صعد لويس يورزوا، وهو اخر عامل من العمال الـ33 العالقين، سالما الى الارض من منجم سان خوسيه التشيلي عند الساعة 21,55 من مساء الاربعاء ، في عملية جرت دون عوائق حيث كان في استقباله الرئيس التشيلي سيبستيان بينيرا.
منجم سان خوسيه:صعد لويس يورزوا، اخر عامل من العمال ال33، سالما الى الارض من منجم سان خوسيه التشيلي عند الساعة 21,55 من مساء الاربعاء (00,55 تغ الخميس) بعد ان امضى 69 يوما تحت الارض، حسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وصعد لويس يورزوا، رئيس ربع الفريق الذي كان محاصرا تحت الارض منذ الانهيار الذي حصل في الخامس من اب/اغسطس، الى الارض في جو ساده الفرح والبهجة وقد اطلقت صفارة علامة نجاح الانقاذ التاريخي ل33 عاملا.
وكان يورزوا اخر عامل يصعد في الكبسولة من البئر بطول 622 مترا وقد جرت عملية الانقاذ بدون عوائق منذ البداية.
وصعد يورزوا الى الارض بعد حوالى 22 ساعة من صعود اول عامل، فلورنسيو افالوس. وكان في استقباله ايضا الرئيس التشيلي سيبستيان بينيرا.
وقال له الرئيس quot;اهنئك لانك كرئيس جيد خرجت الاخيرquot;.
ومع الرئيس التشيلي والمسعفين والمسؤولين الحاضرين انشد العامل الاخير ومعه الجميع النشيد الوطني التشيلي.
ولا يزال هناك ستة مسعفين في المنجم سيتم اخراجهم كي تنتهي معهم نهائيا عمليات الانقاذ.
وقد وصل الرئيس البوليفي ايفو موراليس الاربعاء الى منجم سان خوسيه، للترحيب بمواطنه كارلوس ماماني، احد العمال الذين انقذوا، معلنا ان بوليفيا لا تعرف كيف quot;تدفع دينهاquot; لتشيلي للجهود التي بذلتها. وقال quot;باسم الحكومة البوليفية، لا اعرف كيف أدفع ديننا حيال هذه الجهودquot;. واضاف quot;انه لامر تاريخي وغير مسبوق ولا يوصف ان يتم انقاذ هذا العدد من العمال احياء وبينهم شقيقنا كارلوسquot;.
وكان فلورنثيو افالوس (31 عاما) اول من تم انقاذه وصعد الى السطح عند الساعة 00,10 بالتوقيت المحلي (03,10 تغ) في عملية لم تواجه اي مشاكل واستمرت اقل من 15 دقيقة في كبسولة معدنية قطرها 53 سم تم سحبها من عمق 622 مترا.
وضم افالوس امام كاميرات التلفزيون التي كانت تبث الحدث مباشرة، ابنه البالغ من العمر سبع سنوات ثم زوجته مونيكا والرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا والعديد من مستقبليه عند فوهة البئر. ثم تم اقتياده سريعا الى مستشفى ميداني اقيم في المكان حيث سيخضع لسلسلة فحوصات.
وقال رئيس تشيلي مبديا ارتياحه quot;اول عمالنا اصبح معناquot; واضاف quot;كنا على يقين انهم على قيد الحياة واننا سننقذهم (..) قلنا اننا سنعثر عليهم وعثرنا عليهم. والان نقول اننا سننقذهم سالمين وسنفعلquot;.
وغمرت الفرحة اسرة فلورنثيو افالوس من دون ان تنسى شقيقه رينان الذي لا يزال في جوف المنجم.
وتتالى اثر ذلك صعود العمال.هذا وقد تم نقل العمال الاوائل الذين اخرجوا الى المستشفى على الفور حيث سيخضعون لفحوصات طبية دقيقة طوال 48 ساعة.
واوضح وزير الصحة خايمي ماناليش ان هذه المراحل quot;تم الاتفاق عليها معهم، وليست نزوةquot;. واوضح quot;قد يقول البعض: اشعر انني بخير وأريد العودة الى عائلتيquot;، لكن هذا الرفض quot;يهدد الترتيبات القانونية الكاملة للحماية والعجز والتقاعد التي يحق لهم بهاquot;.
وتابع وزير الصحة ان الحكومة لن تتخلى عمن اصبحوا ابطالا وطنيين. واضاف ان الدولة quot;ستقدم لهم متابعة نفسية متخصصة لستة اشهر على الاقل، حيث يمكن ان يمروا بلحظات من الحزن والاكتئابquot;. وذكر ان التوتر التالي للصدمة قد quot;يستمر اسابيع وأشهراquot;.
