عبّر مواطنون عراقيون وإعلاميون تحدثت معهم (إيلاف) من بغداد عن سخطهم الشديد على الرسوم الجديدة التي فرضتها وزارة الكهرباء على الأسعار والتي تجاوزت نسبة المائة بالمائة، الأمر الذي دفع بعضهم إلى وصمها بالفضيحة المشابهة لفضيحة وثائق موقع ويكيلكس.


بغداد: أطلقت وزارة الكهرباء العراقية نكتة سمجة صارت هي الأكثر تداولا في الشارع العراقي حاليا لكنها لم تحرك شفاه المسؤولين الذين لا يعلمون عن فقدان الكهرباء شيئا لأنهم وحدهم المتمتعون بها، فيما أشار البعض الى ان هذه الوزارة تسعى الى الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي واعتبارها جزءا من فضيحة وثائق البنتاغون وذلك بالاعلان عن زيادة استهلاك المواطنين للطاقة الكهربائية تصل الى نسبة مائة بالمائة.

وستقضي الزيادة الجديدة على كامل مرتبات الموظفين تقريبا حيث ستستهلك منها ما يساوي بين 70 و100 بالمائة وبشكل سيؤثر كثيرا وبشكل سلبي وقاسٍفي الطبقات الوسطى التي ستعاني الامرين من الزيادة فيما لن تؤثرفي الطبقة الثرية.

وأعلنت وزارة الكهرباء الثلاثاء أنها باشرت باعتماد تسعيرة جديدة لاستهلاك الطاقة بدءا من الأول من الشهر الحالي بحجة (حث المواطنين على ترشيد الاستهلاك ما يؤدي مستقبلاً إلى زيادة ساعات التجهيز)، وكأنما هي تسخر من المواطن الذي يعلم ان الكهرباء غير موجودة او تريد ان تجعله يحلم بوجودها او انها تريد ان تقول له : هذه اسعارنا التي لا تتمكن من دفعها فاحترم نفسك ولا تطالب بالكهرباء وعش كما عاش اجدادك في العصور السحيقة.

وقال مصعب المدرس مدير المكتب الاعلامي الناطق الرسمي باسم وزارة الكهرباء إن الوزارة بدأت التطبيق الفعلي لهذه التسعيرة،التي كان من المقرر لها أن تطبق قبل عدة أشهر اعتباراً من اليوم الأول لشهر تشرين الأول الحالي استناداً إلى قرار اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء ، وان قوائم اجور استهلاك الطاقة الكهربائية للشهر الحالي ستصل الى المواطنين مطلع شهر كانون الاول المقبل .

وأضاف أن آلية التسعيرة الجديدة ستحسب أجور استهلاك الطاقة الكهربائية بوحدة الـ (كيلوواط/ ساعة)، وبسعر 20 دينارا عراقيا لكل وحدة واحدة، في حالة استهلاك ما بين 1- 1000 وحدة، و50 دينارا للاستهلاك ما بين 1001- 2000 وحدة، و80 دينارا للاستهلاك ما بين 2001- 3000 وحدة، و100 دينار للاستهلاك ما بين 3001- 4000 وحدة، و135 دينارا عراقيا في حال استهلاك أكثر من 4001 وحدة .
واوضح:ان كلفة استهلاك 5 امبيرات لمدة 24 ساعة طوال شهر كامل تكون 14 الف دينار شهرياً، وكلفة استهلاك 10 امبيرات لمدة 24 ساعة طوال شهر كامل تكون 42 الف دينار شهرياً، وكلفة استهلاك 15 امبيرا لمدة 24 ساعة طوال شهر كامل تكون 82 الف دينار شهرياً، وكلفة استهلاك 20 امبيرا لمدة 24 ساعة طوال شهر كامل تكون 140 الف دينار شهرياً، وكلفة استهلاك 25 امبيرا لمدة 24 ساعة طوال شهر كامل تكون 210 آلاف دينار شهرياً، وكلفة استهلاك 30 امبيرا لمدة 24 ساعة طوال شهر كامل تكون 293 الف دينار شهرياً، وكلفة استهلاك 45 امبيرا لمدة 24 ساعة طوال شهر كامل تكون 585 الف دينار شهرياً، وكلفة استهلاك 50 امبيرا لمدة 24 ساعة طوال شهر كامل تكون 682 الف دينار شهرياً.

ومن ينظر الى هذه القائمة سيرتجف من الخوف قبل ان يرتجف من حر الصيف وبرد الشتاء، فهناك من سوف يعطي راتبه وهناك من سوف يستدين وهناك من سيضطر ان يعيش بلا كهرباء لأنه عاطل عن العمل.
وكانت العديد من محافظات العراق قد شهدت تظاهرات كبيرة ضد التسعيرة الجديدة عند اقرارها في الشهر الخامس من العام الحالي، كما أقيمت تظاهرات ضد عدم توفير الكهرباء انتهت باستقالة الوزير عبد الكريم وحيد .

quot;ايلافquot; تحدثت الى العديد من المواطنين الذين كانوا يستغربون الامر ويعدونه من الاخبار السيئة والمحبطة، فلا يعرفون بماذا يجيبون حتى ان المواطن ابو خميس قال : quot;منذ أيام الحرب العراقية الايرانية لم نعرف طعم الكهرباء على طول 24 ساعة، وأمضينا أعمارنا في الظلام ولم ننعم بها أبدا، وفي السنوات الأخيرة اصبحت الكهرباء ترفا ، ومن ثم تأتي وزارة الكهرباء لتقول سنعطيكم الكهرباء على قدر ما تدفعون، أنا ليس عندي مال لأعطيه ودعني بلا كهرباءquot;.

