أكد السفير الايراني لدى العراق حسن دنائي أن التدخل الاميركي في العراق ترك اثرًا سلبًيا بالغاً على هذا البلد، اذ ارتفعت نسبة النشاطات الارهابية بشكل كبير. وفي الوقت الذي اتهم به واشنطن باستمرارها في دعم البعثيين في بلاد الرافدين، قال ايضاً إن العلاقات بين بغداد وطهران مصيرية نافيا تدخل بلاده لدعم ترشيح نوري المالكي لولاية ثانية.


بغداد: قال السفير الايراني لدى العراق حسن دنائي إن الولايات المتحدة الاميركية عملت على دعم البعثيين منذ السنوات الاولى لاحتلالها العراق واشار الى ان تقدير المبادرة السعودية باستضافة اجتماع عراقي في الرياض متروك للزعماء العراقيين دون غيرهم نافيا تدخل ايران لفرض نوري المالكي رئيسا للوزراء لولاية جديدة. واكد في حديث لإيلاف ان طهران لاتفضل مرشحا او تدعم مرشحا معينا دون غيره ودعا واشنطن الى التوقف عن التدخل في شؤون دول المنطقة خصوصا وان شعارات مكافحة الارهاب التي رفعتها ادت الى زيادة الارهاب وتناميه وتنوع أساليبه وتقوية حضوره.

**هل تقلقون على شيعة العراق؟ وكيف ترون الاوضاع في العراق؟

- العلاقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق علاقة تاريخية كانت ولاتزال وستبقى علاقة مصيرية فالروابط بين ابناء البلدين روابط موحدة وستبقى قائمة اليوم وفي المستقبل. لدينا مع العراق دين واحد وثقافة موحدة وجغرافية مشتركة، لدينا حدود مشتركة بطول 1400 كم وخلال فترة النظام البائد شجعت اغلب دول المنطقة نظام صدام حسين الامر الذي دفع المعارضة العراقية الى اللجوء للجمهورية الاسلامية الايرانية التي احتضنتها وتمكن افراد المعارضة من تشكيل صداقات كبيرة وتكوين معارف واسعة في ايران والبعض من المعارضة قضوا في ايران اكثر من 3 عقود وهي فترة ليست قصيرة تمكنوا خلالها من نسج علاقات اسرية واسعة جدا.

كما وتوجد بين ابناء البلدين اكبر العلاقات والروابط الاجتماعية حيث يوجد التواصل والترابط والاختلاط الممتد ليشكل اكبر الارتباطات العائلية بين البلدين .. كما توجد عشرات الاسباب للعلاقة المتينة العميقة بين ابناء البلدين اضافة لوجود الروابط والمشتركات الدينية الثقافية والاجتماعية فمثلا خلال العام الماضي قصد العراق اكثر من مليوني زائر ايراني مقابل مليون زائر عراقي. ومن المتوقع ان يرتفع العدد هذا العام الى اكثر من 4 ملايين زائر على اقل تقدير ، كما ان هناك تبادلا تجاريا واسعا جدا بين رجال اعمال عراقيين وايرانيين وبالنسبة إلينا كانت اول زيارة رسمية مهمة يقوم بها وزير الطاقة الايراني الذي زار العراق في فترة مضطربة وصعبة امنية تبعتها زيارة الرئيس احمدي نجاد في ما بعد .. وحتی الان قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية بتزويد العراق قرابة 1000 ميغا واط من الطاقة الكهربائية قابلة للزيادة. اذا فالعلاقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق علاقة عميقة متينة ونحن عندما نعاون ونساعد الشعب العراقي باي شكل من الاشكال فان ذلك انما يعتبر تجسيدا لتلك العلاقة الجوهرية.

**هل ترون ان الولايات المتحدة الاميركية فشلت في العراق؟

- رفعت الولايات المتحدة الاميركية شعارات محاربة الارهاب لكن الواقع يفيد ان الارهاب ارتفعت نسبته هنا وهناك، وتنوعت اساليبه بل واصبح للارهاب والارهابيين حضور اكثر من السابق وتشهد دول المنطقة مظاهر ارهابية مروعة، مثل حادثة الطرود المفخخة قبل ايام. وقد حاولت الولايات المتحدة الاميركية قبل احتلالها للعراق ان تصور ان ما سيحدث في العراق سيكون امرا خارقا وباعثا على الامل. لكن الامر مختلف تماما على ارض الواقع وقد ترك التدخل والاحتلال الاميركي اثرا سلبيا بالغا في العراق وافغانستان وبالإجمال فان التدخل الاميركي في الشرق الاوسط يعود عادة بنتائج سلبية جدا. واظن ان التصرف العاقل هو عدم التدخل في دول المنطقة. وبالنسبة إلى الواقع فانه وبعد 7 سنوات وكما تلاحظون فان العراق يشهد عمليات ارهابية منظمة ومتزايدة، والفشل الاميركي في العراق وافغانستان إنما يأتي باعتراف وشهادة ساسة اميركيين وقادة في الجيش الاميركي حيث يعترفون بانفسهم في الاخفاق الحاصل فالفوضى والعشوائية والارهاب وعدم المقدرة على توفير الخدمات الاساسية لابناء الشعب العراقي تترك اثارا سلبية يعاني منها اهل العراق دون غيرهم وكانت الولايات المتحدة قد ادعت انها تنوي تقديم يد المساعدة والعون للشعب العراقي الا انها لم تقدم شيئا ملموسا بهذا الخصوص حتى الان.

