آثار الكوارث على الجماعة: عوارضها وعلاجاتها

لبنان يعود إلى هموم الإنتخابات البلدية بعد الصدمة

تحدث عضو في نقابة الطيارين اللبنانيين الكابتن إيلي الراسي لإيلافعن تقنية إقلاع الطائرات وهبوطها مؤكدًا ان الصندوق الاسود التابع لطائرة الإثيوبية التي سقطت قبالة السواحل اللبنانية عند إقلاعها من مطار بيروت سيظهر كل الحقائق في المستقبل.

بيروت: بعد كارثة الطائرةالإثيوبية فيلبنان تطرح العديد من التساؤلات التقنية حول اقلاع وهبوط الطائرات، وكيف يتم التنسيق بين برج المراقبة والكابتن، وهل التدابير المتخذة في لبنان للإقلاع والهبوط مطابقة للمعايير الدولية وماذا عنالقول بانه تبين وجود خلل كبير على صعيد ابلاغ برج المراقبةفيالوقت المناسب، وهل الكارثة التي حصلت تؤثر على السياحةفيلبنان؟

فريق من المحققين في مطار بيروت

قال عضو نقابة الطيارين في لبنان الكابتن ايلي الراسي لإيلافعن تقنية اقلاع الطائرات من المطار انه بعد تشغيل المحركات والتأكد من ان كل الامور سائرة بانتظام، يعطي برج المراقبة اشارة بان يتحرك الكابتن بالطائرة الى ارض المطار باتجاه عكس الهواء، وهو امر مشروط في الاقلاع والهبوط، وهذا ما يجعلالطائرة تقلع وتهبط بسلامة، وبرج المراقبة هو من يحدد متى ستقلع الطائرات، ويعطي الاشارة للكابتن وهناك لغة خاصة تستعمل بين برج المراقبة وبين الكابتن بمعنى اذا كان موافقًا على ما يعطيه برج المراقبة من اشارات عليه ترداد الجملة ذاتها كي يتأكد برج المراقبة بان الكابتن جاهز.

وتابع الراسيهناك دائمًا اتصال بين الكابتن وبرج المراقبة، وخطوة بخطوة وبرج المراقبة مقسم بدوره لعدة قطاعات، الاول مختص بارض المطار، والثاني باجواء السماء، وهذا الاخير يواكب الطائرةحتى الخروج من الاجواء اللبنانية، ثم يتم التحويل الى اجواء قبرص او الى اجواء سورية اذا كانت الطائرة قاصدة دول الخليج، وكل ذلك من خلال اتباع الكابتن لكل موجات برج المراقبة المتعددة الاقسام، ويضيف الكابتن انه لا يمكن لاي كابتن طائرة ان يخالف تعليمات برج المراقبة الا اذا كان معتوهًا، الا فيحال الكابتن فهم خطأ على برج المراقبة، أما طريقة تواصل الكابتن مع برج المراقبة فمثلا اذا قال له برج المراقبة اذهب الى اليمين بدرجة معينة على الكابتن ان يقول سأذهب الى اليمين بكذا درجة ولا يقول اوكي مثلا لانه ربما لم يسمع الاشارة بالطريقة الصحيحة، والاعادة للكلمات واجبة فيهذا الصدد.

أهالي ضحايا الطائرة الاثيوبية يبكون أحباءهم

اما كيف يكون الاقلاع للطائرات في ايام العواصف الشديدة والطقس العاطل، يجيب الكابتن: quot;اكيد هناك طريقة معينة، فهناك تحذيرات معينة فمع وجود عواصف على الطريق التي ستقصدها الطائرة بعد quot;التيك اوفquot; (الاقلاع) نطلب من برج المراقبة اننا نريد العودة لاخلاء المدرج لاننا نريد تأجيل الاقلاع، وعادة برج المراقبة يتفهم الموضوع، وفي حال عدم انتباه الكابتن لبعض الامور يقوم برج المراقبة بتحديد الجهات الآمنة، ومطار بيروت كفوء، يضيف، ولديه الكثير من الايجابيات.

