رأت ملكة جمال الولايات المتحدة أن المسجد المزمع إنشاؤه يجب ألاّ يكون بهذا القرب من مركز التجارة العالمي.

أدلت ريما فقيه، المسلمة الأولى الّتي تحصل على لقب quot;ملكة جمال الولايات المتحدةquot;، بدلوها في الجدل المستعر حول إقامة بناء مركز إسلامي يضمّ مسجدًا قرب موقع مركز التجارة العالمي ضحية هجمات 9/11 والمسمى الآن quot;غرواند زيروquot; في نيويورك. فقالت إنّه يجب quot;ألاّ يكون بهذا القربquot; من موقع الحدث الإرهابي الأشهر في العالم.

وقالت فقيه (24 عامًا)، وهي لبنانية الأصل تتهيّأ حاليًّا لخوض منافسات quot;ملكة جمال الكونquot; في لاس فيغاس يوم الاثنين: quot;أتفق تمامًا مع ما أورده الرئيس أوباما في خطابه عن الحريات التي يكفلها الدستور لسائر الأديانquot;. لكنها أضافت في حوار قالت صحيفة التابلويد الشعبية الأميركية quot;نيويورك بوستquot; إنها أجرته معها: quot;أتفق في الوقت نفسه مع القائلين إنه يجب ألا يكون بهذا القرب من مركز التجارة العالمي. يجب أن نعنى بالمأساة أكثر من عنايتنا بالدينquot;.

وكان فوز فقيه بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة في مايو -أيار الماضي قد فتح الباب واسعًا أمام النقاش والتعليقات كونها المسلمة الأولى التي تتربّع على هذا العرش. واتخذت المسألة لها عنصرًا جيوسياسيًّا قويًّا، بلغ بالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة حدّ اعتبار فوزها quot;مؤامرة إسلاميةquot;.

وكان الصوت الأبرز بين هؤلاء يخص المعلّقة المحافظة ديبي شلوسيل التي أشارت الى خلفية ريما فقيه الشيعية لتصفها بأنّها quot;إرهابيّةquot; وتطلق عليها لقب quot;ملكة جمال حزب اللهquot;!

وعلى أيّ حال فإن خوض فقيه الآن مسألة سياسية حساسة كأمر المركز الإسلامي قرب quot;غراوند زيروquot; ليس من دون حسابات مسبقة على الأرجح. فهو يضرب عصفورين بحجر واحد: الأول هو الرد على اليمين المحافظ وتطمين الجميع الى أن quot;أميركيّتهاquot; تعلو على ما عداها من أصل ودين. ويمكن قراءة هذا الأمر في حديثها القائل: quot;يجب أن نعنى بالمأساة أكثر من عنايتنا بالدينquot;.

أما الثاني فينبع من كونها quot;ملكة جمال الولايات المتحدةquot; وطبيعة هذا اللقب بالمقارنة مع لقب quot;ملكة جمال أميركاquot;. فبينما تجد أن من شرط الفوز بهذا الأخير ينحصر في إطار الجمال الجسدي، يُخضع الأول المتنافسات لـquot;معاينةquot; الغرض منها سبر غور مقدراتهن الفكرية وآرائهن في ما يدور حول العالم من قضايا.

ومع أن quot;ملكة جمال الولايات المتحدةquot; أكثر حداثة من لقب quot;ملكة جمال أميركاquot; (1952 و1921 على التوالي) فهو يؤهل الفائزة به لخوض منافسات quot;ملكة جمال الكونquot; التي تتهيأ لها فقيه الآن. وعليه فربما كانت تسعى لإثبات أنها أكثر من مجرد وجه جميل وأنّ لها عقلاً يستوعب ويحلل أكثر المواضيع إثارة للجدل.