لم تتمكن الرقابة الصينيّة الهائلة من اسكات داعمي تشياوبو على شبكة quot;تويترquot; الاجتماعيّة.

بكين: فور الاعلان عن منح المنشق ليو تشياوبو جائزة نوبل للسلام، حركت الصين ادواتها الهائلة لفرض رقابة على كل وسائل الاعلام لكنها لم تتمكن من اسكات المنشقين على موقع تويتر.

وفور اعلان النبأ الجمعة الماضي من اوسلو، تحركت اجهزة الرقابة في الصين في ادارة الدعاية في واحد من آخر الانظمة الشيوعية في العالم بسرعة ضد مختلف وسائل الاتصال: من محطات التلفزيون والاذاعة الى الصحف والهاتف والانترنت.

وتم تعطيل كل الرسائل النصية التي تحمل اسم المنشق في اجراء جذري لكنه سهل تقنيا.

ولم يذكر التلفزيون الرسمي الصيني اي كلمة عن نوبل وافتتح نشرته المسائية باخبار الفيضانات في الجنوب.

اما على الشبكات الاجنبية التي تبث بالاقمار الاصطناعية مثل سي ان ان وبي بي سي والتلفزيون الفرنسي تي في 5، حلت شاشة سوداء محل اللقطات الاولى للريبورتاجات عن حائز نوبل.

ولا اثر لجائزة نوبل على البوابات الكبرى على الانترنت مثل quot;سيناquot; وquot;سوهوquot;.

وكتب شخص سمى نفسه quot;السكرتير جانغquot; على موقع تويتر ان quot;ناشري المواقع الذين نشروا نبأ نوبل سيفقدون وظائفهمquot;، قبل ان يعلن ان السلطات فرضت عليه الاقامة الجبرية الاحد.

والاثنين وبعد ثلاثة ايام على اعلان الفائز بالجائزة، تحدثت وسائل الاعلام عنها في خبر يثير الدهشة. فقد نشرت وكالة انباء الصين الجديدة ان quot;وسائل الاعلام الروسية ترى ان جائزة نوبل للسلام اصبحت اداة سياسية بيد الغربquot;.

ونقلت عشرات المواقع الالكترونية هذا الخبر.

اما الصحف، فقد التزمت الصمت باستثناء quot;غلوبال تايمزquot; المرتبطة بصحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني التي دانت السبت quot;العارquot; الذي سببته لنفسها لجنة نوبل.

وحدها صحيفة شباب بكين نشرت مقالا عن جوائز نوبل لكنها تناولت فيه الجائزة المخصصة للآداب في طريقة لتوجيه رسالة بين السطور بدون ان تثير غضب السلطات.

وعبرت منظمة مراسلون بلا حدود التي تتخذ من باريس مقرا لها، عن اسفها لهذه الرقابة quot;المشينةquot; التي تشكل quot;اهانة للطابع العالمي لجائزة نوبل للسلامquot;.

وقال رينو دو سبينز خبير وسائل الاعلام ان quot;الصحافيين الصينيين تلقوا توجيهات من ادارة الدعاية تمنع نشر اي خبرquot; عن نوبل، مؤكدا انه quot;امر عاديquot; لقضية على هذه الدرجة من الحساسية.

واضاف ان فاعلية الرقابة المفروضة على الانترنت تتراجع مع ان نحو اربعين الف quot;شرطي للشبكةquot; مكلفون مراقبتها، موضحا ان quot;عددا كبيرا من الرسائل مرquot; بين الرسائل الآنية المتبادلة وخصوصا عدد كبير من التعليقات الاحتفالية.

وتمكنت ليو تشيا زوجة المنشق الذي كرم بجائزة نوبل، والمحرومة من الحرية بما في ذلك الاتصال في اطار نظام الاقامة الجبرية، من الاتصال في عطلة نهاية الاسبوع مع الخارج عن طريق تويتر.

وقالت quot;التقيت تشياوبو وقلت له (السبت) في سجنه انه فاز بالجائزة. ارجوكم (...) ساعدوني في الاتصال عبر تويترquot;.

وصرح دو سبينرز quot;بالتأكيد كل هذه الادوات لم تكن موجودة في البداية (...) ولا يسع النظام سوى العمل على سد الثغرات امام ظاهرة نشر جماهيريةquot;.

وحتى على منتدى صحيفة الشعب quot;القوة العظمىquot; فوجئت اجهزة الرقابة اذ انه في الساعة التي تلت اعلان نوبل للسلام بقيت بعض الرسائل خمس دقائق قبل ان تتمكن من محوها. وبعد ذلك لم تبق اي رسالة اكثر من دقيقة واحدة.

وتراجعت الرقابة قليلا الاثنين واصبح البحث عن quot;ليو تشياوبوquot; على المحرك بايدو يوصل الى نتيجة.

وقال دو سبينز ان quot;ما يخيف السلطة هو التحركات الجماعية. كانت تريد تجنب تظاهرات في اليوم نفسه باي ثمنquot;.

واضاف quot;الآن بعد تراجع الفورة الاعلامية، ستخف الرقابة قليلاquot;.