ولدى سؤاله هل هبوط الطائرات ايضًا يخضع للشروط ذاتها؟ يقول مسألة الهبوط حساسة اكثر، وكل شيىء مدروس، فاذا كانت جهة الهواء جنوبية يستعمل المدرج الجنوبي، وشمالية المدرج الشمالي، وهناك موجة على راديوالطائرةيعطينا موجات الهواء ويتم تحديد المدرج المناسب، اما لدى الهبوط فقط برج المراقبة يعطيك الاذن بذلك، ويعطيك التحذيرات اللازمة.

ويضيف بان التدابير المتخذة في لبنان من اجل الاقلاع والهبوط مطابقة 100% للمعايير الدولية والعالمية والدليل انه لولا ذلك لما اتت شركات طيران كبيرة الى لبنان كالايرفرنس والاليطايا واللوفتهانزا والبريتش ايرويز، لانها شركات محترمة ومعايير السلامة لديها ممتازة.

وعند سؤاله بان احدى الصحف ذكرت بانه تبين وجود خلل كبير على صعيد ابلاغ برج المراقبةفي مطار بيروت بالكارثة في الوقت المناسب، أجاب: quot;لدي مأخذ على وسائل الاعلام، اصبحت تتسابق فيما بينها على الاتيان بمعلومة وربما قد تكون غير صحيحة، فقد تم الحديث عن امور تبين انها خاطئة، اذا الشخص اي الكابتن انقطعت معه الاتصالات كيف سيعرف برج المراقبة اين وقعت الطائرة لا يستطيع ذلك لانه سيفقدها على الرادار، وهو اظن الامر تجنٍ لا اكثر، وقبل ان نحصل على الصندوق الاسود للطائرة لا يمكن التوصل الى شيىء، وقد تأخذ المسألة ربما ستة اشهر للتوصل الى الصندوق الاسود وقراءة quot;الداتاquot; الموجودة فيه.

طائرة تقلع من مطار بيروت وفي الخلفية فرق الإنقاذ تتابع عمليات التفتيش

وعن عدم استجابة الكابتن لبرج المراقبة كما تم الحديث عنه كذلك قال: quot;هذه التحقيقات تبقى في برج المراقبة وتعطى فقط للتحقيقات ولكن لنفرض مثلاً انه لم تصله الاشارة من برج المراقبة بسبب رداءة الطقس. ويقول ختامًا بان هذه الكارثة لن تؤثر على حركة الطيران في بيروت، لانها عوامل طبيعية اثرت في الامر، الطائرات في لبنان جيدة، ويجب انتظار الصندوق الاسود ونعلم حينها اين كان الخطأ.

مصدر مسؤول في وزارة السياحة أفاد ايلاف عنموضوع تأثر السياحة في لبنان بالنسبة لوصول الطائرات ذهابًا وايابًا بعد هذه الكارثة بان حوادث كهذه تحدث في كل بلدان العالم، ولا تأثير لتلك الحوادث على السياحة وسلامة الطيران في مطار بيروت لن تتأثر، والارجح انها حوادث طبيعة وهذا لا يعني ان الاجراءات في مطار بيروت موضوع شكفيالوقت الحاضر. عن القرار بفتح خط مباشر بين لبنان وافريقيا عبر الميدل ايست (طيران الشرق الاوسط) قال ان هذا الموضوع هو تجاري عمومًا، ولكن لماذا لا نفتح خطوطًا مباشرة على الارجنتين والبرازيل، فهناك ايضًا مغتربون لبنانيون، قد يكون الامر ممكنًا، ولكن ليس الحل ان يكون كل الطيران مهددًا.

فريق من الدفاع المدني اللبناني خلال عمليات التفتيش اليوم