كوالالمبور: أعلنت الشرطة الماليزية الاربعاء انها اعتقلت ثمانية اشخاص بشبهة الضلوع في حريق متعمد اضرم في كنيسة مطلع كانون الثاني/الجاري وكان الاول في سلسلة اعتداءات تلته واثارت توترات دينية في البلاد. واستهدفت مؤخرا اعتداءات واعمال تخريب 11 كنيسة في ماليزيا ذات الغالبية المسلمة والتي تشهد جدلا داخليا حادا بشأن حق غير المسلمين في استخدام كلمة quot;اللهquot;.

وقال بكري زينين رئيس دائرة المحققين في الشرطة الفدرالية ان quot;ثمانية اشخاص اعتقلوا بشبهة الضلوع في الحريق المتعمد الذي اضرم في كنيسة (مترو تابيرناكل). لقد وضعوا قيد التوقيف الاحترازي لمدة سبعة ايام تسهيلا للتحقيقquot;. واضاف quot;سنحقق في ما اذا كانت لهم صلة باعتداءات اخرىquot;. وقال بكري ايضا انه يعتقد بان الشرطة quot;حلت المسالةquot;، مضيفا quot;انصح الشعب بعدم القيام بشيء من شانه ان يهدد الوئام الديني والعرقيquot;.

وقد اضرمت النيران في كنيسة مترو تابيرناكل في ضواحي كوالالمبور في 8 كانون الثاني/يناير. وقال شهود انهم رأوا اشخاصا يحطمون نوافذها ويرشون المبنى بالوقود. ورحب الناطق باسم الكنيسة بيتر يو بهذه الاعتقالات قائلا ان الابرشية تعتبر ان quot;الوضع تحت السيطرةquot;. وقال لوكالة فرانس برس quot;لقد اصبح هذا الامر وراءنا ونحن نحاول المضي قدما في حياتنا ونقل موقع كنيستنا بدلا من القاء المسؤولية على احد. سندع الشرطة تقوم بواجبهاquot;.

واوضح بكري ان الاول بين الاشخاص الثمانية الذين اعتقلوا، اوقف الثلاثاء بعدما دخل الى المستشفى لتلقي علاج من حروق في يديه وصدره. وتتراوح اعمار كل افراد المجموعة بين 21 و 26 عاما وبينهم ثلاثة اقرباء- شقيقان وعمهما. والبقية جميعهم اصدقاء. وجاء في بيان للشرطة ان الاشخاص الثمانية ماليزيون مسلمون. ويعتبر الدين واللغة من المسائل الحساسة في ماليزيا المتعددة الاعراق التي شهدت اعمال شغب دامية في العام 1969.

والخلاف حول استخدام كلمة quot;اللهquot; هو ضمن سلسلة من النزاعات الدينية التي سجلت في السنوات الاخيرة واثارت توترا بين المالاي والاقليتين الاتنية الصينية والهندية اللتين تخشيان ان تكون البلاد تتجه نحو quot;الاسلمةquot;. وحكمت المحكمة العليا في 31 كانون الاول/ديسمبر لصالح صحيفة quot;ذي هيرالدquot; الكاثوليكية التي استخدمت كلمة quot;اللهquot; في ترجمتها لكلمة quot;غادquot; في قسمها للغة المالاي. وتم تعليق الحكم في انتظار الاستئناف.

واعتبرت الحكومة ان الكلمة يجب ان تستخدم فقط من قبل المسلمين رغم انها تستخدم بشكل شائع من قبل المسيحيين في الشرق الاوسط واندونيسيا المجاورة، فان الوضع في ماليزيا مختلف. ويقول مسيحيو ماليزيا بانهم استخدموا هذه الكلمة على مدى عقود في الصلوات وفي ترجمة الانجيل وان هذا الحظر يشكل انتقاصا لحقوقهم.

و60% من شعب ماليزيا هم من المالاي لكنه يضم ايضا قبائل من السكان الاصليين واتنيات كبرى من اصل صيني وهندي يعتنقوون البوذية، الى جانب مسيحيين وهندوس. واكثر من نصف الكاثوليك في ماليزيا هم من السكان الاصليين ومعظمهم يقيمون في جزيرة بورنيو ويتكلمون لغة المالاي.