تعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما الى الضغوط من اعضاء الكونغرس الجمهوريين لمحاسبة المسؤولين في الاستخبارات الأميركية عن التقصير في كشف المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة متوجهة الى الولايات المتحدة في يوم عيد الميلاد.

واشنطن: قال السناتور الجمهوري جون ماكين لتلفزيون سي ان ان quot;لا يمكننا ان نعود الى روتين واشنطن القديم الذي يقول اننا جميعا مسؤولون ولذلك فانه لا يوجد احد بعينه مسؤولاquot;. وكان أوباما انتقد بشدة الاسبوع الماضي اجهزة الاستخبارات الأميركية لاخفاقاتها التي سمحت لشاب نيجيري (23 عاما) ركوب طائرة تابعة لخطوط نورثويست متوجهة من امستردام الى ديترويت ومحاولته تفجيرها. الا انه قال انه لا يهمه تحميل اشخاص بعينهم مسؤولية ما قال انها اخفاقات في النظام باكمله، مؤكدا quot;في النهاية المسؤولية تقع على عاتقيquot;.

الا ان ماكين وجو ليبرمان السناتور المستقل المتشدد بالنسبة للسياسة الخارجية، قال انه يجب تحميل اشخاص بعينهم المسؤولية. وقال ليبرمان ان تحقيقا تجريه الحكومة حاليا يجب ان يحدد من هم المسؤولون. واضاف quot;اعتقد ان التحقيق سيظهر ذلكquot;. وتابع ليبرمان رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشيوخ الأميركي quot;اذا تم ارتكاب اخطاء بشرية، اعتقد انه يجب معاقبة البشر الذين ارتكبوا هذه الاخطاء حتى لا تتكرر مطلقاquot;.

واكد quot;اعتقد انه يجب محاسبة بعض الاشخاص على الاخطاء البشرية التي اقر الرئيس انها مكنت المفجر النيجيري من الصعود الى الطائرةquot;. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي يعود الكونغرس الى العمل بعد العطلة الشتوية حيث تتصدر محاولة التفجير الفاشلة وجهود تعزيز الاجراءات الامنية في المطارات اجندته السياسية. واعرب ليبرمان عن خشيته من ان تكون الثغرات الامنية الاخيرة جزءا من نمط متزايد في الاشهر الاخيرة.

وصرح لشبكة سي ان ان انه quot;في العام الماضي وقعت اكثر من عشر محاولات معروفة لشن هجمات ارهابية على ارض الوطن في الولايات المتحدةquot;. واضاف quot;كما هو الحال في اي حرب، عندما يخترق العدو خطوطك عليك ان تعيد تجميع صفوفك، وعليك ان تقوي دفاعاتك. لان الحقيقة هي انه في هذه الحرب لا يمكننا الا ان نحدد هدفنا بتحقيق النجاح بنسبة 100 بالمئة. وهذا يعني ان علينا ان نسد الثغراتquot;.

وتعد لجنة الامن القومي التي يرأسها ليبرمان من بين العديد من لجان الكونغرس التي تعتزم عقد جلسات استماع بشأن الحادث الذي تم ربطه بتنظيم القاعدة. وتعتزم لجنة الاستخبارات ولجنة التجارة ولجنة العلوم والنقل في مجلس الشيوخ اضافة الى لجنة الامن القومي في مجلس النواب التحقيق في جوانب القضية. وقال أوباما ان اجهزة الاستخبارات اغفلت الكثير من المؤشرات التي كان من الممكن ان تحبط محاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب التي يعتقد مسؤولون أميركيون انه تم التخطيط لها في اليمن.

وصعد عبد المطلب على متن الرحلة المتوجهة من امستردام دون امتعة رغم ان والده ابلغ السفارة الأميركية في نيجيريا بقلقه من ان ابنه اصبح متطرفا. وعينت ادارة أوباما الاسبوع الماضي مدير السي اي ايه السابق جون ماكلوكلين لترؤس التحقيق في محاولة الهجوم على الطائرة، وكذلك في حادث اطلاق النار في قاعدة فورت هود في تكساس في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2009 والتي قتل فيها 13 شخصا واصيب العشرات.