هدد اليمن من أسماهم بعناصر التخريب من المتمردين الحوثيين بأن صنعاء لن تقبل على أراضيها أي عناصر إرهابية وستكون بالمرصاد لكل من يفكر في العبث بأمنها واستقرارها وبالتزامن أعلنت الحكومة استعدادها لوقف إطلاق النار في حال نفذت عناصر التمرد في صعدة الشروط الستة وفقاً لما تضمنته دعوة الرئيس علي عبدالله صالح، ورغم استمرار الضربات فقد رحبت البلاد بدعوة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون لعقد اجتماع دولي لدعم جهود اليمن التنموية وتعزيز قدراته على مكافحة الارهاب.

وزير الخارجية اليمنية أبوبكر القربي

صنعاء، وكالات: أبدى وزير الخارجية أبوبكر القربي استغرابه مما جاء في تصريحات صدرت اليوم منسوبة لقيادي في ما يسمى quot;حركة الشباب المجاهدين الصومالية quot;بشأن استعداد تنظيمه إرسال مقاتلين من العناصر الإرهابية - إلى اليمن. وقال القربي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبا):quot; كان الأحرى بهؤلاء الذين يتوعدون بتصدير قوى الإرهاب إلى الآخرين بأن يساهموا في تحقيق الأمن والاستقرار لبلدهم الذي مزقته الحروبquot;. وأضاف:quot; اليمن لن يقبل على أراضيه أية عناصر إرهابية وسيكون بالمرصاد لكل من يفكر في العبث بأمنه واستقرارهquot;.

وأوضح الدكتور القربي أن اليمن ظل طوال السنوات الماضية يحذر من مخاطر تدهور الأوضاع في الصومال..مشيرا إلى المبادرات التي تبناها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لجمع الأطراف الصومالية للحوار والمصالحة فضلا عن مساعيه في سبيل حشد المجتمع الدولي من أجل تقديم الدعم والمساعدة للصومال بما يسهم في انتشاله من الأوضاع التي يعيشها في ظل استمرار القتال وغياب الدولة والتي أنتجت ظاهرة القرصنة والسطو المسلح على السفن كما أنتجت ظاهرة الإرهاب.

وأكد الدكتور القربي أن اليمن سيظل يقف إلى جانب الحكومة الصومالية ويدعم جهودها من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق. مجددا الدعوة للمجتمع الدولي بأن يضطلع بمسؤولياته إزاء الصومال بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.

الحوثيون يشترطون وقف العمليات العسكرية

بدورها أعلنت اللجنة الأمنية العليا استعداد الحكومة لوقف إطلاق النار في حال نفذت عناصر التمرد الحوثية في صعدة الشروط الستة وفقاً لما تضمنته دعوة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. وقال مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا في تصريح له : انطلاقا مما جاء في افتتاحية صحيفة الثورة في عددها الصادر اليوم بقلم الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إلى العناصر المتمردة في محافظة صعدة للجنوح إلى السلم والالتزام بالنقاط الست وهي:

ـ الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق.
ـ الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية.
ـ إعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية.
ـ إطلاق المحتجزين لديها من المدنيين والعسكريين.
ـ الالتزام بالدستور والنظام والقانون.
ـ الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة.

واضاف المصدر: فإذا التزمت تلك العناصر بتلك النقاط الست وأثبتت جديتها لتنفيذها فانه سوف يتم وقف إطلاق النار والشروع فوراً في تحديد آلية وفترة زمنية محددة لتنفيذ النقاط الست دون أي اجتزاء أو تسويف، كما ظلت تلك العناصر تعمل في الماضي إزاء أي هدنة تم الإعلان عنها وحيث كانت تقوم باستغلال ذلك لإعداد نفسها وتكديس الأسلحة والمؤن وبناء المتارس وزرع الألغام في الطرقات والاستيلاء على المراكز الحكومية والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم والمنشآت العامة والاستعداد لجولة جديدة من المواجهات.

وكان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام طالب الحكومة باعلان وقف الحرب والدخول في المفاوضات اذا كانت جادة في مساعيها لإنهاء القتال. وفي مقابلة مع قناة العالم اكد عبد السلام ان المشكلة ليست في البنود الستة التي اعلنتها الحكومة ، وانما في استعداد صنعاء للحوار. واكد عبد السلام ان على السلطة ان تثبت حسن نواياها من خلال اعلان ايقاف الحرب والجلوس مع الحوثيين والنظر في مطالبهم التي هي نتيجة مخلفات العدوان الظالم. وابدى استعداد الحوثيين للاستجابة لمطالب السلطة على ان يكون هناك حل شامل للقضية يضمن عدم عودة الحرب من جديد.

