نهى احمد من سان خوسيه: يعيد الكثير من الاطباء في كوستاريكا سبب تكاثر حساسية الانف الى التحولات المناخية والتلوث البيئي، والاصابة بها غير متعلقة بسن معين، لذا يمكن ان تصيب الاطفال لكن اقل من الكبار.

وحساسية الانف هي حالة ظهور نوبات حادة ومتكررة من العطاس وصباب الانف المائي، وهي ناتجة عن الالتهاب التحسسي للغشاء المبطن للانف عند تعرض الشخص القابل للتحسس لمجموعة من مثيرات الحساسية، كالاتربة والرياح الباردة وبعض الروائح والغازات المنبعثة او من حبوب لقاح الاشجار ،وحتى بعض الروائح الموجودة في بعض مناديل الجيب المعطرة.
وحساسية الانف مشكلة عامة ومنتشرة بين ملايين الناس في كل بلدان العالم، ففي اميركا الجنوبية مثلا يعاني ما بين ال20 وال40 مليون شخص منها، وتتسبب في تغيب اكثر من عشرة ملايين شخص عن العمل او المدارس.

وقد تزداد حالات حساسية الانف في المناطق الاكثر تعرضا للابخرة وغازات المصانع وعوادم السيارات وتقل في المناطق الريفية حيث الهواء النقي. وهذه حقيقة قد يدركها كثير من مرضى الحساسية عندما يلاحظون ان الحساسية التي كانوا يعانون منها قد قلت او اختفت عند انتقالهم الى مناطق ريفية او جبلية.

كما يساعد الاستنشاق المنتظم عبر الانف بمحلول الملح في تخفيف تعرض غشاء الانف لمثيرات الحساسية ، الا ان عند بعض الاشخاص المفرطي الحساسية قد يزيد من حدة الاعراض مع ادخال الماء الى الانف.
والاعراض هي حكة الانف والعطاس والصباب المائي من الانف وتغير في الصوت وانسداد احدى او كلتا فتحتي الانف.

وقد توجد اعراض مثل حكة او دمع العين وفقدان مؤقت لحاسة الشم وحاسة التذوق، ولا يصطحب الاعراض ارتفاع في درجة حرارة الجسم او حمى الا اذا كانت هنا اعراض التهاب الحلق الحاد او المزمن، الذي يعتبر احد مضاعفات حساسية الانف المزمنة.

وقد تاتي نوبات حساسية الانف في اي وقت الا انها تشتد في فصل الشتاء، وعند الاستيقاظ من النوع صباحا وعند التعرض للاتربة والابخرة، كما انها تظهر بشكل مفاجئ عند تعرض الشخص المتحسس بشكل خاص للمواد التي تثير عنده الحساسية ،و هذه المواد كثيرة وغريبة، ويكاد يكون لكل مجموعة من المتحسسين موادهم الخاصة التي يتحسسون منها حتى ان بعض نوبات الحساسية قد تظهر عندما يكون هناك تغير في المشاعر كالحزن والغضب، وقد تظهر عند تعرض الانف لضغط او صدمة.

وعمومًا فان مجموعة هذه الامراض تصيب بعض الناس من دون اخرين، ويختلف نوع الحساسية حسب نوع عضو او جهاز الجسم الذي به نشاط تحسسي لمجموعة من مثيرات الحساسية. فحساسية الانف تسبب الحكة والعطاس والصباب المائي، وحساسية الشعب الهوائية تؤدي الى تضيقها وظهور نوبات ضيق النفس المعروفة بالربو، وحاسسية الجهاز الهضمي تظهر على شكل اسهال نتيجة اكل بعض المأكولات، اما حساسية العيون فهي عبارة عن دمعة وحكة متكررة ومزمنة وحساسية الجلد تسبب الحكة والطفح الجلدي. وقد يوجد اكثر من نوع من الحاسسية في الشخص الواحد.
ويبطن السطح الداخلي للانف غشاء مخاطي غني بكثير من الاوعية الدموية والخلايا، وعند تعرض الشخص لبعض مثيرات الحساسية فان ذلك يؤدي الى ان ينتج الجسم مضادا لها ، ولكل نوع من المثيرات مضاد خاص.

مثلا اذا كان شخصا ما عنده تحسس من غاز او مادة محددة فعند تعرضه لهذه المادة يؤدي ذلك الى انتاج الجسم مضادات E التي ترتبط مع هذه المادة ، ويسبب هذا الارتباط اثارة بعض الخلايا الموجودة في غشاء الانف، فيؤدي بدوره الى تفرز هذه الخلايا عددا من المواد الكيميائية كمادة الهستامين والسيروتينين وغيرها، وتؤيد هذه المواد الى ظهور اعراض حساسية الانف ما يسبب بالتالي انتفاخ الاوردة الدموية في غشاء الانف ، فيحصل الانسداد وتؤدي هذه المواد ايضا الى زيادة خروج السوائل عبر جدران هذه الاوعية فيسبب ذلك حدوث الصباب المائي.

وعندما تكون حساسية الانف شديدة او مزمنة فانها قد تسبب عدد من المضاعفات منها الالتهاب البكتيري الحاد او المزمن للحلق واللوزتين والتهاب الجيوب الانفية البكتيري الحاد او المزمن والتهاب الاذن الوسطى البكتيري عند الاطفال والتهاب بكتيري ثانوي للمجاري التنفسية العليا.

ونوبات حساسية الانف التي تزداد في فترة الصباح الباكر عند الاستيقاظ من النوم لها علاقة ببعض الطفيليات مثل البق او الاتربة الموجودة في فراش النوم ، لذلك فعلى الشخص ان يحرص على تعريض الفرش للتهوية والشمس وتنظيفها بالمكنسة الكهربائية وهي الطريقة الناجحة لازالة كثير من الطفيليات التي تكون عالقة في الفرش، كما وان تناول الشاي الاخضر يساعد على تلطيف المجاري التنفسية العليا وحمايتها من نزلات البرد والزكام.