شجع تايغر وودز الرجال المدمنين على الجنس على الاعتراف بأنهم يعانون من مشكلة ويتعين عليهم إيجاد حل جذري لها.

تايغر وودز

لندن: شهدت الآونة الأخيرة ارتفاعا حادا في أعداد البريطانيين المسجلين في عيادات العلاج من إدمان الجنس. وعزا تقرير خاص أوردته هيئة الإذاعة البريطانية laquo;بي بي سيraquo; هذا الارتفاع الى عامل واحد أطلقت عليه اسم laquo;أثر تايغر وودزraquo;.

وفي هذه التسمية إشارة الى لاعب الغولف الأسطورة تايغر وودز والفضائح الجنسية المدويّة التي قلبت حياته الزوجية والرياضية والتجارية رأسا على عقب. يذكر أنه خضع بعد انكشاف أمره للعلاج من إدمان الجنس في إحدى العيادات الخاصة التي يرتادها المشاهير والأثرياء في كاليفورنيا. وقال التقرير إن هذه الحقيقة شجعت العديد من مدمني الجنس على طلب التخلص من هذه الحالة التي قد يصبح ثمنها فادحا على المصاب بها.

وقالت بي بي سي إنها زارت مصح laquo;ستيفن بوب ثيرابي كلينيكraquo; بمدينة ليفربول التي تعمل على غرار العيادات الأميركية وحيث يدفع العملاء 40 جنيها (حوالي 65 دولار) عن كل ساعة. والتقت بصاحب المصح، ستيفن بوب، الذي أشار الى أنه سجل 52 عميلا جديدا خلال فترة الشهرين الماضيين وحدها، مقارنة بحفنة ضئيلة كل شهر خلال السنة الماضية. ومضى بوب في معرض شرحه لأسباب هذه الزيادة الكبيرة وغير المسبوقة الى القول إنه laquo;مدين بالتأكيد لتايغر وودز الذي شجع الرجال المدمنين على الجنس على الاعتراف بأنهم يعانون مشكلة كبيرة ويتعين عليهم إيجاد حل جذري لهاraquo;.

ومن جهتها سجلت laquo;رابطة علاج الإدمان على الجنسraquo;، وهي مؤسسة تضم خبراء طبيين وتعنى بالبحث في أسباب هذا الإدمان وسبل العلاج منه، زيادة في عدد الساعين للخلاص لدى العيادات والمصحات البريطانية المتخصصة في هذا المجال على قلتها النسبية. وقالت بولا هول، مديرة الرابطة، إن تزايد أعداد العملاء حدا بالعديد من الأطباء النفسيين والباحثين لطلب تلقي تدريبات خاصة في هذا المجال الذي يعتبر اتجاها جديدا في بريطانيا مقارنة بجهات تعتبره جزءا عضويا من laquo;ثقافتهاraquo; مثل الولايات المتحدة.

على أن الإدمان على الجنس - من الناحية السريرية البحت على الأقل - ليس حالة مَرَضية يمكن علاجها بالعقاقير الطبية تبعا للبعض. وفي هذا الصدد يقول البروفسير غلين ويلسون، المتخصص في السلوك الجنسي بجامعة غريشام، إن من الخطأ وصف الإفراط في ممارسة الجنس بأنه laquo;إدمانraquo;. ويضيف قوله: laquo;الجمهور العريض يتمنى أن يحصل على ما يحصل عليه نجوم الفن والرياضة. فإذا عرف أن تايغر وودز يتلقى علاجا من الإدمان على الجنس، فتح الباب لقبول هذا المفهوم غير الصحيح. وبالطبع فإن شركات الأدوية تقف متحفزة بانتظار تحول أي شيء الى laquo;حالة سريريةraquo; حتى تربح الملايين من العقارات المعالجة له أو المخففة لأعراضهraquo;.

ويمضي هذا البروفسير قائلا: laquo;الدوائر الطبية تتعرض لضغوط هائلة من أجل اعتبار سلوك معين قد لا يتعدى كونه مزعجا حالة مرضية تستوجب العلاج بالعقاقير. والإدمان على الجنس لا يشبه الإدمان على المخدرات مثل الهيروين أو الكوكايين لأنه لا يستحوذ على العقل ويغير من طريقة عمله كما حلا لهraquo;.

وهذا اتجاه يؤيده الكثير من الأطباء. لكن بولا هول تعترض بشدة وتقول: laquo;اولئك الذين يدفعون بأن الإدمان على الجنس مجرد وهم لا يفهمون الأصل في المشكلة. النقطة لا تتعلق بالجنس وإنما بالعادة القهرية. إذا كان المرء عاجزا عن إمضاء يومه بدون كحول أو مخدرات فهو مدمن عليها. وبالقدر نفسه، إذا كان عاجزا عن إمضاء يومه بدون جنس فهو مدمن عليه، وهذا شيء يستوجب العلاج منهquot;.