يبحث الدول الاعضاء في حلف الـ quot;ناتوquot; اليوم المهام الجديدة المنوطة بالحلف.

بروكسيل: تبحث الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي الخميس المهام الجديدة المنوطة بحلفها مثل الدفاع المضاد للصواريخ في ظرف ازداد تعقيدا بسبب المستنقع الافغاني وعدم التوازن المتزايد بين الامكانيات العسكرية الاميركية والاوروبية.

ولخص الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن لدى افتتاح الاجتماع الوزاري في بروكسل، وهو استثنائي من حيث الحجم وجدول العمل، بالقول ان quot;في مواجهة المخاطر العصرية لا بد من دفاع عصريquot;.

ويبحث وزراء الخارجية ال28 ونظرائهم للدفاع في الحلف quot;نظرية استراتيجيةquot; جديدة تحل محل الوثيقة السابقة التي اعدت سنة 1999، اي سنتين قبل اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على برجي التجارة العالمية في نيويورك.

ويفترض ان تطرح الوثيقة المرجعية بعد ذلك على مصادقة قادة الحلف خلال قمة لشبونة في 19 و20 تشرين الثاني/نوفمبر. والمخاطر المتزايدة التي تذكرها الوثيقة في 11 صفحة، معروفة، وهي الارهاب الدولي والانتشارين البالستي والنووي وعرقلة الامدادات بالمحروقات والحرب المعلوماتية.

كما طرح على الطاولة ايضا انشاء نظام دفاع مضاد للصواريخ لحلف الاطلسي يحمي السكان وليس الجنود فحسب. واعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في الطائرة التي تقله الى بروكسل ان هناك quot;اجماع واسعquot; بين الحلفاء حول القضية وانه يكفي ما بين 85 الى 110 مليون يورو لربط الانظمة المضادة للصواريخ بين الدول الاوروبية التي تملك تلك الانظمة، بالشبكة الاميركية.

لكن الخلاف القائم بين فرنسا والمانيا حول دور النووي والدفاع المضاد للصواريخ يعرقل التوصل الى قرار. وافاد دبلوماسي اوروبي ان quot;الالمان يعتقدون ان الدرع المضادة للصواريخ بديلة عن الردع النووي بينما يرى الفرنسيون انه لا يمكن الا ان تكون مكملة لهquot;.

وترى باريس ان quot;ثمن الدرع سيكون باهظا كي يكون فعالا وانه لن يكون واقيا مئة بالمئةquot;. اما بشان الحد الكامل من الانتشار النووي الذي يدعو اليه الرئيس باراك اوباما فالجميع يدعو اليه لكن في انتظار ذلك يجب على الحلف الاطلسي ان يعول على مزيج من الاسلحة النووية والتقليدية كما يفعل منذ 61 سنة، على ما اضاف الدبلوماسي.

وردا على السؤال: هل سيسمح الاجتماع الوزاري بايجاد حل وسط؟ قال وزير الدفاع الالماني كارل ثيودور زو غوتنبرغ quot;سنرىquot;. ومن شان اللقاء الذي سيجريه راسموسن الجمعة في باريس مع الرئيس نيكولا ساركوزي ان يساهم في احراز تقدم.

من جانب اخر يواجه الحلف الاطلسي انخفاضا بسبب الصعوبات المالية في الميزانيات العسكرية لاعضائه الاوروبيين قال غيتس انها مصدر quot;قلقquot; بالنسبة للولايات المتحدة. كما سيركز وزراء الدفاع ايضا على اصلاح انظمة الحلف الاطلسي العسكرية والتي تقتضي تخفيف عديد جنودها وخفض عدد مقراته العامة ووكالاته المتخصصة.

وافاد مصدر عسكري ان عدد العسكريين الذي يبلغ حاليا 11500 -لعدد مسموح به اقصاه 13200- سينخفض الى نحو 8900. وبعد ذلك يفترض ان يجتمع وزراء الخارجية عصرا لتناول الشراكات التي يجب تعزيزها عبر العالم quot;مع الدول التي تتطلع الى عالم اكثر اماناquot; كما قال راسموسن.

وفي المقدمة، تعزيز التعاون مع روسيا لا سيما من اجل الخروج من المستنقع الافغاني. ورغم صعوبته فان الوضع في افغانستان بعد تسع سنوات عن بداية حرب كثر ضحاياها، ليس مدرجا على جدول الاعمال لكنه حاضر في اذهان الوزراء.