يدلي المواطنون في مدغشقر الاربعاء المقبل بأصواتهم في استفتاء حول مسودة دستور، للخروج من الازمة التي بدأها اندريه راجولينا وحوالى مئة حزب سياسي.


انتاناناريفو: دعي الناخبون في مدغشقر لدلاء باصواتهم الاربعاء في استفتاء حول مسودة دستور، يشكل المرحلة الاولى من عملية الخروج من الازمة التي بدأها اندريه راجولينا وحوالى مئة حزب سياسي، لكن تدينها المعارضة.

وهذا الاستفتاء هو قبل كل شىء اول اقتراع منذ تولي راجولينا السلطة بعدما اطاح في آذار/مارس 2009 بدعم من الشارع والجزء الاكبر من الجيش بالرئيس المنتخب مارك رافالومانانا.

وستلي الاستفتاء انتخابات بلدية في كانون الاول/ديسمبر وتشريعية في آذار/مارس ورئاسية في ايار/مايو المقبل بموجب اتفاق سياسي وقع في آب/اغسطس بين السلطة وحوالى مئة حزب سياسي.

وترفض quot;التيارات الثلاثةquot; للرؤساء السابقين رافالومانانا وديدييه راتسيراكا والبير زافي العملية وتدعو الى مقاطعة التصويت، مطالبة باحترام الاتفاقات بين الاطراف والتي وقعت العام الماضي في مابوتو واديس ابابا بوساطة دولية.

وتواجه مدغشقر ازمة سياسية واقتصادية خطيرة منذ نهاية 2008 ثم الاطاحة برافالومانانا.

ولا يثير الجدل حول الدستور الجديد اي حماس بين الناخبين في ختام حملة سبقت الاستفتاء وكانت اقرب الى حملة رئاسية وباتجاه واحد اذ انه من الصعب العثور على مؤيدين لرفض الدستور بعد الدعوة التي اطلقتها المعارضة الى المقاطعة.

واكد مامي راكوتوافيلة القريب من الرئيس رافالومانانا الذي يقيم في المنفى في جنوب افريقيا ان quot;هذا الاستفتاء لن يؤدي الى الخروج من الازمةquot;.

واضاف ان quot;الخطر يكمن في الوصول الى ازمة جديدة خلال ستة اشهر او سنة او سنتينquot;.

واعتقل 21 شخصا الاربعاء بينهم فيتيسون اندريانيرينا احد قادة معسكر رافالومانانا بعد تجمع حماسي لانصار quot;التيارات الثلاثةquot; منعته السلطات.

وقام انصار التعديل الدستوري الذين يوصفون بانهم مدافعون عن نظام راجولينا بحملة في جميع انحاء البلاد لتأمين اكبر نسبة ممكنة من المشاركة لاضفاء طابع شرعي على العملية.

وصرح اوغوستان اندريامانانورو مدير حملة التأييد للدستور ان quot;الذين يناضلون من اجل المقاطعة لا يتمتعون بالوعيquot;، معبرا عن امله في ان تتجاوز نسبة المشاركة الاربعين بالمئة ونسبة مؤيدي الدستور ال65 بالمئة.

وبعدما تحدث عن quot;موعد مع التاريخquot;، تحدث مدير الحملة عن دستور جديد quot;سيصحح اخطاء الماضي في انتهاكات السلطةquot; ويفرض quot;عقدا اجتماعيا بين الحاكمين والمحكومينquot;.

وبينما يقوم راجولينا بجولة في البلاد منذ اسابيع واعدا كل منطقة بمشاريع quot;ملموسةquot; مهمة مثل المستشافيات والاستادات، يؤكد النظام انه يحترم المنع الذي فرضه على القيام باي حملة.

وبرر احد مستشاري راجولينا ذلك قائلا quot;استمعوا الى خطبه انه لا يسعى سوى الى توعية الناس ليصوتوا ولا يصدر اي اوامرquot;.

وحاول الرافضون للدستور الجديد بوسائل قليلة اسماع اصواتهم، مثل هاروتسيلافو راكوتوسون الذي يرى ان الجدل لا يتناول الدستور المقبل بقدر ما يتعلق برسالة توجه الى النظام.

ويخشى راكوتوسون اصلا ان تؤمن مشاركة كبيرة في الاقتراع شرعية اكبر للنظام، مؤكدا انه تلقى تأكيدات من quot;السفارات الاجنبية التي كررت ان الامر لن يكون كذلكquot;.

وهو يأمل ان يسجل مؤيدو الquot;لاquot; نسبة جيدة في العاصمة quot;لتعديل ميزان القوةquot; فيها، وذكر مثالا على ذلك راجولينا الذي فاز برئاسة البلدية في 2008 قبل ان يستولي على السلطة بعد عام من ذلك.

المحطات الرئيسية في الازمة السياسية في مدغشقر
-- 2009 --

- 16/17 كانون الثاني/يناير: اندرية راجولينا رئيس بلدية انتاناناريفو يدين اجراءات المساس بالحريات من قبل الرئيس مارك رافالومانانا. وكانت الحكومة اغلقت في كانون الاول/ديسمبر 2008 شبكة التلفزيون الخاصة quot;فيفاquot; التابعة لرئيس البلدية بعد بثها مقابلة مع الرئيس السابق ديدييه راتسيراكا المقيم في المنفى في فرنسا منذ 2002.

مواجهات

- 26 كانون الثاني/يناير-السابع من شباط/فبراير: اسبوعان من المواجهات بين انصار رئيس البلدية والحرس الرئاسي تسفر عن سقوط حوالى مئة قتيل، وراجولينا يترأس quot;السلطة الانتقالية العلياquot;.

انقلاب

- 17 آذار/مارس: رافالومانانا يستقيل بعد تخلي الجيش عنه وراجولينا يدخل مقر الرئاسة منتصرا ويعلن نفسه quot;رئيساquot; انتقاليا. دانت الاسرة الدولية quot;الانقلابquot; وعلق الاتحاد الافريقي عضوية مدغشقر فيه.

اتفاق

- 07 تشرين الثاني/نوفمبر: القادة السياسيون يوقعون في اديس ابابا اتفاقا حول تقاسم السلطة خلال الفترة الانقتالية التي سيقودها راجولينا.

-- 2010 --

عقوبات

- 17 آذار/مارس: الاتحاد الافريقي يفرض عقوبات على راجولينا وحوالى مئة شخصية اخرى في نظامه لعرقلتهم عملية الخروج من الازمة. في السابع من حزيران/يونيو علق الاتحاد الاوروبي مساعداته للتنمية.

اتفاق في انتاناناريفو

- 13 آب/اغسطس: وقع نظام راجولينا ونحو مئة حزب سياسي اتفاقا جديدا للخروج من الازمة ينص خصوصا على تنظيم اقتراع رئاسي في ايار/مايو 2011. رفض تيارات الرؤساء الثلاثة السابقين الاتفاق.

عملية انتقالية

- 12 تشرين الاول/اكتوبر: انشئت جمعية وطنية انتقالية غداة تشكيل مجلس للشيوخ بموجب اتفاق 13 آب/اغسطس.