خاطر القائمون على مشروع بناء المركز الإسلامي قرب منطقة quot;غراوند زيروquot; بإشعال الجدل من جديد بعدما طلبوا الحصول على تمويل لمشروعهم من أحد صناديق إعادة الإعمار الذي تم تأسيسه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر.


نيويورك: تقدم القائمون على تطوير مشروع المركز الإسلامي والمسجد بالقرب من منطقة غراوند زيرو في نيويورك، بطلب للحصول على ملايين الدولارات من المال العام من أحد صناديق إعادة الإعمار الذي تم تأسيسه في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.

وفي هذا السياق، ذكرت اليوم صحيفة quot;التلغرافquot; البريطانية أن مطوري مبنى quot;51 باركquot; قد خاطروا بإشعال الجدل من جديد حول مشروعهم، بعدما طلبوا الحصول على تلك الأموال، التي تقول التقارير إن قيمتها الإجمالية تُقدَّر بـ 5 ملايين دولار (3.1 ملايين إسترليني )، من شركة تنمية منطقة مانهاتن السفلى. وذلك في الوقت الذي يواجه فيه المشروع اعتراضاً من أغلبية المواطنين الأميركيين، حسبما تظهر استطلاعات الرأي، فضلاً عن الانتقادات التي لاقاها من جانب ساسة جمهوريين كبار.

كما تعرض الرئيس، باراك أوباما، لموجة من الانتقادات هو الآخر، بعد مصادقته على المشروع قبل أن يتراجع بعد ذلك عن موقفه، ويقول إن ما كان يقصده هو أنه قد كان من حق المسؤولين عن المشروع أن يمضوا قدماً في مساعيهم الرامية إلى تطويره.

وأفادت الصحيفة بأن شريف الجمَّال، المطور الرئيس لمشروع المبنى الذي سيتكون من 15 طابقاً، يسعى الآن للحصول على دعم من المال العام من خلال برنامج quot;تعزيز الثقافة والمجتمعquot; التابع لشركة تنمية مانهاتن السفلى وقيمته 17 مليون دولار.

ومضت الصحيفة تشير إلى أن ذلك البرنامج المُمَوَّل من جانب دافعي الضرائب يعنى بتوفير الأموال اللازمة للمشاريع التي من شأنها أن تلبي احتياجات سكان وعمال ومجتمعات منطقة مانهاتن السفلى الناجمة عن أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.

فيما قالت الشركة عبر موقعها الإلكتروني إن المنظمات الدينية ربما تحصل فقط على تمويل من أجل بناء مرفق أو جزء من مرفق يكون مخصصاً للاستخدامات أو الأنشطة غير الدينية. وإذا ما كُلِّلت مساعي القائمين على المشروع بالنجاح في هذا الشأن، فإنه يُعتقد، طبقاً للصحيفة، أن الأموال سيتم إغداقها على المشروعات التعليمية في المركز.

وقد تسبب المقترح الخاص بدعم المشروع من المال العام الأميركي في ظهور انتقادات حادة من جانب المعترضين على بناء المركز الإسلامي. فعلى موقع التدوين المصغر quot;تويترquot;، قالت ميشيل باخمان، عضو الكونغرس الجمهورية عن ولاية مينيسوتا التي يفضلها أنصار حزب الشاي: quot;لقد كان أمراً مثيراً للغضب أن يتم النظر حتى في تخصيص أموال اتحادية لبناء مسجد بالقرب من منطقة غراوند زيروquot;.

في حين قال ناطق باسم المطورين إن المركز لن يتضمن مسجدا فحسب، وإنما سيشتمل كذلك على صالة رياضية، وحمام سباحة، ونصب تذكاري لأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وغيرها من المرافق، كما سيدعم الاقتصاد المحلي. وتابع في هذا الشأن بقوله: quot;سيعني هذا المركز الإسلامي بتوفير مئات الوظائف في قطاع البناء على مدار السنوات القليلة المقبلة، وعندما يتم افتتاحه، سيوفر 150 وظيفة دائمةquot;.

وكان موقع quot;ذا دايلي بيستquot; الإخباري على شبكة الإنترنت قد أشار إلى أن الطلب الذي تقدم به المسؤولون عن المشروع كان هدفه الحصول على 5 ملايين دولار، وهو المبلغ الذي يتجاوز بكثير المبلغ الذي كان يتراوح ما بين 100 ألف ومليون دولار، وسبق أن أوصت به شركة تنمية مانهاتن السفلى.

وفي غضون ذلك، رفض متحدث باسم الشركة التعليق على الطلب قائلاً إنهم تلقوا مئات الطلبات المتعلقة بالحصول على إعانات مالية، وأنهم يفرزونها الآن لتحديد الأولويات.