تم العثور على مواد لصنع قنبلة النووية متاحة للبيع في السوق السوداء في جورجيا.


كشفت الأدلة التي قُدمت في محاكمة سرية في جورجيا أن كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية تتيح استخدامه لصنع قنبلة نووية، متاحة للبيع في السوق السوداء في أطراف الاتحاد السوفيتي السابق.

واعترف شخصان يحملان الجنسية الأرمنية، أحدهما رجل أعمال والآخر عالم فيزياء، بتهريب يورانيوم مخصب بنسبة عالية الى جورجيا في آذار/ مارس الماضي بعدما أخفياه في رزمة مبطنة بالرصاص نُقلت بالقطار من يريفان الى تبليسي.

وأبلغ الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي رؤساء دول أخرى بتنفيذ عملية أمنية سرية كشفت المهربين خلال مؤتمر نووي عُقد في واشنطن في نيسان/ أبريل الماضي ولكن تفاصيل لم تُعلن عن القضية حتى الآن. وجرت المحاكمة وراء أبواب مغلقة لحماية أفراد الوحدة الخاصة لمكافحة الانتشار النووي التي كشفت عملية التهريب.

ونقلت صحيفة الغارديان عن محققين في القضية انهم اكتشفوا ان العنصر الأساسي لصنع رأس نووي متاح في السوق السوداء ومن السهل تهريبه عبر أجهزة باهظة الكلفة للكشف عن المواد المشعة نُصبت بتمويل من الولايات المتحدة على حدود الاتحاد السوفيتي السابق. ولكن لا تُعرف كمية المادة النووية المتوفرة قيد التداول وما إذا وقعت بأيدي جماعات متطرفة.

ويُعتقد ان عينة اليورانيوم التي كانت بحوزة الارمنيين سومات تونويان وهرانت اوهانيان لبيعها سُرقت منذ سنوات. وأكدت الاختبارات الاميركية ان اليورانيوم مخصب بنسبة 89.4 في المئة بحيث يمكن استخدامه في رأس نووي. وكان لدى الأرمنيين 18 غراما فقط ولكن مجهزهما في ارمينيا ابلغهما ان كمية أكبر بكثير متوفرة لمن يرغب في الشراء. وقام الأرمنيان بتهريب اليورانيوم الى جورجيا بالقطار في علبة سجائر مبطنة بالرصاص لتمريرها عبر اجهزة الكشف عن المواد المشعة.

وكان تونويان صاحب معمل البان ناجح لكنه خسره على موائد القمار فيما عمل اوهانيان عالما في معهد يريفيان لعلوم الفيزياء. واتفق الاثنان على مقابلة الشاري في فندق في العاصمة الجورجية في 11 آذار/مارس. وظن الارمنيان انهما يبيعان عينتهما من اليورانيوم الى ممثل جماعة اسلامية تمهيدا لشحنة أكبر. ولكن الشاري كان ضابط شرطة منتحلاً صفة متطرف إسلامي.

وهذه هي المرة الثالثة التي تُضبط فيها كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية في جورجيا خلال السنوات السبع الماضية. وشهدت المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي 21 عملية مصادرة أو محاولة سرقة يورانيوم أو بلوتونيوم يمكن ان يُستخدم لتصنيع اسلحة نووية.

وأُنفقت مليارات الدولارات على تطوير وتحديث الإجراءات الأمنية في المنشآت النووية في أنحاء العالم وخاصة في روسيا التي لديها نحو 700 طن من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية في مئات المنشآت. ولكن ليس معروفا كم منها سُرق. وقال الخبير ماثيو بن من جامعة هارفرد الاميركية والمستشار العلمي السابق للبيت الأبيض quot;ان السؤال هو حجم الطرف البارز من جبل الجليد المغمور تحت الماءquot;.