أعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة عن اختفاء أطفال من مستشفيات هايتي ما يثير مخاوف من الاتجار بهؤلاء الاطفال لعرضهم للتبني في الخارج. هذا ودفع الوضع الهش للايتام لتسريع الاجراءات لكن بعض المنظمات الانسانية تخشى أن يؤدي التسرع إلى نتائج سلبية.

جنيف: يلتقي أبرز أقطاب السياسة والاقتصاد الاربعاء في دافوس في سويسرا في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي التجمع السنوي الكبير الذي يتوقع ان تطغى على نقاشاته هذه السنة مواضيع إعادة اعمار هايتي وإصلاح النظام المالي.

سيعطي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اشارة انطلاق لقاء منتدى دافوس السنوي لاقطاب الرأسمالية العالمية الذي يعقد في اجواء أقل تشاؤما من ملتقى 2009. وبعد ثلاثة اسابيع من الزلزال المدمر الذي هز هايتي ستتم دعوة المشاركين ال2500 في المنتدى الذين تم اختيارهم بعناية، الى جلسة تقررت في آخر لحظة حول اعادة اعمار هايتي احد افقر بلدان العالم.

وقال مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شفاب ان quot;هايتي ستكون في مقدمة المباحثاتquot; بحضور الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون الذي اصبح مبعوثا خاصا للامم المتحدة لهايتي. واضاف ان الهدف هو quot;اطلاق مبادرة ينخرط بموجبها عالم الاعمال في اعادة اعمارquot; دائمة لهذا البلد.

وأعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم الجمعة عن اختفاء اطفال من مستشفيات هايتي ما يثير مخاوف من الاتجار بهؤلاء الاطفال لعرضهم للتبني في الخارج. وقال جان لوك لوغران احد المستشارين الاقليميين لليونيسف quot;لدينا وثائق بنحو 15 حالة لاختفاء اطفال من المستشفياتquot;.

واضاف ان quot;اليونيسف تعمل في هايتي منذ سنوات ونعرف بمشكلة الاتجار بالاطفال في هايتي منذ سنوات وهي مشكلة موجودة من قبل، وللاسف فان العديد من شبكات الاتجار هذه ترتبط بquot;سوق التبني الدوليquot;.

ودفع الوضع الهش للايتام العائلات التي تريد تبنيهم الى طلب تسريع الاجراءات لكن بعض المنظمات الانسانية تخشى ان يؤدي التسرع الى نتائج سلبية. ومانا فتاة في الخامسة من العمر سحقت ساقها وقتل ثلث رفاقها في دار الايتام quot;نوتردام دي لا ناتيفيتيهquot; حيث كانت تعيش. وقد دمر المبنى في الزلزال الذي وقع في 12 كانون الثاني/يناير في هايتي. لكن قريبا ستبدأ حياة جديدة مع والديها بالتبني في فرنسا.

واعلنت عدة حكومات اجراءات لتسريعمعاملات التبني ليتاح نقل الايتام الى خارج دائرة الخطر. لكن منظمات غير حكومية مثل quot;سيف ذي تشيلدرنquot; وquot;وورلد فيجنquot; تخشى ان يؤدي تسريع الاجراءات من اجل انقاذ الاطفال الى تفكك عائلات واقتلاع اطفال من جذورهم يمكن ان يواجهوا احتمال العيش في عزلة ويأس.

وقالت ماي غارنيديا بيار المتطوعة في صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) خلال زيارة لدار الايتام الذي قتل فيه 57 من 132 طفلا quot;لا نريد منع انقاذ الاطفالquot;. الا انها تخشى الانقطاع المفاجئ للعلاقات الاسرية. وقالت quot;عندما يبلغ طفل الخامسة عشرة من العمر يحتاج بشدة الى مراجع لهويتهquot;. واضافت ان quot;الامر لا يتعلق باساءة بالمعنى التقليدي للكلمة بل بالتسبب بقطيعة دائمة. يجب الابقاء على العلاقاتquot;.

ودعت اليونيسيف الخميس الى quot;تجميد اي طلب جديد للتبني وخصوصا اذا كان دوليا، خلال الفترة الطارئةquot; لمحاولة جمع الاطفال باسرهم اولا. كما اعلنت المنظمة اليوم عن اختفاء اطفال من مستشفيات هايتي منذ وقوع الزلزال ما يثير مخاوف من الاتجار بهؤلاء الاطفال لعرضهم للتبني في الخارج. وقال جان لوك لوغران احد المستشارين الاقليميين لليونيسف quot;لدينا وثائق بنحو 15 حالة لاختفاء اطفال من المستشفياتquot;.

واضاف ان quot;اليونيسف تعمل في هايتي منذ سنوات ونعرف بمشكلة الاتجار بالاطفال في هايتي منذ سنوات وهي مشكلة موجودة من قبل، وللاسف فان العديد من شبكات الاتجار هذه ترتبط بسوق التبني الدوليquot;. لكن بعض الحكومات الغربية وبعض الاسر الراغبة في التبني ترى انه يجب منح الاطفال بعد كارثة انسانية بهذا الحجم، فرصة بدء حياة جديدة في بلد يقدم لهم مستقبلا افضل وعناية طبية افضل.

ولهذا الجدل ابعاد مهمة وجانب عاطفي كبير، ومثال مانا ورفاقها لا يسمح بحسمه. وكانت مانا صباح الخميس متمددة على سرير في مستشفى ميداني اقيم في المدرسة الفرنسية في بيتيون فيل بينما تقوم ممرضة بمعالجة ندوب جرحين في رأسها. ومانا صغيرة الحجم بالمقارنة مع سنها وساقاها مربوطتان اذ انهما مصابتان بكسور حتى ان احداهما مفتتة. ويعتقد الاطباء انها لن تتمكن من المشي بشكل طبيعي ابدا.

وهي لا تفتح فمها ولا تبتسم لكن امام تدفق الاطباء والصحافيين على زيارتها تبدو وكأنها على وشك البكاء. ومع ذلك لا تذرف اي دمعة ولا تصدر اي صوت. وكانت اجراءات تبني مانا جارية قبل وقوع الزلزال ويفترض ان تغادر هايتي قريبا على متن رحلة متوجهة الى غوادلوب. وتقول ايفلين لوي جاك التي تدير دار الايتام quot;نوتردامquot; منذ ثمانية اعوام ان ايا من الاطفال لم يفقد والديه بل جاءت به الى الدار عائلات فقيرة.

وقالت quot;انهم ايتام اقتصاديون كما اسميهم وسيتم تبنيهم جميعا في فرنساquot;، مشيرة الى 74 طفلا بينهم اربعة لم يبلغوا الشهر السادس من العمر. وقد سلمت اليونيسيف الدار ماء للشرب وينوي تسليمها مواد غذائية ومواد للحالات الطارئة.