بيان الصدر ضد الحكيم

في أول خلاف علني من نوعه بين قائدي أكبر فصيلين في الائتلاف الوطني العراقي quot;الشيعيquot; هاجم زعيم التيار الصدري رجل الدين الشاب مقتدى الصدر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، متّهمًا إيّاه بمصالح مع الاحتلال ومعاداة المقاومة والترويج لعودة البعثيين.

لندن: قال الصدر في بيانين ردًّا على استفسارات من قياديين وعناصر في تياره عن موقفه من مهاجمة الحكيم خلال ندوة حوارية في بيروت للمقاومة العراقية ودعوته إلى عودة البعثيين، إن للحكيم مصالح مع الاحتلال. ولذلك فهو يعادي المقاومة .. واشار الى ان دعوة الحكيم إلى مشاركة البعثيين في الانتخابات التشريعية العراقية في اذار (مارس) المقبل غير منطقية وغير معقولة.

وقد وجه مدير مكتب الصدر في لبنان علي العقيلي سؤالاً إليه قال فيه:

بسمه تعالى
سماحة المجاهد زعيم المقاومة الاسلامية في العراق السيد مقتدى الصدر دام عزه ..
بعد ان دعينا الى مؤتمر اقامته مؤسسة الحكيم في لبنان والذي حضره سماحة السيد عمار الحكيم والذي تحدث بدوره عن سنوات الاضطهاد والظلم في زمن النظام ومن ثم عرج على سنوات الاحتلال وبعد ان شهد بفضل ودور المقاومة في فاسطين ولبنان سئل عن المقاومة في العراق وهل توجد مقاومة في العراق اجاب (ان المقاومة في العراق عبارة عن مجموعة من القتلة وهي غير ظاهرة المعالم والشخصيات) .. فما هو ردكم جزيت خيرا.

علي العقيلي
مدير مكتب السيد الشهيد في لبنان

وقد اجاب الصدر على ذلك بما يلي:
بسمه تعالى
هناك عدة أجوبة منها :
-هو (دام عزه) يبين ظلم واضطهاد البعثيين وفي نفس الوقت يطالب بدوخلهم في الانتخابات ذلك امر غير منطقي وغير مقبول .
-ان بقاء المحتل له (دام عزه) فيه مصلحة له ولذا فأنه لايعترف بالمقاومة فأنها مناقضة لمصلحته .
-نعم هنالك من شوه سمعة المقاومة من كل الاطراف الا اننا لم ولن نقتل الا المحتل اما العراقي ودمه خط أحمر لايجوز تخطيه .
مقتدى الصدر

وكان الحكيم الذي يختتم زيارة لبيروت اليوم الجمعة استمرت اربعة ايام، حيث عقد اجتماعات مع القادة اللبنانيين السياسيين والدينيين، قد شارك امس الاول في لقاءٍ حواري نظمته مؤسسة الإمام الحكيم تحت عنوان quot;العراق .. والواقع والطموحquot; عقد فندق غاليريا في بيروت بمشاركة شخصيات سياسية وفعاليات ثقافية وإعلاميين مهتمين بالشأن العراقي.


وتحدث الحكيم في كلمة له بما أسماه quot; العراق الجديدquot; داعيًا كل التيارات السياسية العراقية إلى المشاركة في العملية السياسية من أجل مستقبلٍ زاهر وواعد. واشار الى ان علاج المشاكل العراقية يبدأ في البيت العراقي، مشيدًا بنظرية quot;الربح للجميعquot; والتي تعني أن لا إقصاء لأي تيار سياسي في العراق بل على العكس الكل مدعوين إلى المشاركة في العملية.

وحول سبب عدم تبني المقاومة العراقية بشكلٍ كامل من قبله قال الحكيم quot;فيما يرتبط بالمقاومة المسلحة فإننا نقاوم ونثمن المقاومة في لبنان وفلسطين إلا أن المشكلة في العراق أنه لا توجد أطراف واضحة أو رموز لهذه المقاومة. ففي لبنان مثلاً نجد من يتكلم باسم المقاومة أما في العراق فهناك أشخاص يتبنون عمليات يقتل فيها الأبرياء. لسنا ضد مبدأ المقاومة ولكننا لم نجد كيانًا يبرز هذا الدور ويعبر عن نفسهquot;.

ورذًا على سؤالٍ حول موقفه من الاعتداءات التي يتعرض لها مسيحيو العراق اعتبر الحكيم أن المسيحيين يمثلون ثروةً وطنية عراقية وليس إضافةً عددية وقال quot;نحن جاهزون لأن نصد عنهم الأذى ونتلقاه بصدورناquot;.

وعن دور حزب البعث في العراق اشار الحكيم الى أن هذا الحزب كيان محظور في الدستور ولا مجال للانفتاح عليه أو التفاوض معه ضمن العملية السياسية لكنه فَصَلَ بين أركان وقيادات النظام البعثي وبين مليون ومئتي ألف مواطن عراقيquot;ساقتهم ظروف الحياة إلى التوقيع على ورقة هذا الحزب الدكتاتوريquot;.

