فيينا: تشهد الأحزاب السياسية في النمسا إستعدادات مكثفة لخوض معركتين انتخابيتين الاولى لانتخاب رئيس للبلاد في شهر ابريل/ نيسانالقادم التي تعتبر محسومة مسبقا لصالح الرئيس الحالي الاشتراكي هاينز فيشر.
والمعركة الانتخابية الثانية والاهم بالنسبة لمختلف الاحزاب السياسية تتمثل في انتخابات البرلمان المحلي في العاصمة فيينا التي سينبثق عنها كل من الحكومة المحلية ومحافظ وعمدة فيينا. وفي هذا الخصوص قال المحلل السياسي النمساوي هربرت سيكنغر في تعليق له اليوم نشرته هيئة الاذاعة والتلفزيون النمساوية ان هناك اجماعا على اعادة انتخاب الرئيس الحالي الدكتور هاينز فيشير باغلبية كبيرة.
واعرب سيكنغر عن اعتقاده بان هذه التوقعات هي التي اجبرت حزب الشعب المحافظ الشريك في الائتلاف الحاكم والمنافس التقليدي للاشتراكيين على هذا المنصب وغيره من المناصب يشير بشكل غير مباشر الى عدم الدخول في هذه المنافسة توفيرا لما لا يقل عن اربعة ملايين يورو التي تمثل نفقات الحملة الانتخابية خاصة وان هذا الحزب يعاني الكثير من الديون.
وبخلاف حزب الشعب المحافظ الذي لايزال مترددا من مسالة المشاركة من عدمها فان حزب الاحرار اليميني المتطرف حسم امره وقرر المشاركة في الانتخابات الرئاسية حيث لا يستبعد المراقبون ان يتم ترشيح رئيسه هاينز كريستيان شتراخه لمنافسة الرئيس النمساوي فيشر مع ان كل الاستطلاعات المحايدة لا تعطيه اكثر من 7 في المائة من الاصوات.
ويجمع المحللون على ان شتراخه لا يسعى في حقيقة الامر الى منصب رئاسة الدولة باعتباره مطلبا بعيد المنال بقدر ما يتطلع الى استغلال حملته في الانتخابات الرئاسية للتركيز على ما وصفها ب quot;معركة فييناquot; وكسب الرهان في انتخابات بلدية ومحافظة فيينا او على الاقل زحزحة عمدة فيينا الحالي ميخائيل هويبل ومن ورائه الحزب الاشتراكي الذي يسيطر على هذه المحافظة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية واعلان الجمهورية الثانية الى درجة ان فيينا اصبحت تنعت بالحمراء باعتبارها قلعة حصينة للاشتراكيين.
ويأمل حزب الاحرار في جعل الحزب الاشتراكي يفقد الاغلبية المطلقة ويجبره على التحالف مع غيره من الاحزاب او ان يتمكن حزب الاحرار وبالتحالف مع حزب الشعب وحزب التحالف من اجل مستقبل النمسا المنشق عنه من تشكيل حكومة محلية ائتلافية في فيينا.
وامام اصرار حزب الاحرار اليميني على دخول المعركتين الانتخابيتين فان المراقبين لايستبعدون ان يعيد حزب الشعب المحافظ ثاني اكبر الاحزاب في النمسا والذي يمثل يمين الوسط ان يعيد حساباته لكي لا يترك المجال لحزب الاحرار لاستمالة اصوات المحافظين في غيابه عن الانتخابات الرئاسية اذ من شأن ذلك ان ينسحب ايضا على رصيد حزب الشعب في المعارك الانتخابية المحلية في محافظات اخرى.
اما الحزبان البرلمانيان المتبقيان أي حزب الخضر وحزب التحالف من اجل مستقبل النمسا الذي اسسه زعيم حزب الاحرار السابق الراحل يورغ هايدر فليس من الوارد مشاركتهما في الانتخابات الرئاسية وسيركزان على الانتخابات المحلية في فيينا. أما اذا فقد الاشتراكيون الاغلبية في البرلمان المحلي لمحافظة فيينا خلال الانتخابات المزمع عقدها في اكتوبر القادم فمن المرجح كما يقول المحلل والخبير السياسي هربرت سيكنغر ان يتحالفوا مع الخضر مما قد يمثل سابقة في تاريخ فيينا.
التعليقات