تحاول الولايات المتحدة الأميركية إستعادة الروح للعملية السلمية التي توقفت قبل أن تبدأ.
واشنطن: تواصل الادارة الاميركية بذل جهود مكثفة لاعادة اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط رغم تنامي الشعور بوجود مأزق حقيقي . وقال فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الجمعة quot;وصلنا الى مأزق نحاول تجاوزهquot;، مضيفا quot;لم نعتقد يوما ان الامر سيكون سهلاquot;.
وكانت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية استؤنفت في الثاني من ايلول/سبتمبر برعاية الولايات المتحدة الاميركية. وادى الخلاف حول استئناف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية الى توقفها بشكل مبكر. وزاد الاعلان هذا الاسبوع عن بناء مساكن استيطانية جديدة في القدس الشرقية من تعقيد الوضع.
وفي الاثناء يكرر الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل العبارة تقريبا: quot;المفاوضات المباشرة بين الطرفين هي السبيل الوحيد لحل كافة قضايا النزاعquot;.
واجرت هيلاي كلينتون الخميس في نيويورك مباحثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لاكثر من سبع ساعات منها خمس ساعات على انفراد. وتطرقت المباحثات الى quot;ايجاد الظروف (المواتية) لاستئناف المفاوضات المباشرةquot; بين الفلسطينيين واسرائيل، بحسب بيان مشترك بدت عباراته مبهمة ولا يشير الى الاستيطان الاسرائيلي.
وقال كراولي quot;لا يجب ان تخلطوا بين ما ننشره علنا وما تم بحثه على انفرادquot;، مضيفا ان quot;اللقاء كان مثمراquot;. غير ان محللين ابدوا لوكالة فرانس برس تشاؤمهم. وقالت مارينا اوتاواي مديرة البحوث في مؤسسة كارنجي ان quot;العملية معطلة تماما والمباحثات لن تستأنفquot;. واضافت quot;اصبح من الواضح اكثر ان نتانياهو لن يتزحزحquot; عن مواقفه.
ويرى آرون ديفيد ميللر المفاوض الاميركي السابق الذي انضم الى مجموعة التفكير وودرو ويلسن ان الادارة الاميركية ارتكبت خطأ تكتيكيا بتركيزها على قضية الاستيطان منتقدا ما نجم عن لك من quot;هدر كبير للوقت والطاقةquot;.
غير ان الادارة الاميركية لا تزال متفائلة كما يؤكد ناتان براون الخبير في جامعة جورج واشنطن quot;حين تمضي وزيرة الخارجية كل هذا الوقت في اجتماع واحد مع رئيس حكومة اجنبية، فذلك يدل على انها لم تتخلquot; عن الملف.
وتوقع براون ان تستمر الجهود الاميركية لاعادة احياء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية حتى نهاية العام. وفي حال الفشل فانه سيكون على الولايات المتحدة ان تعيد رسم خططها بهذا الشان. ومن الخيارات التي تلوح بها واشنطن اقتراح خطة سلام اميركية وهو ما قد يؤدي بحسب البعض، الى ممارسة ضغوط شديدة على الجانبين وبالتالي غير مجدية.
والاحتمال الاخر هو ان تكتفي واشنطن بادارة النزاع دون العمل بنشاط من اجل السلام، كما فعل الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في بداية ولايته. وقد يحسم الفلسطينيون بانفسهم هذا النقاش حول الخيارات من خلال تولي زمام المبادرة.
واعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في هذا السياق لوكالة فرانس برس الجمعة انه في حال لم تتمكن الولايات المتحدة من ان تفرض على اسرائيل وقف الاستيطان فانه بامكان الفلسطينيين ان يطلبوا من واشنطن quot;الاعتراف بدولة فلسطين بحدود 1967 مع القدس الشرقيةquot;.
التعليقات