مشيرًا إلى أن هؤلاء مدعوين شأن غيرهم إلى المشاركة في العملية السياسية. وفي الشأن الإقليمي استغرب موقف الذين يدعون إلى خصومة مع إيران معتبراً أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في العلاقة مع إيران وإنما في غياب الدور العربي مع العراق.

وفي سؤال اخر وجهه احد عناصر تياره الى الصدر حول موقفه من مؤتمر دعم المقاومة الذي عقد في بيروت الاسبوع الماضي وعدم وجود حضور فاعل له فيه مع حضور لفصائل من المقاومة في العراق (علما انكم قدتم اكبر قاعدة ضد الاحتلال الاميركي وقدمتهم مئات الشهداء .. فما هو ردكم؟) ..

فأجاب الصدر قائلا:
بسمه تعالى
ان مثل هذه المؤتمرات لا تعطي ولا تكشف الوجه الصحيح للمقاومة العراقية وفي هذا المؤتمر ظلم للمقاومة العراقية وما وقع من انتفاضتين ضد الاحتلال .. لكن مع ذلك عهدا سنستمر بالمقاومة على الرغم مما يقع علينا من ظلم من اخواننا العرب.
مقتدى الصدر

وكان مؤتمر دعم المقاومة الذي انعقد في بيروت الاسبوع الماضي قد احتضن شخصيات سياسية عربية ومثل العراق فيه رئيس هيئة علماء المسلمين (السنية) الشيخ حارث الضاري المطلوب في بلاده بتهمة الارهاب والعمل ضد النظام الجديد والعملية السياسية الجارية فيها .

واعتبر الضاري في كلمة له في المؤتمر quot;أن المقاومة العراقية حددت منذ بداية الصراع مع قوات الاحتلال أولوياتها المتمثلة في هدفها الأسمى وهو تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي دون الالتفات إلى الصراعات الأخرىquot;.

وخاض التيار الصدري والمجلس الاعلى الانتخابات النيابية السابقة في عام 2005 ضمن الائتلاف العراقي وللاول حاليا 33 مقعدا في مجلس النواب فيما للثاني 30 مقعدًا من مجموع عدد اعضاء البرلمان البالغ 275 مقعدًا.

ويخشى مراقبون ان ينتقل الخلاف بين الصدر والحكيم الى قواعد تياريهما ويعيد المواجهات المسلحة بينها والتي شهدتها بغداد ومدن اخرى بين مسلحين من التيارين العام 2006 وادت الى مقتل واصابة العشرات من عناصر الطرفين. ويتوقعون ان يؤدي هذا الخلاف الى شق وحدة الائتلاف ويؤثر بشكل سلبي على اقبال المواطنين للتصويت لهما في الانتخابات المقبلة.

والتيار الصدري والمجلس الاسلامي الاعلى يعتبران من القوى الرئيسة المنضوية في الائتلاف العراقي الوطني الذي اعلن في اب (أغسطس) الماضي لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة في اذار المقبل . ويضم الائتلاف الوطني إضافة الى المجلس الاعلى والتيار الصدري كل من تيار الإصلاح الوطني وكتلة التضامن وحزب الدعوة جناح العراق ومنظمة بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى ومجلس إنقاذ الانبار والمؤتمر الوطني العراقي وشخصيات ليبرالية وأخرى دينية.

المجلس الاعلى ينفي مهاجمة الحكيم للمقاومة
وفي وقت لاحق اليوم نفى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ما نسب الى رئيسه عمار الحكيم من مهاجمته للمقاومة واكد انه لم يتعرض الى كيانات وشخصيات معروفة واشار الى ان المقاومة الواضحة والمعروفة المناهج والايدلوجيات والشخصيات هي محل احترام وتقدير.وجاء ذلك في بيان لرئاسة المجلس تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه وجاء فيه :

نسب الى سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي القول بأن ( المقاومة العراقية هم مجموعة من القتلة) وتوضيحا لحقيقة ماقاله سماحته في معرض اجابته على سؤال حول المقاومة العراقية نذكر التالي:

quot;ذكر سماحته: نحن لسنا بالضد من مبدأ المقاومة لأنها حق من حقوق الشعوب ولكن المشكلة في العراق هي ان بعض الاطراف التي ترفع هذا الشعار سبق وان تبنت عمليات قتل الابرياء من المواطنين العراقيين عبر التفجيرات والمجازر الجماعية مما يشكك في صدقية شعاراتهم. دون ان يتعرض سماحته الى التعميم في هذا التوصيف أو النيل من كيانات وشخصيات معروفة لاينطبق عليها هذا الوصف واشار الى ان المقاومة الواضحة والمعروفة المناهج والايدلوجيات والشخصيات هي محل احترام وتقدير.
المكتب الاعلامي
لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقيquot;