رات اوساط سياسية باكستانية ان زيارة الرئيس آصف علي زرداري الاخيرة الى بلدات باكستانية تشير الى انتقاله من خندق قصر الرئاسة إلى خندق آخر في قصر الحاكم، خاصة ان الرئيس كان قد امضى معظم فترة ولايته الاولى خارج البلاد. وراى البعض ان الزيارات الاخيرة ستعزز موقع الحزب الحاكم في البنجاب واتهم زرداري باطلاق التصريحات كرئيس شريك لحزبه.


اسلام اباد:
أخيرا خرج آصف علي زرداري الرئيس الباكستاني من قصره المحاط بالإجراءات الأمنية في العاصمة الباكستانية ليلتقي quot;الشعب الذي انتخبه رئيساquot; ويعيد وعود حزبه الانتخابية أمامه مرة أخرى في محاولة للخروج من العزلة التي أصبحت سمة له وعلى سبيل الخصوص بعد إلغاء المحكمة لمرسوم المصالحة الذي غسل جميع ذنوبه ومهد طريقه لتولي أكبر منصب في باكستان.

يشار إلى أن الرئيس زرداري قد قضى 98 يوما خارج البلاد أثناء أول عام له في قصر الرئاسة؛ إلا أنه قلما قام بزيارة إلى المدن الباكستانية لأسباب امنية أو أسباب أخرى.

هذا وقد زار الرئيس زرداري مدينة لاهور عاصمة البنجاب أكبر الأقاليم الباكستانية سكنا، في حين يقوم رئيس حكومة البنجاب شهباز شريف بزيارة إلى تركيا فيما يزور شقيقه نواز شريف الصين. وقد نزل الرئيس بقصر حاكم البنجاب سلمان، كما دشن عدة مشاريع في البنجاب وكشف النقاب عن لوحات تلك المشاريع في قصر الحاكم. وبناء عليه ترى الأوساط السياسية أن هذه الزيارة انتقال زرداري من خندق قصر الرئاسة إلى خندق آخر في قصر الحاكم.

كما وأن زرداري قام بزيارة إلى مدينة فيصل آباد الصناعية التي تشهد هذه الأيام احتجاجات شديدة على انقطاع الكهرباء والغاز وارتفاع الغلاء.
وقد أكد الرئيس خلال كلمة له أمام حشد جماهيري من داخل منصة مضادة للرصاص بأن quot; كل مواطن باكستاني سوف يجد المأكل والملبس والمسكن خلال السنوات الثلاثة القادمةquot;. وهذا هو شعار حزب الشعب الباكستاني؛ إلا أن المواطنين يرون أن الحكومة الحالية لم تقم بأي جهد من اجل منح هذه الوعود للشعب لكنها رفعت أسعار الوقود عدة مرات إضافة إلى رفع أسعار الكهرباء والغاز رغم انقطاعهما المرهق.

من جهة أخرى ترى قيادات حزب الشعب أن هذه الزيارة ستعزز موقع الحزب في البنجاب وستساعده خلال الانتخابات المحلية المقبلة، رافضة الانتقادات بأن زرداري لا يتعامل مع الشؤون كرئيس الدولة بل يطلق التصريحات كرئيس شريك لحزبه، بينما طالب السكرتير الإعلامي لحزب نواز شريف بأن يتخلى زرداري عن المنصب السياسي للحزب؛ لأن الرئيس رمز للفدرالية ولا يكون كذلك إلا بالتزام الحيادية؛ إلا أن سكرتيرة الرئيس فوزية وهاب ترفض هذا المطلب وتقول إن الدستور لا يفرض أي قيد على الرئيس حول احتفاظه بالمنصب الحزبي.

وفي هذا السياق أشارت التقارير الصحافية إلى أن زيارة الرئيس زرداري للبنجاب قد تكون ناقوس الخطر لحزب نواز شريف الذي يتولى حكومة الإقليم بتحالف مع حزب الشعب؛ لأن بعض النواب المنشقين من حزب الرابطة جناح القائد قد اتصلوا بالرئيس عن طريق القيادة الحزبية لحزب الشعب في إقليم البنجاب لتأكيد دعمهم للحزب إذا لزم الأمر.

وانطلاقا من هذا يرى بعض الأوساط السياسية أن هذه الزيارة قد تكون محاولة لحشد الأصوات لدعم موقع حزب الشعب في البنجاب وبالتالي لمحاولة لإسقاط حكومة شهباز شريف.

من جهة أخرى أكد الناطق المركزي لحزب نواز شريف صديق الفاروق في حوار خاص مع إيلاف أن قيادات حزبه لم تهرب من زيارة زرداري للبنجاب، بل كانت زيارات الأخوين شريف مقررة من قبل، في حين تم اطلاعهما على زيارة زرداري في الوقت الأخير، بينما يرى أن زيارة زرداري إلى البنجاب ليست من حيث كونه رئيسا للدولة بل بوضعه الرئيس الشريك لحزبه. والدليل على ذلك التصريحات التي يدلي بها هذه الأيام إذ لا يوجد فيها أي شيء يدل على أن هذه التصريحات لرئيس للدولة.

وردا على سؤال أشار الفاروق إلى احتمال لقاء بين نواز شريف وزرداري؛ لكن بشروط؛ لأنه يرى أن اللقاءات الماضية كلها ثبتت عقيمة ولم يتم العمل بالوعود والاتفاقيات، مضيفا أنه لا يمكن اللقاء الآن إلا بأجندة واضحة. وقد أكد أن نواز شريف قد قام بتشكيل لجنة ثلاثية لحزبه لوضع لائحة للقاء بينه وبين زرداري؛ بيد أنه أبدى عدم علمه بأي محاولة من هذا النوع من جانب زرداري.

إلى ذلك يرى الفاروق أن زيارة زرداري إلى البنجاب لا تشكل أي تهديد لحكومة حزبه ولو انفصل حزب الشعب عن الحكومة، مبررا بأن حزبه يحظى بالأغلبية.