وكانت تجارب اجريت في آخر لحظة أخرت لعدة ساعات بدء عملية الانقاذ التي لم تنطلق الا نحو الساعة 23,20 مع نزول اول منقذ في quot;الكبسولةquot; المعدنية التي بدأت الصعود بالعمال الواحد بعد الآخر.
وبعد ربع ساعة وصل المنقذ مانويل غونزالس الى قاع المنجم حيث استقبله ال33 عاملا بالتصفيق امام كاميرا تم نصبها في المكان. ثم تجمع العمال من حوله للاستماع الى توجيهاته في ورشة اقيمت تحت الارض رفع فيها علم تشيلي.
ثم بدا غونزاليس مساعدة اول العمال على اتخاذ موقعه في الكبسولة. وقد وضع المنقذون ترتيب صعود العمال مسبقا على قاعدة إعطاء الأولوية للاكثر quot;مهارةquot; ثم quot;الاضعفquot; واخيرا quot;الاقوىquot; القادرين على تحمل طول الانتظار.
ويستغرق صعود الكبسولة في بئر حفرت خلال 33 يوما، 15 دقيقة بيد انه مع تحضير كل رحلة يتطلب الامر نحو ساعة لصعود كل عامل.
وكان العمال وهم 32 تشيليا وبوليفي واحد، علقوا في منجم النحاس والذهب في سان خوسيه في صحراء اتاكاما (شمال)، في الخامس من آب/اغسطس اثر انهيار. وبالاضافة الى 800 شخص من اقارب واصدقاء العمال، تدفق اكثر من الفي صحافي من العالم باسره الى الموقع لتغطية quot;النهاية السعيدةquot; لعملية نجاة تحت الارض غير مسبوقة.
وخلال شهرين اصبح العمال ال 33 نجوما عالميين فارسلت لهم قمصان موقعة من نجوم عالميين لكرة القدم ومسبحات مباركة من البابا بنديكتوس السادس عشر واجهزة quot;اي بودquot; اهداهم اياها رئيس شركة آبل ستيف جوبز لمساعدتهم على تحمل معاناتهم التي اصبحت مصدر إلهام لمخرجين سينمائيين.
وستكون المتابعة النفسية التي ستؤمنها السلطات لستة اشهر على الاقل تحت رحمة مختلف انواع التدخلات، سواء كانت من الاقارب او الاعلام او شهرتهم الحديثة الزائلة على الارجح.
واكد المحلل النفسي في الجامعة الكاثوليكية في تشيلي انريكي شيا ان quot;حياتهم السابقة انتهتquot;، معتبرا ان عمال المنجم سيواجهون تحديا كبيرا لاعادة التكيف في فترة ما بعد الصدمة quot;المحفوفة بالمخاطرquot;.
وتابع quot;عندما تتغير ظروف الحياة كافة، ينبغي اعادة التكيف واكتشاف سلوكيات تساعدquot; على المواجهة.
واوضحت المحللة النفسية في جامعة تشيلي مارغاريتا لوبات quot;يعمد كل من يواجه الموت الى التفكير بوضعه الخاص (...) وبما فعل في حياته وما لم يفعل، وينبغي متابعتهم على هذا المسار كذلكquot;. كما حذر خبراء في الناسا وفدوا في ايلول/سبتمبر لاسداء النصائح لمنفذي عملية الانقاذ من quot;الشهرة التي اكتسبها العمال في البلاد وبالتالي من الضغط الاعلامي والاجتماعيquot;.
وقال عالم الاجتماع في الجامعة الكاثوليكية رينيه ريوس quot;ستلاحقهم وسائل الاعلام وسيتلقى بعضهم وابلا من العروض التلفزيونية وقد يمتهنون ذلك. لكن الامر لن يدوم اكثر من عدة أشهر، فمع حلول اذار/مارس سيصبح الامر ذكرىquot;.
يذكر انه بعد سبعة ايام من حدوث الانهيار، اعتبر وزير المناجم لورنس غولبورني ان فرص العثور على العمال احياء quot;ضئيلة جداquot;.
لكن تحت ضغط الاهالي الذين اعتصموا في المكان غداة حدوث الانهيار، واصل رجال الانقاذ جهودهم حتى تمكن مسبار في 22 آب/اغسطس من التقاط رسالة كتبت على ورقة تحمل عبارة اصبحت شهيرة quot;نحن بخير جميعنا ال33 في الملجأquot; تحت الارض.
واشنطن تشيد بعملية الانقاذ
على صعيد متصل، اشادت الولايات المتحدة بعملية الانقاذ quot;اللافتةquot; الجارية في منجم سان خوسيه، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي في رسالة على موقع تويتر للمدونات القصيرة quot;تهاني لتشيلي على عملية الانقاذ الناجحة لاول عمال المنجم. انه دليل أمل وكفاءة لافتquot;.
التعليقات