تشير مصادر quot;إيلافquot; إلى أن مجلس الشورى التابع لجماعة الإخوان المسلمين اختار بأغلبية محمد بديع مرشدًا ثامنًا للجماعة، خلفًا لمحمد مهدي عاكف من بين الاسماء الثلاثة التي طرحت للتصويت على المجلس، ومن المقرر ان يعلن مهدي عاكف خلال مؤتمر صحافي يوم الخميس المقبل عن اسم المرشد المنتخب عبر اللجنة التي قامت بالإشراف على الانتخابات.

القاهرة: تنتهي يوم غد الأربعاء رسميًا فترة ولاية المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، آخر رجل عسكري يحكم الجماعة، تاركًا زمام الأمور للمرشد الثامن الذي لم يحدد هويته بشكل رسمي بعد، وان كانت جميع التكهنات مستقرة حتى الآن على أستاذ الباثولوجي الدكتور محمد بديع.

بديع مرشدًا
وكشف مصدر مقرب من المرشد quot;لإيلافquot; ان مجلس شورى الجماعة اختار بأغلبية محمد بديع مرشدًا ثامنًا للجماعةquot;، خلفًا لعاكف من بين الأسماء الثلاثة التي طرحت للتصويت على المجلس. وأضاف المصدر quot;من المقرر ان يعلن بديع مرشدًا إذا وافق مجلس الشورى العالمي quot;. وألمح المصدر بانه كان يوجد تحفظ على بديع من جانب مجلس الشورى العالمي بيد أن الأمر تم حسمه.

وقد جرت انتخابات المرشد الأسبوع الماضي في اجواء هادئة، حيث تم بتوزيع بطاقات الترشيح على مجلس شورى الجماعة الذي يبلغ عدد أعضائه نحو 109 أعضاء، واقتصرت بطاقة الترشيح على الاختيار ما بين محمد بديع ومسؤول قسم الطلبة بالجماعة الدكتور رشاد البيومي والشيخ جمعة أمين مؤرخ الجماعة، وذلك بعد اعتذار محمد حبيب الذي تقدم باستقالته من جميع المواقع التنظيمية بالجماعة احتجاجًا على إجراءات انتخابات مكتب الارشاد و المرشد، واعتذار أمين الجماعة محمود عزت. والثلاثة من المحسوبين على التيار المحافظ الذي اكتسح انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة.

مؤتمر عالمي
ومن المقرر ان يعلن مهدي عاكف خلال مؤتمر صحافي يوم الخميس المقبل عن اسم المرشد المنتخب عبر اللجنة التي قامت بالإشراف على الانتخابات، ليقوم بتأدية اليمين وليقوم الإخوان بمبايعته مرشدًا ثامنًا للجماعة. وذلك في حضور كل أعضاء مكتب الإرشاد وأعضاء اللجنة المشرفة على انتخابات المكتب والمرشد العام ولفيف من القيادات التاريخية والرموز السياسية للإخوان.

ويحتفظ عاكف باسم المرشد القادم، كما انه لم يخبر أعضاء مكتب الإرشاد الجديد به، إلا إن التلميحات الايجابية التي صدرت تباعا من أعضاء مجلس شورى الجماعة فى مصر ومجلس الشوري العالمي رجحت من تكهنات اختيار بديع للمنصب.

مرشد الازمات
ويعتبر عاكف اعنف مرشد عرفته الجماعة، حيث كان احد عناصر التنظيم الخاص داخل الجماعة وسبق ان قام بالعديد من المهام العسكرية للتنظيم مثل المشاركة في حصار المطار وتهريب اللواء عبد المنعم عبدالرؤوف أحد قيادات الضباط الأحرار المنتمي للإخوان إلى الخارج.
وقد حكم عليه بالإعدام خفف فيما بعد إلى الأشغال الشاقة المؤبدة خرج منها عام ١٩٧٤ في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات ليزاول عمله كمدير عام للشباب بوزارة التعمير. بيد انه قدم للمحاكمة العسكرية مرة أخرى عام 1996, فيما يعرف بقضية سلسبيل والتي ضمت وقتها عدد كبير من قيادات الإخوان المسلمين، وقد اتهمه الادعاء بانه المسؤول عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن في العام 1999.

وتولى عاكف منصب المرشد للجماعة العام 2004، وعلى الرغم من ان فترته تميزت بالجدل والشدة والعنف في تصريحاته، الا أنها شهدت اكبر نجاح سياسي للإخوان، فعلى يديه نزلت الجماعة للمرة الأولى في تاريخها العام ٢٠٠٥ الى الشارع لحث النظام على الإصلاح، والقي الأمن القبض على ٥ آلاف عضو بالجماعة، الا ان ذلك لم بثنه بل أعرب عن انه على استعداد ان يدخل السجن ولن يتنازل عن الإصلاح .

وقد تسبب لسانه فى إثارة ضجة كبيرة في حوار صحافي نشر بجريدة روز اليوسف، حين سأله محرر ردًّا على قول عاكف بأن لا مانع لديه أن لا يحكم مصر غير مصري طالما كان مسلمًا، فأجابه عاكف قائلاً: طز في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر...quot;، ورفضت جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; وقتها الحوار وقال مرشدها العام أنه مفبرك وهددت باللجوء للقضاء، إلا أن جريدة روز اليوسف أعلنت امتلاكها لتسجيل الحوار بصوت محمد مهدي عاكف الذي لم يتقدم بأي دعوي قضائية ضد الجريدة.

إلا ان فترته على الجانب الآخر شهدت بلوغ الإخوان لأكبر نجاح سياسي في تاريخ الجماعة بحصولها على 88 مقعدًا في انتخابات مجلس الشعب العام 2005.

على فوهة بركان
وعلى الرغم من انه قد اعلن في وقت مبكر تقاعده وعدم رغبته في الاستمرار في منصبه، الا انه أبي ان يفارق هذا المنصب دون ان يفتعل أزمة أخرى هذه المرة داخل الجماعة بمحاولته تصعيد عصام الريان المسؤول عن الملف السياسي بالجماعة وعضو مجلس الشورى الى مكتب الإرشاد لكن محاولته قوبلت برفض من أعضاء المكتب، ما دفعه بحسب تقارير التقديم استقالته وتفويض نائبه الأول للقيام بمهام المرشد لحين انتخاب مرشد جديد.

بيد انه عاد إلى مكتبه بعد عدة ايام واتخذ قرارا منفردا بعقد انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد قبل أن تنتهى ولايته للاطمئنان على حال الجماعة من بعده، في إجراء رأه نائبه الأول محمد حبيب وبعض قيادات الجماعة مخالفًا للوائح، وانتهت انتخابات المكتب الجديد باكتساح أعضاء التيار المحافظ لجميع المقاعد باستثناء مقعد واحد فقط للدكتور عصام العريان، وخروج النائب الأول للمرشد محمد حبيب والقيادي الاصلاحى عبد المنعم ابو الفتوح الأمر الذي أثار انقسامًا حادًّا ما بين الإصلاحيين والمحافظين، ليترك مهدي عاكف الجماعة على فوهة بركان لا يدري احد إذا كان خليفته المرشد الثامن سينجح في تهدئته ام لا.