ايلاف من بيروت: يحذر الدكتور دميتري سميريادوف، خبير التغذية، من الوقوع في فخ "الجوع المستمر" بوصفه سلوكًا شائعًا لكنه غير فعّال في خفض الوزن.
يشير الدكتور إلى أن الكثيرين يلجأون إلى تقليل الطعام بشدة، معتقدين أن ذلك يكفي لتحقيق نتائج ملموسة، إلا أن الجسم، حتى في ظل نظام غذائي متوازن، يستمر في إرسال إشارات جوع مستمرة، ما يجعل كبح الشهية تحديًا حقيقيًا، حتى في حالات الوزن الطبيعي. ويرجع ذلك إلى آلية دفاعية بيولوجية، حيث يسعى الجسم دائمًا للحفاظ على احتياطاته من الطاقة. وعندما يبدأ في حرق سعرات حرارية أكثر مما يحصل عليه، تنشط هذه الآلية عبر الشعور بالجوع.
قواعد غذائية بسيطة لكنها فعالة
ولتفادي الوقوع في هذه الحلقة المفرغة، يوصي الدكتور سميريادوف باتباع نهج استراتيجي في التغذية، يركز على أربع قواعد أساسية:
1. ابدأ بالبروتين
تناول مصادر البروتين كاللحوم، الأسماك، أو البقوليات في بداية الوجبة، يسهم في تحفيز الشعور بالشبع بشكل أسرع ويقلل الشهية للأطباق الثانوية، الغنية بالسعرات الحرارية. ويستند الدكتور إلى دراسة نُشرت عام 2017، أظهرت أن الأنظمة الغنية بالبروتين تقلل الشعور بالجوع بنسبة 16٪، وتزيد الإحساس بالشبع بنسبة 25٪.
2. قاعدة الحجم
لا تتفاعل المعدة فقط مع عدد السعرات الحرارية، بل أيضًا مع حجم الطعام المتناول. لذلك، يُنصح بإضافة طبق من الخضراوات أو الحساء منخفض السعرات إلى كل وجبة، لتعبئة المعدة وتحفيز الشبع، مما يقلل احتمالية الإفراط في الأكل.
3. الوجبات الخفيفة "الإجبارية"
ينصح بتناول وجبات خفيفة مثل المكسرات، الكستناء، الرمان، الذرة، البقوليات أو التفاح. هذه الأطعمة تتطلب مضغًا أطول، ما يمنح الدماغ وقتًا كافيًا لاستقبال إشارات الشبع، ويمنح الشخص إحساسًا بالتحكم في سلوكه الغذائي.
4. العادات أقوى من الإرادة
تنظيم أوقات تناول الطعام يوميًا يحد من فرص الإفراط. ويشير الدكتور إلى أن إضافة خل التفاح إلى الوجبات قد يسهم في تقليل الشهية لمدة تصل إلى ساعتين، وخفض الميل إلى تناول الوجبات الخفيفة بين 3 إلى 24 ساعة. يعود ذلك إلى تأثير الخل في تقليل مستوى الإنسولين واستقرار سكر الدم. كما يُفضل استخدام زيت الغليسريدات الثلاثية متوسطة الحلقات (MCT) بدلاً من الزيوت النباتية، لما له من دور في تعزيز الطاقة وتقليل الشهية.
أكثر من مجرد حمية... مسألة حياة
يختتم الدكتور سميريادوف توصياته بالتأكيد على أن التحكم في الشهية ليس رفاهية أو خيارًا تجميليًا، بل هو عامل مؤثر في متوسط العمر المتوقع والوقاية من أمراض خطيرة، ما يجعل التعامل مع الجوع بذكاء ضرورة صحية واستراتيجية طويلة الأمد.
















التعليقات