وقال سلام الخفاجي الموظف في وزارة الصحة : quot;اعتقد ان وزارة الكهرباء تريد ان تذكر الناس ان هناك شيئا اسمه كهرباء، ولو أن هناك قليلا من الحياء لاحترمت مشاعر الناس وما اعلنت التسعيرة هذه وربما المسؤولون في الوزارة بعد ان قضوا على التخصيصات المالية بالسفر والسياحة وشراء العمارات والمزارع اصبحوا بحاجة الى اموال اخرى للاشهر الماضية فلم يجدوا الا سرقة كدح المواطن وكده وتعبه ، لتأمين سياحتهم للصيف المقبل، والا فهذه التسعيرة صفعة في وجه المواطن وانني اعتبرها فضيحة، حالها حال هذه الوئاثق التي نشرها موقع(ويكيليكس)، أليست فضيحة ان تهدد الوزارة الناس وهي لم تعطهم كهرباء طوال سنوات، اعتقد انها مشروع مؤامرة لإسقاط حكومة المالكي وانا استغرب كيف يوافق على مثل هذه التسعيرة التي ستكون نقمة على الناسquot;.

اما الاعلامي عماد جاسم في قناة الحرة فقال : quot;العراقيون اخذوا يفكرون بالممكن ويتناسون المستحيل في ظل حكومة أتقنت طقوس إذلال الناس وباتت المطالبة بأي حقوق نوعا من المزحة، ولان الكهرباء قررت مغادرة الفقراء بأمر من المسؤولين أمسى البحث عن أية حلول وان كانت تزيد من ثقل المتاعب امرا قد خنع له ابناء الحضارات الصامتون دوما على حماقات السياسيين وقراراتهم التي تستهدف قتل ما تبقى من الاحلام بتحقيق الحد الأدنى من العدالة، لذا فان كل العراقيين تأكدوا من لا عودة للكهرباء الوطنية التي يتساوى بها المسؤول المرتشي او النائب الذي اضاع ضميره في زحمة البحث عن مصالح الذاتيةquot;.

ومن جهته قال المحلل السياسي عبد الأمير العبودي: quot;لا يمكن لأي حكومة عراقية مهما كانت قوية ومهما كان عدد النواب الذين يشكلونها ان تصمد امام غضب الشارع العراقي الذي يبدو انه سوف يقول ويفعل كل شيء لو ان الحكومة العراقية فعلا أقرت التسعيرة (المجنونة) التي وضعتها وزارة الكهرباء لحساب استهلاك الطاقة في مقابل المال الذي يدفعه المواطن العراقي (المكدود) ، وزارة الكهرباء في بلادنا سوف تصبح أغنى من وزارة النفط.

وتساءل قائلا : quot;هل أحسّ السادة المسؤولون في وزارة الكهرباء ان المواطن العراقي كاد في بعض الاوقات ينسى شكل (الكهرباء)، وانه صار يتوق الى ان يراها مستمرة ولو لبضع ساعات ، فإذا ما أريد لها ان تستمر لبعض الساعات صارت اصعب عليه من الخيال الذي ما كان ليحصل عليه، إنها أغلى من كل شيء وتتجاوز راتبه، فلا سخان ولا مكوى وربما لا تلفاز ولا ضوء للفقراء ، انها وزارة تجهز الأغنياء فقط.

وأضاف : المواطن كان يتوقع ان تقوم الحكومة بتجهيزه بالكهرباء مجانا لسنوات طوال تعويضا للعذابات التي عاشها في سنوات الدكتاتورية والديمقراطية معا، ولكن فوجئ بالوزارة تصيبه بالخيبة وتعاقبه بتسعيرة تأخذ منه ما يشقى من اجلهquot;.

اما الكاتب امير الابراهيمي فقال : اعتقد ان ما تتصرف به وزارة الكهرباء هو ضحك على ذقن المواطن، ذلك أنها أسوأ وزارة وجدت في العراق، فهو ليست سوى أداة لتدمير المواطن نفسيا، ومن المضحك المبكي ان يخرج علينا المسؤولون فيها ليبشروا الناس بسلب ما في جيوبهم وتهديدهم وهي التي لم تؤد واجبها بأبسط صورة، هذه الوزارة تريد ان تقول لنا انها سترفع السوط لتجلدنا به ان لم نسكت ولا نطالب بالكهرباء وان نعيش كما عاش أجدادنا ولا نعترض على وجود الضوء والهواء المكيف في قصور المسؤولين، الوزارة الباغية لا تعرف ان مكيف الهواء يحتاج الى 17 امبير لتشغيله في الصيف وإذا ما فكّر مواطن فقير أن يستدين ويشتري مكيفا فعليه ان يحمل راتبه ويعطيه لوزارة الكهرباءquot;.