تبرع الأمير الوليد بن طلال بأكثر من 300 ألف دولار لبناء مسجدمثير للجدل في منطقة غراوند زيرو حيث وقعت أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر عام 2001. وأفادت تقارير صحافية أميركية أن التبرع يأتي ضمن حملة الأمير الرامية إلى تحسين صورة الإسلام لدى الرأي العام الأميركي.

أماطت اليوم تقارير صحافية أميركية النقاب عن تفاصيل جديدة ومثيرة بخصوص مصادر تمويل المركز الإسلامي المزمع تشييده بالقرب من منطقة quot;غراوند زيروquot;، حيث وقعت أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر عام 2001. وقد تم الكشف عن أن الأمير والملياردير السعودي، الوليد بن طلال، ضخ أكثر من 300 ألف دولار في ذلك المشروع الذي يترأسه الإمام فيصل عبد الرؤوف، كجزء من الحملة التي يقودها الأمير من أجل تحسين صورة الإسلام لدى الرأي العام الأميركي.

ولم تغفل صحيفة وورلد نيت دايلي الأميركية أن تلفت الانتباه في هذا السياق إلى أن الأمير السعودي بادر بتلك الخطوة وهو يمتلك الجزء الأكبر من الشركة الأم لقناة فوكس نيوز من خارج أسرة مردوخ، في تلميح واضح من جانب الصحيفة الى أن المحطة الإخبارية الأميركية تتواطأ بشكل أو بآخر مع الداعمين لفكرة بناء المشروع المثير للجدل.

وعلمت الصحيفة في الإطار نفسه أن فردا من أعضاء مجلس الإدارة الأصليين للمجموعة غير الربحية التي تروج لبناء المسجد والمجمع الثقافي المكون من 13 طابقا ً قد تولى مهام منصبه ليصنع معروفا لجيمس بيكر، المسؤول السابق في إدارة الرئيس جورج بوش الأب والمحامي الذي دافع عن مسؤولين حكوميين سعوديين في القضية التي رفعتها ضدهم عائلات ضحايا أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.

ومضت الصحيفة لتذكِّر أيضا بأن مؤسسة الأمير الوليد بن طلال الخيرية سبق لها أن تبرعت عام 2008 بـ 125 ألف دولار للإمام عبد الرؤوف، بعد أن منحته هدية في وقت سابق ثمنها 180 ألف دولار، وفقًا لما سبق وأن ذكرته تقارير صحافية عربية. كما سبق للأمير أن موّل العملية الخاصة بإعادة طبع كتاب للإمام عبد الرؤوف عام 2004.

وذكَّرت الصحيفة كذلك بأن عمدة نيويورك السابق، رودي جولياني، سبق له أن رفض تبرعًا من جانب الأمير الوليد بقيمة 10 ملايين دولار، بعد أن عاتب بن طلال السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بخصوص هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وبعد أن اقترح على الولايات المتحدة اتخاذ موقف أكثر إيجابية في القضية الفلسطينية. وحينها وصف منتقدون العرض الذي تقدم به بن طلال بـ quot;الديةquot;، وأثنوا في الوقت ذاته على القرار الذي اتخذه جولياني برفض تلك الأموال.

ثم تابعت الصحيفة حديثها بالقول إن الأمير الوليد بن طلال قام بعد ذلك بانتهاج استراتيجية غير مباشرة بصورة أكبر للتأثيرفي السياسة الأميركية. وتشير الصحيفة في هذا الشأن إلى أن الأمير يساعد حاليًا مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية المعروف بـ quot;كيرquot; في تمويل حملة بـ 50 مليون دولار لمحاربة الإسلاموفوبيا في أميركا.