أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد أنه لن يقبل استئناف المفاوضات مع إسرائيل ما لم يشمل تجميد الإستيطان مدينة القدس في حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد أن القدس لن تكون مشمولة في الصفقة مع الولايات المتحدة بشان تجميد الاستيطان.

القاهرة: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد للصحافيين بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك إنه لن يقبل عرضاً أميركياً لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل quot;إذا لم يكن هناك وقف تام للإستيطان في كل الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس (..) أي إذا لم يشمل القدسquot;.

وتابع quot;إننا نرفض ذلك مئة فى المئة، ولابد أن يشمل وقف الإستيطان مدينة القدس، وإذا لم يكن وقف الإستيطان فى كامل الأراضى الفلسطينية بما فيها القدس فلن نقبل بهquot;. وشدد على أنه quot;إذا أرادت إسرائيل أن تعود إلى النشاطات الإستيطانية لا نستطيع أن نستمر (في المفاوضات)، يجب أن يكون وقف الإستيطان شاملا لكل الأراضي الفلسطينية وأولها مدينة القدسquot;.

وأثناء لقاء مطول في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وافق نتانياهو على التفكير في تجميد جديد للبناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة مدته 90 يوما مقابل عرض أميركي سخي يتضمن إجراءات دعم أمنية وسياسية.

غير أن مكتب نتانياهو أكد في بيان أصدره الأربعاء الماضي أن التجميد الجديد للإستيطان ينبغي ألا يشمل القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل العام 1967. وقال نتانياهو مساء الخميس إنه يواصل quot;اتصالات مكثفة مع الإدارة الأميركيةquot; لـ quot;وضع اللمسات النهائية على تفاهماتquot; تتيح إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين المعلقة منذ 26 أيلول/سبتمبر وهو تاريخ انتهاء العمل بالقرار الأول المتعلق بتجميد الأستيطان لمدة عشرة أشهر.

ولكن الرئيس الفلسطيني أكد أنه quot;إلى الآن لم يصلنا من الإدارة الأميركية شيء رسمي حتى نعلق عليهquot; مضيفا أن الإسرائيليين لم يتسلموا عرضا رسميا بعد. وتابع quot;أكدنا للأميركيين أننا لا علاقة لنا بصفقتهم وربط هذه الصفقات باستئناف المفاوضات مرفوض من قبلنا فإذا كانت القصة قصة سلاح من أجل هذه الجهة أو تلك، فهذا لا نقبله ونحن ليس لنا علاقة بهذه القضيةquot;.

وقال إنه quot;لايجوز للإدارة الأميركية أن تقول إننا أعطينا إسرائيل شيئا مقابل وقف الإستيطان لمدة تسعين يوما، لأن ذلك كلام غير منطقى وغير مقبولquot;. وكان الرئيس الفلسطيني اجتمع فور وصوله إلى القاهرة بعد ظهر السبت مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.

وصرح موسى للصحافيين عقب لقائه مع عباس أنهما اتفقا على quot;دعوة لجنة مبادرة السلام العربية لاجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الخطوات الواجب السير فيها فور تلقي الموقف الأميركي بشأن عملية السلامquot;.

وأضاف موسى أن الرئيس الفلسطيني quot;وضعني بالصورة بشأن المعلومات المتوافرة حتى الآن بشأن ما يسمى الصفقة الإسرائيلية-الأميركية واتفقنا على الخطوات الواجب اتخاذها بشأن هذا الموضوع الذي سبب لنا جميعا ازعاجا شديدا فمثل هذه الصفقة قد تحدث اضطرابا كبيرا في المنطقةquot;.

وبدا أنّ الرئيس الفلسطيني يميل إلى التشاؤم بشأن مستقبل عملية السلام إذ قال quot;نحن نحافظ على الأمل إلى أن نصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية ونحن نعلم أن هناك صعوبات بالغة بسبب الموقف الإسرائيلي فما وصلنا إليه من حوار لا يوحي بشيء ولكن إذا حدث حوار رسمي فسوف نجرب ونعمل كل ما نستطيع من أجل الوصول إلى الهدف وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل كل قضايا المرحلة النهائية (للمفاوضات) بالإضافة إلى قضية الأسرى وهي من أهم القضايا بالنسبة لناquot;. وتشمل قضايا مفاوضات الحل النهائي الحدود والمستوطنات والأمن واللاجئين والقدس والمياه. ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بأكثر من 7 آلاف.