**هل يقلقكم الحديث عن دعم الولايات المتحدة لعودة البعثيين الى حكم العراق؟

- اظن ان الولايات المتحدة عملت ومنذ العام الاول لاحتلالها العراق وخصوصا في الفترة التي تولى فيها الاميركي بول بريمر حكم العراق على تقديم وتقريب البعثيين وتقليدهم بعض المناصب واظن ان الولايات المتحدة مستمرة في هذا المسعى لكن في الوقت الراهن فان عودة البعثيين من عدمه امر متروك للعراقيين انفسهم وهم الوحيدون الذين بمقدورهم التقرير بعودة من يرغبون او بعودة البعثيين من عدمه لكن اظن ان العراقيين يحتفظون بذكريات سيئة عن البعثيين سلوكا ومنهجا. البعثيون يمتلكون سمعة سيئة و هم غير مقبولين من الشارع العراقي انما يبقى الامر متروكا للعراقيين في نهاية الامر .

**لماذا تدعمون نوري المالكي لولاية ثانية؟

-هذه مزاعم نسمع بها احيانا ونقرأها في بعض وسائل الاعلام وقد تناهى الى مسامعنا من هنا وهناك مزاعم من هذا النوع وعلى اية حال هذا الطرح لا نؤيده ونرفضه بكل قوة .. نعم قد تكون لنا رؤية وافكار، لكننا لم ولن نمارس ضغوطا على اية جهة لمصلحة جهة اخرى ولا ندعم شخصا على اخر ولا نفضل احدا على احد ذاك اننا نظن ان تشكيل الحكومة امر متروك للعراقيين وللاحزاب ولقادة تلك الاحزاب. فاذا ما امتلكت الاحزاب العراقية رؤية موحدة تجاه مرشح معين فانه امر جيد ان يتمكنوا من الاتفاق وتوحيد الموقف في ما بينهم، وبالتأكيد فإن قرارات من هذا النوع تعود للعراقيين، حقيقة لا نعرف مصادر مثل هذا الكلام .

**كيف تردون على الانباء التي تتحدث عن ضغوط مارستموها على مقتدى الصدر لدعم ترشيح نوري المالكي الذي زار إيران للغرض نفسه؟

-هذا كلام غير صحيح ... مقتدى الصدر موجود ويقيم في قم وزيارة المسؤولين العراقيين له لا تعني اننا نفرض ترشيح المالكي هذا كلام غير دقيق ابدا. اما زيارة نوري المالكي للجمهورية الاسلامية الايرانية فهي زيارة حسب علمي لم تكن مقتصرة على الجمهورية الايرانية فقد زار دولا اخرى في المنطقة. وبالنسبة لنا فقد قلنا اننا لا نؤيد شخصا معينا لتولي رئاسة الحكومة ولو كنا تدخلنا في تشكيل الحكومة لتمكنا من تشكيل حكومة في الشهر الاول الذي تلا الانتخابات. وهنا لا بد من التأكيد مجددا على ان امر تشكيل الحكومة متروك للعراقيين انفسهم ولا يجوز حدوث تدخلات خارجية بهذا الشأن.

**ما هو موقفكم من مبادرة العاهل السعودي لعقد اجتماع للقوى العراقية في الرياض؟

- سمعنا بهذه المبادرة ونشعر ان اي بلد او جهة تقدم مثل هذه المبادرات لمساعدة العراقيين يجب ان يقدم لها الشكر والتقدير. لكن الامر الجوهري والاساسي هو ان التصرف والموقف تجاه مبادرة المملكة العربية السعودية يتوقف كليا على الارادة العراقية وقرار القادة العراقيين. وقد لاحظنا ان البعض قد اشار الى انها مبادرة طيبة والبعض الاخر قال إنها جاءت متاخرة بعض الشيء فلو جاءت بشكل مبكر لربما عادت بفائدة اكبر وهناك من اشار الى ان المبادرة تشبه مبادرة مسعود البارزاني لاجتماع اربيل .. على اية حال نحن نعتقد ان اية مبادرة تعمل على دعم العراق والشعب العراقي هي مبادرة طيبة لكننا نرى في الوقت ذاته ان اية مبادرة داخلية كانت أو خارجية مرهونة بقرار الزعماء العراقيين انفسهم.

**هل تحبون العراق؟

- نعم احب العراق كثيرا ولدينا شخصيا صداقات جيدة وقوية مع مختلف الشرائح العراقية.