منعطف تاريخي، إذ ليس فناً ذاك الذي يتحول إلى نشرة أخبار أو بيان سياسي، في المقابل إنه فن يتبرأ من السياسة هو على الأغلب فن يمارس دوراً سياسياً مريباً.

هذا ولفتت جبور إلى أن هذه المعضلة يحلها فن صادق رؤيوي لا يستسلم للحلول الجذابة بسهولتها كما في التجربة مع فريق عمل طعم الليمون، لاسيما العلاقة مع الفنان الصديق نضال سيجري وشريكه الفنان رافي وهبي، وقالت:quot;فعبر جلسات عمل متواترة أقصت اقتراحات كان من الممكن أن تمر لكن إرادة مشتركة غامضة جعلتنا نترك التجليات الأولى ونبحث عن شيء آخر، فكان طعم الليمون آمالالحياة وردية يتشوق لها نازحون سوريون ولاجئون فلسطينيون ومهجرون عراقيون، آمال اعتقدوا أن زيارة أنجلينا كسفيرة للنوايا الحسنة ستوزعها عليهم ثماراً يانعة، لكن جولي وبعد الصور التذكارية لم تترك إلا حموضة الليمون وشحوبهquot;.

وينظر الفنان سيجري إلى quot;طعم الليمونquot; بوصفه حصيلة quot;جهد جماعي برعاية الحبquot;، موضحاً: quot;أن العمل الفني هو عمل جماعي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذه الحالة الجماعية اختبرتها كثيراً في المسرح وكانت النتائج في أغلب الأحيان مرضية، ولأن الكل لا يتجزأ، فقد نقلت هذه الحالة الجماعية إلى التلفزيون، معتبراً أن الكل مهم في مكانه والكل شركاء في النتائج من فنيين وفنانين وإنتاج وخدماتquot;.

وعن تعاونه الفني مع الليث حجو، يقول المخرج سيجري: quot;التعاون الفني أخذ شكل الاستشارة في جميع تفاصيل الإخراج، بهدف الوصول إلى النتيجة الأفضل لظهور العمل.

ويتمنى الفنان سيجري أخيراً أن يلقى الفيلم رضا جمهوره دون أن يخفي قلقه الناتج من حرصه على أن يكون على قدر محبة الجمهور له، وهو على كل حال، يقول نضال: quot;قلق طبيعي مرده الحرص على الخروج بنتيجة تحترم تفكير المشاهد، وبحجم مساحة الحب الذي تجمعني معه، لذلك أجدني أقف على كل تفاصيل الفيلم من دون أن أترك أياً منها للصدفة، ولا أدعي أني أعرف وإنما أنا أبحث وأجرب وأكتشف وأتعلمquot;.

وعن طريقة تناول الفيلم لزيارة أنجلينا، يوضح نضال: quot;الفيلم يلقي الضوء على زيارة انجلينا جولي وبراد بيت إلى دمشق لتفقد أحوال اللاجئين العراقيين، ولكن زيارتها ليست حكاية الفيلم وإنما المدخل والإطار لنروي حكايتناquot;.

مضيفاً: quot;حكاية الفيلم هي حكاية حب بطعم الليمون، فيها سنتطرق إلى قضايانا العربية الكبرى ولكن بامتياز إنساني، كما سنقدم أحلام الناس البسطاء حين تصير أحلامهم الصغيرة قضايا كبرى، بمعنى أننا في quot;طعم الليمونquot; سنستأثر نحن بالوجع وهواجس الناس وآمالهم ونترك ابتسامات جولي وبيت للأضواء التي تستأثر بابتساماتهما وتنسى الوجع الحقيقي في الصورة حولهماquot;.

الفنانة أمل عرفة والتي تجسد في الفيلم شخصية لاجئة عراقية، عبرت عن سعادتها خصوصًا كونه يرصد قصة واقعية حصلت، وهي زيارة إنجلينا جولي للاجئين عراقيين وكيف كان قدومها مجرد ظهور إعلامي لا اكثر وليس لمساعدة اللاجئين بصفتها سفيرة.

وعن التعامل مع الفنان نضال سيجري أشارت عرفة إلى أن التعامل معه ممتع جداً، فهو مبدع ولديه الكثير من الافكار التي نجح في بلورتها على أرض الواقع، وفي الفيلم تشعر بروح نضال وإنسانيته وإحساسه.

ويجسد الفنان خالد القيش شخصية شاب قادم من الجولان للدراسة، يستقر في دمشق ويعمل نحاتا، وتوقع القيش بأن يكون الفيلم بادرة خير لنهضة سينمائية وحراك سينمائي سوري .

وشهد الافتتاح حضور كل من وزير الثقافة رياض عصمت، ووزير الإعلام عدنان محمود، ومدير المؤسسة العامة للسينما أحمد الأحمد، إضافة إلى عدد من الفنانين منهم الفنانة سلمى المصري التي أشارت إلى أن الفيلم يمزج بين الحزن والضحك معاً ويعكس معاناة وأحلام اللاجئين الذين يجدون في قدوم جولي باباً لتحقيق أحلامهم.

كما اعتبرت الفنانة ميسون أبو أسعد أن قوة وإرادة الفنان نضال سيجري واضحة في الفيلم وتصميمه على تقديم شيء للسينما السورية يكون بادرة خير لها.

يذكر ان فيلم طعم الليمون من تأليف رافي وهبي عن فكرة لحاتم علي، وتمثيل كل من أمل عرفة، حسن عويتي، عبد الرحمن أبو القاسم، جمال العلي، خالد القيش، محمد حداقي، إيمان جابر، هاشم غزال، الفرذدق ديوب، سيف الدين سبيعي ومن العراق، جواد الشكرجي، ونادرة عمران، والطفلين لاريم شنار، محمد شنار، إشراف ديانا جبور، والتعاون الفني الليث حجو.