مقتل متمردين وتدمير تجمع لسياراتهم

ميدانياً وجهت القوات المسلحة والأمن خلال الساعات الماضية ضربات موجعة للمتمردين في محور صعدة وسفيان والملاحيظ وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وقالت مصادر مطلعة لـquot;26سبتمبرنت quot; إن وحدات عسكرية وأمنية دمرت وكرا للإرهابيين في محور صعدة خلال عملية تمشيط، وضربت تجمعا لسياراتهم خلف قرية السادة وشوهدت النيران تشتعل منها، فيما لقي أحد الإرهابيين مصرعه في منطقة المقاش بعملية قنص، كما تم ضرب سيارة لهم تحمل ذخائر وسمعت أصوات الانفجارات منها.

وأفشل أبطال القوات المسلحة والأمن محاولة تسلل للعناصر الإرهابية إلى مواقع عسكرية في المهاذر وآل عمار وكبدوا تلك العناصر خسائر في الأرواح والعتاد، وهاجموا مواقع وأوكارا لعناصر الإرهاب في منطقة البقع أسفرت عن طرد تلك العناصر من تلك المواقع بعد سقوط عدد منهم بين قتيل وجريح.

وأفادت مصادر محلية أن الإرهابيين شوهدوا وهم يسحبون جثث ثلاثة من قتلاهم عوضا من مقتل أربعة آخرين بعمليات قنص، في الوقت الذي لقي اثنان آخران منهم مصرعهما بعمليات قنص خلال محاولتهما التسلل إلى تبة شمس في منطقة حرف سفيان، وفر آخرون لينفجر بهم لغم كانوا قد زرعوه مخلفا عددا من القتلى والجرحى في صفوفهم، فيما لقي أحد الإرهابيين مصرعه قنصا من قبل أحد القناصين في المنطقة ذاتها.

وتزامن ذلك مع استبسال عدد من أبطال القوات المسلحة والأمن في التصدي لمحاولة تسلل مستميتة من قبل عناصر الإرهاب والتخريب إلى مواقع كانت قوات الجيش قد سيطرت عليها في منطقة الملاحيظ وهي جبل الخزان والمنزالة وغافرة وظهر الحمار، وتكبد المتسللون الإرهابيون خسائر كبيرة مخلفين وراءهم جثث قتلاهم وعددا كبيرا من جرحاهم وسياراتهم المدمرة.

ترحيب بعقد اجتماع دولي لمواجهة الإرهاب

سياسياً نقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن مصدر يمني مسؤول قوله ان دعوة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون لعقد اجتماع دولي لدعم جهود اليمن التنموية وتعزيز قدراته على مكافحة الارهاب quot;خطوة في الاتجاه الصحيح لحشد الجهود الدولية لدعم اليمن في المجال التنموي وتعزيز قدراته في مكافحة البطالة والتخفيف من الفقرquot;. وأضاف المصدر ان القضاء على الفقر والتطرف والبطالة في المجتمعات النامية يمثل المدخل الصحيح لإنهاء التطرف وضمان عدم ايجاد بيئة مناسبة لنمو هذه الظاهرة وجذب الشباب اليهاquot;.

وكان مكتب رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أعلن اليوم أن براون وجه دعوة الى شركاء رئيسين ومانحين لعقد اجتماع في 28 الشهر الجاري في لندن يستهدف مساعدة اليمن على مواجهة التحديات في المجال الاقتصادي والجوانب الاجتماعية والاصلاحات السياسية وكذلك تعزيز قدرات الحكومة اليمنية وتقديم الدعم لها لتنمية المناطق المحتاجة لذلك بالاضافة الى تقديم الدعم وتدريب القوات المسلحة والأمن اليمنية وتعزيز قدراتها على مكافحة الارهاب والتطرف.

وكشف المكتب أن هذه الدعوة لقيت بالفعل quot;تأييدا قويا من البيت الأبيض والاتحاد الأوروبيquot; لافتا الى أن بريطانيا ستسعى في الأيام القادمة الى الحصول على دعم المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليجquot;.